فقدت مصر والوطن العربى، يوم الخميس الموافق 26 فبراير الماضى، أديبا وروائيا وكاتبا وعالما لغويا كبيرا هو الكاتب سليمان فياض- رحمه الله، وغفر له- عن عمر ناهز السابعة والثمانين عاما.
تنوعت كتاباته بين الرواية والقصة القصيرة والسيرة الذاتية، إضافة لأبحاثه التى نشرها فى كتاب النحو العصرى، عن قواعد اللغة العربية ومحاولته تبسيطها، وأيضاً تأليفه القواميس اللغوية وكتاباته عن سير أعلام علماء العرب الأوائل وأئمة الفقه الإسلامى الأربعة.
الراحل سليمان فياض وأمثاله ثروة مصر الحقيقية التى يجب علينا الحفاظ عليها من الاندثار، وإبرازها وعرضها للأجيال الشابة وللعالم، والتذكير بها وبما خلفته من مؤلفات فى أفضل صورة وفى كل وقت، كما تفعل الدول المتقدمة مع كتابها وأدبائها ومفكريها.
لقد قدم الراحل بعضا من سيرته الذاتية فى قالب مبتكر فى كتابين، أحدهما بعنوان «حكايات مجاور» عن فترة دراسته فى المعهد الأزهرى الثانوى، والآخر عن أصدقاء له وشخصيات وأدباء صادفهم تحت عنوان «حكايات النميمة».
كما أنه تنبه مبكرا لخطر الفكر الضال والمُضلل للجماعات الإسلامية المتطرفة، وسعيها لكسب العوام برفع الشعارات العاطفية والحماسية مثل «الإسلام هو الحل» وضرورة السعى نحو إعادة الخلافة، فوضع كتابا صغير الحجم، ولكن كبير القيمة، ويظهر شجاعة الكاتب فى ضرورة المواجهة الفكرية الجادة لأوهام وضلالات تلك الجماعات، وهو كتاب «الوجه الآخر للخلافة»، ويعتبر مكملا للبحث القيّم «الإسلام وأصول الحكم» للشيخ على عبدالرازق.. رحم الله سليمان فياض، وعوضنا عنه خيرا..
لواء طبيب متقاعد/ عمرو أبوثريا- استشارى الجراحة
