بعد ما يقرب من عامين وشهرين، حدث خلالها العديد من الكوارث والجرائم، بعضها ضد رجال الشرطة من جانب الجماعات الإرهابية، وبعضها ضد المواطنين على يد أفراد الشرطة، غادر اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق منصبه، وتم تعيين اللواء مجدى عبدالغفار، بدلا منه.
أخبار متعلقة
واجه محمد إبراهيم خلال فترة توليه المسؤولية، كثيرا من الانتقادات وتعالت العديد من الأصوات المطالبة بإقالته، حيث اتهمه البعض بالتقصير الأمنى، فى مواجهة الهجمات الإرهابية بعد ثورة 30 يونيو 2013، إضافة إلى اتهامات أخرى بالتعامل العنيف مع المواطنين فى العديد من الوقائع، آخرها مقتل الناشطة السياسية شيماء الصباغ، وأحداث ستاد الدفاع الجوى، التى راح ضحيتها 21 مشجعاً من جماهير ألتراس «وايت نايتس».
بعد كل حادثة، كانت تتردد الشائعات عن إقالة محمد إبراهيم، حتى صدر التغيير الوزارى، أمس، وتستعرض «المصرى اليوم» أبرز 6 حوادث تسببت فى حالة من الغضب الشعبى ضد وزير الداخلية السابق، حتى تمت الإطاحة به.
١ سيارة الترحيلات
لقى 36 سجيناً معظمهم من عناصر جماعة الإخوان مصرعهم خارج سجن أبوزعبل، مختنقين بالغاز بعد احتجاز 6 ساعات داخل سيارة الترحيلات فى أغسطس 2013.
وقالت وزارة الداخلية وقتها إن عناصر «الإخوان» احتجزوا ضابطاً من قوة التأمين وأحدثوا حالة من الهرج للهروب، لكن القوات نجحت فى تحريره، وسيطرت على الموقف بإطلاق الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى وفاة 36 شخصًا نتيجة الاختناق والتدافع.
الحادث أثار ردود فعل غاضبة، وطالبت عدد من الحركات الشبابية بإقالة وزير الداخلية وإجراء تحقيقات عادلة، وفى 22 أكتوبر 2013، قرر النائب العام إحالة 4 ضباط بقسم مصر الجديدة للمحاكمة العاجلة، وأسندت النيابة لهم تهمتى «القتل الخطأ، والإصابة الخطأ بحق المجنى عليهم».
وجاء فى التحقيقات أن المتهمين شاب تعاملهم مع مأمورية الترحيلات المكلفين بها، الإهمال والرعونة، وعدم الاحتراز، والإخلال الجسيم بما تفرضه عليهم وظيفتهم من المحافظة على المتهمين، وفى 29 أكتوبر بدأت أولى جلسات محاكمة الضباط الأربعة، أمام محكمة جنح الخانكة، وفى 18 مارس 2014، قضت المحكمة بحبس نائب مأمور قسم شرطة مصر الجديدة 10 سنوات، والحبس لعام مع إيقاف التنفيذ بحق 3 ضباط آخرين بالقسم، إلا أن المحكمة ألغت الحكم وأعادت أوراق القضية إلى النيابة لاستكمال التحقيقات، قبل أن يحصلوا على البراءة.
وفى يناير الماضى، قررت محكمة النقض قبول الطعن بالنقض المقدم من النيابة العامة فى القضية، وأمرت بإعادة محاكمة المتهمين.
2 اغتيال الضابط محمد مبروك
استشهد المقدم محمد مبروك، الضابط بقطاع الأمن الوطنى، فى نوفمبر 2013، برصاص مجهولين أثناء توجههه إلى مقر عمله بمدينة نصر.
وقالت وزارة الداخلية فى بيان لها فى ذلك الوقت: «فى حوالى الساعة العاشرة والنصف من مساء الأحد الموافق 17 نوفمبر 2013، أثناء توجه المقدم محمد مبروك محمد أبوخطاب، الضابط بقطاع الأمن الوطنى إلى مقر عمله، وعند مروره بالسيارة التى يستقلها بشارع نجاتى سراج بدائرة قسم شرطة أول مدينة نصر، أطلق مجهولون يستقلون سيارة عدة أعيرة نارية تجاهه، ما أدى إلى استشهاده».
