وسط إحدى ساحات منطقة «ستارا زاجورا» تجتمع الفتيات، يتجملن، يرتدين الملابس الأنيقة، يتزينَّ بالحلى البراقة، تعلو وجوههن الابتسامات، وتظهر من أفواههن الأسنان الذهبية، يصافحن الفتيان، ويرقصن معهم بجوار السيارات التي تصدح بأغانى الغجر، في مشهد يضرب بتقاليد المجتمع عرض الحائط، فغالباً ما لا يسمح باختلاط الفتيات في سن المراهقة بالجنس الآخر.
«سوق العرائس» هذا هو الاسم الذي أطلقه غجر بلغاريا على التقليد القديم الذي يُعقد أربع مرات سنوياً في منطقة «ستارا زاجورا»، وترمى من خلاله عائلات الغجر الفقيرة إلى العثور على زيجات مناسبة ومهور كبيرة لبناتها المراهقات، من خلال عرضهن على الأزواج المحتملين الذين يفدون إلى السوق في مواعيد انعقاده، والتى عادة ما تكون في المناسبات الدينية خلال فصلى الربيع والصيف، بحسب صحيفة «ديلى ميل» البريطانية.
الأسر الفقيرة التي تنصب سوقاً لتزويج فتياتها تشكل جزءاً من المجتمع الغجرى الذي يبلغ تعداده 18 ألف نسمة، وأطلق عليها البلغار اسم «غجر الروما»، أو «أسر كالايدزى»، وهى مجموعة من الأسر الأرثوذكس التي اعتادت أن تتكسب عيشها من الصناعات النحاسية، ولكنها بلغت من التشدد حداً يدفعها إلى منع الفتيات من إكمال تعليمهن بعد سن الخامسة عشرة لأجل إبعادهن عن «الفتن».
غير أن أسر غجر «الروما» لا تكف عن السعى وراء زيجات مربحة للفتيات، حتى وإن كان ذلك بعرضهن للزواج في مشهد أقرب للمزاد العلنى، فبمجرد حدوث الوفاق يبدأ التفاوض بين الفتيان وأولياء أمور الفتيات الذين يقفون في خلفية المشهد بشأن قيمة المهر، حيث تتراوح مهور مراهقات الروما بين 2200 و4300 جنيه إسترلينى، أي ما يتراوح بين 26 و50 ألف جنيه مصرى تقريباً، ولكن المهور دوماً مرشحة للارتفاع بحسب نسب الجمال التي تتمتع بها الفتيات.