قضت «المصرى اليوم» نحو 8 ساعات داخل حجز المباحث بقسم شرطة مدينة نصر ثان مع المشتبه بهم فى حادث حريق مركز القاهرة الدولى للمؤتمرات، حيث قادت المصادفة محرر الجريدة للقاء المشتبه بهم فى الواقعة، عقب إلقاء القبض عليه أثناء تغطية الحادث.
البداية كانت حين اعتدت مجموعة من موظفى المركز على المحرر، ثم اقتادته الشرطة إلى سيارة ملاكى خاصة بأحد الضباط، ونقلوه مع 3 آخرين إلى القسم، وعند وصولهم اكتشفوا وجود شخصين آخرين، أحدهما تركى الجنسية، داخل غرفة المحفوظات بالقسم، وتبين أن الموجودين مشتبه بهم فى الحادث.
وبدأ معاون مباحث القسم بسؤال الجميع عن أسمائهم، ووظائفهم، وسبب وجودهم بمحيط الحريق، وبعدها تم اقتيادهم إلى حجز المباحث فى القسم، ليجدوا 3 أشخاص آخرين موجودين داخل الحجز، الذى يبلغ عرضه مترا وطوله 3 أمتار، حيث استمر وجودهم داخل الحجز مدة ٨ ساعات، دون إخبارهم بسبب القبض عليهم أو الإجراءات التى سيتم اتخاذها معهم.
بدأ الموجودون داخل الغرفة فى التعارف: محمد مجدى السيد، 22 سنة، منظم معارض بشركة ديفلين، وعمرو إبراهيم رجب، نجار موبيليا، ويعمل مع أحد المهندسين المسؤولين عن الإعداد للمعرض، ومحمود رمضان، طالب فى الصف الثانى بكلية التربية جامعة الأزهر، وكان يشاهد الحريق مع العديد من الأهالى خارج المعرض، وعبدالله زكريا، طالب بكلية التجارة بجامعة الأزهر، ومصطفى أوسترك، تركى الجنسية، مندوب مبيعات لإحدى شركات الملابس التركية، والمتهمون الثلاثة الآخرون هم عمرو محمد، وشهرته «على ببس»، عاطل، متهم فى قضية سلاح، ومحمد فايز، عاطل، مقيم بالمنصورة، ومحمد كامل، مهندس عمارة.
وقال محمد مجدى: «كنت أمارس عملى فى إحدى القاعات وعلمت بنشوب الحريق، فذهبت مع مجموعة من الزملاء لمساعدة الموظفين الذين حاصرتهم النيران، وأثناء محاولتنا البحث عن طفايات حريق، فوجئت بأحد رجال الأمن يسألنى: إنت مين؟ فأخبرته أنى أحد العاملين على تنظيم المعرض، فأخذ بطاقتى وهاتفى المحمول واقتادنى إلى القسم».
وقال عمرو إبراهيم إنه كان يعمل مع مجموعة من زملائه، ونشب الحريق بالمبنى الإدارى الموجود بجوار إحدى البوابات التى صنعوها، وطلب منه المهندس الانتقال إلى مكان الحريق للاطمئنان على البوابة وتفكيكها إذا لزم الأمر، وبمجرد وصوله ألقى أحد رجال الأمن القبض عليه، بحجة أنه مشتبه به، رغم تأكيده له أنه يعمل فى مكان بعيد عن مكان الواقعة.
وأكد محمود رمضان، الطالب بجامعة الأزهر، أنه الأول على دفعته فى العام الأول، وكان متجهاً إلى منزله، وخرج من الجامعة، فرأى الحريق، فوقف يشاهده مع مجموعة من الأصدقاء، فتم إلقاء القبض عليه، دون أن يعلم سبب ضبطه. وقال مصطفى أوسترك، الذى لا يتحدث العربية، وتبدو عليه علامات القلق والتعجب مما يحدث: «ماذا حدث؟ لماذا نحن هنا؟ أنا أعمل مندوب مبيعات لشركة ملابس جاهزة، وكنا ننهى عملنا لتجهيز استاندات العرض، حيث سيبدأ المعرض، الخميس المقبل، وأثناء ذلك قام شخص بالقبض علىَّ، دون أن أعلم السبب»، وتساءل أوسترك: «هل أنا فى مشكلة؟»، فقام الموجودون بطمأنته بأن الجميع سيخرجون، بعد قليل، لأنهم أبرياء.
وأما عبدالله زكريا الذى وجد رجال الأمن عبارة «يسقط حكم العسكر» فى كراسة كان يحملها، فقد جلس صامتا كأنه يعلم أن وضعه غير الجميع، وأنه سيظل محتجزا، فلم يتحدث إلا عندما سأله الموجودون وكان يرد ردوداً مقتضبة، وبالفعل خرج الجميع، بينما ظل هو محتجزاً.