وصفت مجلة «تايم» الأمريكية حادثة مقتل «مروة الشربيني» يوليو الماضي على يد متطرف ألماني بمحكمة «دريسدن» بولاية «سكسكونيا» الألمانية بأنها ليست "أمرا شاذا" في ألمانيا على الرغم من وحشيته وما أحدثه من صدمة داخل الأوساط الألمانية الداخلية والعالمية.
وربطت المجلة في تقريرها، بين حادثة مقتل «مروة الشربيني»، وتزايد القلق من التواجد اليميني المتطرف والعنيف في ألمانيا مؤخرا، وفقا لما أكدته السلطات الألمانية مؤخرا، موضحة أن مكتب التحقيقات الجنائية الفيدرالية بألمانيا سجل في تقرير له الأسبوع الماضي ارتفاع معدلات الجرائم التي يتم ارتكابها بدوافع عنصرية إلى أكثر من 20 ألف جريمة خلال عام 2008 مع توقعات بتزايدها خلال عام 2009.
ونقلت المجلة الأمريكية عن «يورج تسيركه»، رئيس مكتب التحقيقات الجنائية الفيدرالية إن: "نسبة الجرائم التي يرتكبها اليمين المتطرف بدوافع العنصرية تترواح بين جريمتين إلى ثلاث يوميا في ألمانيا، وأن هناك خطورة حقيقية على حياة الناس من هجمات اليمين المتطرف التي دائما ما تكون وحشية وعنيف وعشوائية جدا ويتم تنفيذها في الأماكن العامة كمحطات القطار ومواقف الحافلات والمطاعم.
وأشارت «تايم» أنه وفقا لتقرير مكتب التحقيقات الجنائية بألمانيا، فإن ألمانيا الشيوعية سابقا أصبحت تربة خصبة "لتفريغ" التطرف اليميني، فلا يزال هناك الكثير من المناطق في ألمانيا الشرقية يعاني سكانها من ارتفاع معدلات البطالة والمشاكل الاجتماعية، وهو ما سهل على الأحزاب السياسية اليمينة مثل الحزب الوطني الديمقراطي الألماني.
ولفتت المجلة إلى أن هناك دراسة صادرة على معهد أبحاث الديكتايورية بدريسدن، ترى أن أحزاب مثل الحزب الوطني الديموقراطي الألماني يمكن أن يكون "القوة المحركة" لتصاعد أعمال العنف، رابطة بين نشأة الحزب وزيادة متطرفي الجناح اليميني في شرق ولاية «سكسونيا»، وخاصة منذ دخول الحزب في الانتخابات البرلمانية وفورزه على 9.2 % عام 2004.
وتابعت: أن الباحثين رصدوا نجاح الحزب في تجنيد الشباب مجموعات اليمين المتطرف والنازيين الجدد للدرجة التي أصبح فيها اليمين المتطرف هو العدو الأول لولاية سكسونيا، راصدة أن أجهزة الاستخبارات الألمانية أسجلت أن هناك أكثر من 30 ألف ألماني لديهم معتقدات يمينة متطرفة.
ونوهت المجلة إلى أن مكتب التحقيقات الجنائية الفيدرالية الجهات التنفيذية للقانون في ألمانيا بضرورة اتخاذ إجراءات مشددة لمنع الجرائم التي يرتكبها اليمين المتطرف فضلا عن بدء المحاكن في تشديد العقوبات على الجناة المتهمين في مثل هذه الجرائم، إلي جانب الحاجة إلي زيادة الرقابة على الإنترنت الذي يعد أحد الوسائل التي تسخدمها هذه الجماعات اليمينية لبث رسائل الكراهية والعنف والعنصرية.