عقد، الخميس، بمقر وزارة الخارجية، جولة مشاورات سياسية بين مصر وبريطانيا، تحت رعاية وزارتي خارجية البلدين، وبرئاسة السفير حاتم سيف النصر، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية، وذلك بمشاركة كبار مسئوولي وزارة الخارجية المصرية من مساعدي وزير الخارجية للشؤون العربية، ودول الجوار، ومكافحة الإرهاب، وممثلي وزارات الدفاع والداخلية، والمختصين بالشأن البريطاني.
كما شارك من الجانب البريطاني، وفد رفيع المستوى، يضم ممثلي وزاراتي الخارجية والدفاع، ومستشارين الأمن القومي، والأجهزة الأمنية المعنية.
واستهل السفير حاتم سيف النصر، جلسة المشاورات بالتأكيد على اهتمام مصر بتعزيز التعاون وتنسيق الجهود مع بريطانيا لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين إلى آفاق أرحب في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، مشيراً إلى أن بريطانيا تعد أكبر مستثمر أجنبي في مصر، إلى جانب أن عدد السائحين البريطانيين يبلُغ حوالى مليون سائح سنوياً.
وأعرب «سيف النصر» عن تطلع مصر إلى مشاركة بريطانية عالية المستوى وحضور حاشد من قبل الشركات البريطانية، وذلك في مؤتمر «دعم وتنمية الاقتصاد المصرى»، المقرر عقده في شرم الشيخ في الفترة من 13 إلى 15 مارس الجاري، موضحاً أن مصر بصدد طرح العديد من المشروعات الاستثمارية فى اطار برنامجها للاصلاح والتنمية والاستثمار خلال المؤتمر، مبرزاً قانون الاستثمار الذى أقره مجلس الوزراء، الأربعاء.
وشدد «سيف النصر» على أن حضور الشركاء مؤتمر شرم الشيخ سينقل رسالة تضامن مع مصر ليس بالنسبة لبرنامجها الاقتصادى فحسب، بل أيضاً فى حربها على الإرهاب وسيرها على طريق استكمال خارطة المستقبل.
وأكد مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية أن جولة المشاورات ترجمت حرص الجانبين على استمرار التشاور بين القاهرة ولندن إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها، تطورات الأوضاع فى ليبيا والعراق وسوريا، وملف الحرب على الإرهاب، وكذلك ملف التعاون الاقتصادى والتجارى، منوهاً إلى الحراك الذى تشهده الزيارات المتبادلة بين الجانبين.
وأضاف: أن «المشاورات التي جرت، الخميس، لم تقتصر على تبادل وجهات النظر، بل هدفت إلي ترجمة الرؤى والأفكار المشتركة إلى خطوات عملية فاعلة لمواجهة التهديدات والمخاطر التى يواجهها الجانبان، وبما يسهم فى تهيئة المناخ الملائم لمستقبل آمن ومستقر».
وأعاد «سيف النصر» التشديد على ما سبق، مشيرا إلى أنه أوضحه خلال اجتماعه مع السفراء الأوروبيين بالقاهرة يوم 17 فبراير الجارى حول مخاطر الإرهاب وما يمثله من تهديد للسلم والأمن الدوليين.
وأوضح أنه فى الوقت الذى تثور فيه ضرورة التضامن لاتخاذ تدابير وإجراءات فاعلة للقضاء على التنظيمات الإرهابية التى تتخذ من الأعمال البربرية منهجاً لها، فإنه من المهم اقتلاع الإرهاب من جذوره، وضمان استناد تلك التدابير إلى استراتيجية إقليمية ودولية للتصدى للفكر المتطرف الذى تروج له التنظيمات والجماعات الإرهابية، مُشدداً على عزم مصر الأكيد على الاستمرار في الاضطلاع بدورها في اجتثاث ظاهرة الإرهاب من جذورها.
وشدد على ضرورة تحمل المجتمع الدولى مسئولياته بشكل عملى فى القضاء على الإرهاب، ودعم تحركات مصر الرامية إلى التصدى للتنظيمات الإرهابية وإعادة تحقيق الاستقرار والأمن فى المنطقة، مضيفاً، أن القاهرة تتطلع إلى دور بريطانى وأوروبى فاعل فى هذا الصدد أخذاً فى الاعتبار حقيقة عدم إمكانية الفصل بين استقرار وأمن أوروبا وتحقيق الأمن والاستقرار بدول جنوب المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط.
وأشار مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية إلى أهمية ترجمة ما جاء في الكلمة التى ألقتها وزية الداخلية البريطانية «تريزا ماي» أمام قمة مكافحة الإرهاب والتطرف التي عقدت مؤخراً في واشنطن إلى أفعال، مشيرا إلى ما ذكرته من ضرورة قيام المجتمع الدولى بالتحرك بصورة فورية وبشكل جماعي، وبإجراءات حازمة لمواجهة مخاطر الإرهاب وتهديدات التنظيمات الإرهابية.
وأشار «سيف النصر» إلى أن المنطقة العربية تمر بمرحلة صعبة وتواجه تحديات جمة، مشيرا إلى تطورات الأوضاع فى كل من ليبيا والعراق وسوريا، فضلاً عن جمود عملية السلام، مبرزاً المرتبة المتقدمة التى تحتلها تلك القضايا على أجندة القاهرة.
من جانبهم، قدم كل من السفير عبد الرحمن صلاح، مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية، والسفير أسامة المجدوب، مساعد وزير الخارجية لشؤون دول الجوار، ووزير مفوض، كريم حجاج، مدير وحدة مكافحة الإرهاب، عرضاً للمواقف المصرية إزاء عدد من القضايا والملفات التى تم طرحها فى جلسة المشاورات.
وأعرب الوفد البريطانى عن تقديرهم للمستوى الذى وصلت إليه العلاقات الثنائية مع مصر، موضحاً حرص لندن على استمرار التنسيق والتعاون مع مصر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وكذلك بمتابعة التشاور مع القاهرة للتعرف على رؤيتها لمواجهة الإرهاب وإعادة الاستقرار والأمن إلى المنطقة.
وأكد رئيس الوفد البريطانى الزائر أن تشكيل الوفد ومستوى تمثيله فى جولة المشاورات تعكس الجدية والرغبة الأكيدة فى تكثيف الجهود المشتركة بما يخدم مصالح البلدين. كما أكد تضامن بلاده مع مصر فى حربها على الإرهاب، فضلاً عن الإشارة إلى أن بلاده ستشارك بوفد رفيع المستوى فى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى.