كما نشرنا فى رسائل «المصرى اليوم» من فينسيا، شهدت الأيام الأخيرة من مهرجان إيطاليا السينمائى الدولى الكبير مظاهرة سياسية تؤيد الغضب الإيرانى ضد نتائج الانتخابات الرئاسية، وتندد بقتل واعتقال المعارضين، وترفع الأعلام الخضراء فى إشارة إلى اللون الأخضر، الذى كان لون الحملة الانتخابية لمرشح الرئاسة حسين موسوى، الذى اتهم الحكومة بالتزوير لصالح استمرار الرئيس أحمدى نجاد رئيساً للجمهورية.
وقد تمثلت هذه المظاهرة فى عرض فيلمين من الإنتاج الأوروبى لمخرجتين إيرانيتين تعيشان فى المنفى، وهما الفيلم التسجيلى «أيام خضراء» إخراج هانا ماخمالباف، الذى عُرض خارج المسابقة، والفيلم الروائى «نساء من دون رجال» إخراج شيرين نشأت، الذى عُرض داخل المسابقة، وفاز بالأسد الفضى لأحسن إخراج ثان، أهم جوائز المهرجان.
أعلن عن فوز الفيلم فى حفل الختام مساء السبت 12 سبتمبر، وفى يوم الأربعاء 16 سبتمبر نشرت جريدة «طهران نيوز» الإيرانية، التى تصدر بالإنجليزية، تصريحاً لمستشار الرئيس الإيرانى لشؤون الفنون جواد شاماق دارى، نُشر على موقع الجمعية الإيرانية الإسلامية للفنانين يوم الاثنين 14 سبتمبر قال فيه: «إن إيران سوف تقاطع المهرجانات الغربية إذا تحولت إلى مناسبات لعرض النشاطات الهدامة ضد الحكومة الإيرانية».
وقال: «إن (العدو) الذى أصيب بالخيبة حول خططه فى الثورة المخملية والحرب الناعمة ضد إيران يسعى للحفاظ على نشاطاته الهدامة فى مجال الفنون والفعاليات السينمائية، وإن مهرجان فينسيا كشف خطة العدو على نحو فاضح».
وفى مهرجان سان سباستيان الـ57 الذى اختتم يوم السبت الماضى، وهو أكبر وأعرق المهرجانات السينمائية فى إسبانيا، عُرض فيلم «أيام خضراء» خارج المسابقة، واستغل العديد من السينمائيين الإيرانيين المهرجان لمهاجمة أحمدى نجاد وخطابه فى الأمم المتحدة، وأعلنوا رفضهم للنظام الإيرانى الحالى، ووضع كل منهم وشاحاً أخضر، ورفعوا لافتة كبيرة خضراء كُتب عليها «لا نريد القنبلة الذرية.. نريد الديمقراطية فى إيران».
صرخت هانا ماخمالباف قبل عرض الفيلم: «الحرية لإيران والسلام للعالم»، واشتركت أختها سميرة، التى كانت عضواً فى لجنة التحكيم فى المظاهرة، وكذلك شاهرام كريمى وباهمان جوبادى الذى قال: «لا أصدق أن يتوجه نجاد إلى المجتمع الدولى بهذه الطريقة فى خطابه بالأمم المتحدة، الحكومة والشعب فى إيران أمران منفصلان ونحن فى حاجة إلى تغيير حقيقى».
انتقل الغضب الإيرانى من فينسيا إلى سان سباستيان، رغم التهديد الرسمى بالمقاطعة.