كان «مبروك» مسؤولا عن تحريات قضية «التخابر» المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى، وعدد من قيادات جماعة الإخوان، كما كان صاحب إسهامات مؤثرة وفعالة فى ضبط «خلية مدينة نصر».
٣ تفجير مديرية أمن الدقهلية
لقى 14 شرطياً مصرعهم، وأصيب 130 آخرون فى تفجير مديرية أمن الدقهلية عن طريق سيارة مفخخة، فى 24 ديسمبر 2013.
وكشفت مصادر أمنية وقتها عن أن الانتحارى الذى نفذ عملية التفجير مرشد يتعاون مع قطاع الأمن الوطنى، وسبق ضبطه عن طريق ضباط مديرية أمن القاهرة مرتين، وأنه تم تجنيده عن طريق ضباط الأمن الوطنى فى قطاع شرق القاهرة.
وقالت المصادر إن «الانتحارى الذى نفذ الحادث يدعى إمام مرعى إمام محفوظ، وشهرته «أبومريم» من مواليد عام 1973 بالقاهرة، وكان يُقيم فى 8 شارع يوسف عوض من شارع عرب الطوايلة بمنطقة المطرية». وأضافت المصادر أن «تعليمات من قيادات عليا فى قطاع الأمن الوطنى، صدرت إلى ضباط قطاع شرق فى 2013 بضرورة إخلاء سبيل المتهم عقب لقاء تم مع لواء شرطة، ومكالمة طويلة مع رئيس قطاع الأمن الوطنى، انتهت بتمزيق محضر الضبط، وكانت الحجة أنه تم تجنيد المتهم من جانب ضباط القطاع، ليكون بمثابة مرشد أمن وطنى، يدلى بمعلومات مهمة عن باقى العناصر الإرهابية».
٤ مقتل شيماء الصباغ
قُتلت الناشطة السياسية شيماء الصباغ، عضو حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، خلال مسيرة نظمها الحزب بالقرب من ميدان التحرير، عشية الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.
وحمّل حزب التحالف الشعبى الاشتراكى قوات الأمن مسؤولية مقتل «شيماء»، وكتب على صفحته الرسمية بموقع «فيس بوك»: «استشهاد الزميلة شيماء الصباغ برصاص خرطوش الداخلية فى مسيرة سلمية لوضع إكليل الورود على النصب التذكارى بميدان التحرير».
٥ حادث مباراة الزمالك وإنبى
19 قتيلا من أعضاء رابطة جمهور نادى الزمالك «وايت نايتس» سقطوا فى مواجهة مع قوات الأمن أمام ملعب «الدفاع الجوى»، بعد منعهم من حضور مباراة الزمالك وإنبى فى الجولة الـ20 لبطولة الدورى.
وفى مقطع فيديو تداوله مستخدمو موقع «فيس بوك»، تواجد أعضاء «وايت نايتس» ومشجعو الزمالك أمام بوابة «الدفاع الجوى»، ومجموعة أخرى من المشجعين داخل القفص الحديدى، ومع تزايد عدد الجماهير داخل القفص، ردد أعضاء «وايت نايتس» «إحنا بنموت.. إحنا بنموت.. افتحوا بنموت»، وطالب زملاؤهم من خارج القفص رجال الداخلية بفتح الأبواب، وبعد ذلك بدقائق انهار القفص الحديدى على من بداخله، وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع، وطلقات الخرطوش، ما أسفر عن سقوط 19 قتيلاً.
٦ تفجير دار القضاء العالى
آخر الأحداث الإرهابية التى شهدتها البلاد هو التفجير الذى حدث الاثنين الماضى، فى محيط دار القضاء العالى، بمنطقة الإسعاف فى وضح النهار، وفى المنطقة التى ينشط فيها التواجد الأمنى المكثف، وأسفر التفجير عن مقتل شخصين وإصابة 9، بينهم 4 مجندين وتحطم 6 سيارات.
