على الرغم من خسارة فياريـال أمام برشلونة في إياب نصف نهائي كأس الملك بثلاثة أهداف لواحد، شهدت المباراة مجددا أداء طيبا من الروسي دينيس تشيرشيف الذي شكل خطورة على مرمى النادي الكتالوني أكثر من مرة، وهو الأمر الذي دفع البعض للتساؤل عن السبب وراء عدم إشراكه أمام ريـال مدريد في الجولة الأخيرة من الليجا بالمباراة التي انتهت بالتعادل.
يتعلق تفسير هذا الموضوع بكون تشيرشيف في الأساس أحد لاعبي الريـال ولكنه معار لـ«الغواصات الصفراء» مع وجود شرط في العقد يمنعه من اللعب أمام النادي الملكي، وهو الأمر الذي تطلق عليه الصحافة الرياضية الإسبانية «بنود العار» أو «بنود الخوف».
وتوجد عدة أنواع مختلفة من «بنود الخوف» ومنها ما يمنع اللاعب المعار من المشاركة أمام ناديه الأصلي تحت أي ظرف وما يستوجب من ناحية أخرى الحصول على إذن مسبق منه لإشراكه أو فرض غرامة تصل قيمتها لملايين اليوروهات إذا ما حدث إخلال بالشروط وشارك اللاعب المعار.
البداية:
يقول التاريخ إن نشأة «بنود العار» لم تكن قادمة من النادي الملكي، بل من جاره في العاصمة الإسبانية أتلتيكو مدريد الذي منع في الجولة الـ26 من موسم 1955-1956 فريق كولتورال إيدبورتيفا ليونيسا من استخدام ثلاثة من لاعبيه المعارين في مواجهته وهم إنريكي جالبيس وسرخيو باراجان إيليو بيريز أندريو.
وتسبب هذا الوضع في إثارة قدر كبير من الجدل حينها، لأن أتلتيكو لم يكن ينافس للبقاء في الليجا على عكس منافسه، حيث كانت هناك آراء تقول إن نادي مورسيا الذي كان ينافس على البقاء دفع أموالا لأتلتيكو ليحرم كولتورال إيدبورتيفا ليونيسا من إشراك اللاعبين المعارين.
وفاز أتلتيكو بتلك المباراة بنتيجة 4-2 ولكن في نهاية الموسم هبط فريقا مورسيا وكولتورال إيدبورتيفا ليونيسا، لتنتهي بذلك أول سابقة لاستخدام «بنود العار» ولكن بصفة غير رسمية، أي أنها لم يكن منصوصا عليها في العقود بشكل صريح.
مصائب الريـال:
مر بعدها 50 عاما تقريبا حتى بدأ الريـال، أكثر الأندية الإسبانية استخداما لـ«بنود العار» في الوقت الحالي، في تطبيقها بشكل رسمي في اتفاقيات الإعارة، وذلك بعد أن ذاق مرارة هز شباكه من قبل لاعبين أعارهم لفرق أخرى وكان يرغب في وقاية نفسه من هذا الشر.
كانت أولى المصائب التي حلت على الريـال من جانب بدرو مونيتيس لاعبه السابق الذي كان معارا لراسينج سانتاندير في موسم 2003-2004 وسجل هدفا في هزيمة الملكي بنتيجة 2-0 على ملعب الساردينيرو.
بعدها كان الدور على الكاميروني صامويل إيتو الذي كان الريـال يملك 50% من حقوقه ولعب دورا هاما في فوز مايوركا على الـ«ميرينجي» بنتيجة 5-1 في ملعب سانتياجو برنابيو.
وتمثلت القشة التي قسمت ظهر البعير فيما فعله فرناندو مورينتس الذي كان معارا لموناكو، حيث سجل مرتين للنادي الفرنسي في ثُمن نهائي دوري الأبطال بنفس الموسم السابق ذكره ليخرج الريـال من البطولة.
وبعد تلك الكارثة، بدأ الريـال في فرض «بنود الخوف» بأغلب عقود إعارة لاعبيه ومن ضمن الأسماء التي عانت منها سرخيو كناليس حينما أعير لفالنسيا وخوسيه كاييخون لإسبانيول وروبرتو سولدادو لأوساسونا وألبارو نيجريدو لألميريا.
ضحايا العار:
ويعد الريـال صاحب أكبر عدد من الإعارات التي تطبق بها «بنود العار» في الوقت الحالي بإسبانيا بأربعة لاعبين هم تشيرشييف (فياريـال) وخوسيه رودريجز (ديبورتيفو لاكورونيا) وبورخا جارسيا (قرطبة) ولوكاس فاسكيز (إسبانيول).
ويأتي بعده الأتلتي بلاعبين هما إيمليانو إنسوا (رايو فايكانو) وتوماس بارتي (ألميريا) ثم فالنسيا بفيكتور رويز (فياريـال) وفيدي كارتابيا (قرطبة) وغرناطة بفاتاو (رايو فايكانو).
ومن الأمور اللافتة للنظر أن برشلونة على الرغم من ثراء قطاع الناشئين به فإنه لم يلجأ قط لفرض «بنود الخوف» في تعاقدات الإعارة، أو على الأقل فهذا هو الأمر المعلن عنه.
تحرك الفيفا:
ولم يقف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» صامتا أمام آثار «بنود العار» في الكرة الإسبانية والأوروبية حيث أصدر قرارا بإلغاء تطبيقها حيث قال إنه «لن يحق لأي نادٍ التحديد في التعاقدات أي أمر قد يؤثر على «شؤون خاصة بالعمل أو تمس باستقلالية النادي».
وبدأ سريان قرار (فيفا) مطلع هذا العام، ولكن أي تعاقدات كانت أبرمت قبل بداية 2015 لن تتأثر أو تخضع لأي تعديلات، فيما تم منح استثناءات للتعاقدات التي تنحصر بين الأول من يناير الماضي و29 إبريل المقبل، تسمح بإضافة «بنود العار» ولكن على ألا تزيد مدة تطبيقها على عام واحد.