x

خبراء: الطالب فقد ارتباطه بالمدرسة.. وننتظر جيلاً من المتطرفين والمدمنين

 الدكتور زكى البحيرى الدكتور زكى البحيرى تصوير : أحمد طرانة

لمواجهة هذه الظاهرة، أعد المركز القومى للبحوث دراسة العام الماضى تحت عنوان تفعيل دور المدرسة الثانوية العامة فى مواجهة ظاهرة غياب الطلاب عن الدراسة.

واختارت الدراسة عينة عشوائية تنوعت بين إدارات المدارس الثانوية والمعلمين والاختصاصيين وبلغ عددهم 914، وعينة من طلاب التعليم الثانوى العام بلغ عددهم 889 طالبا وطالبة فى 6 محافظات: القاهرة، والإسكندرية، والقليوبية، والمنوفية، والمنيا، وأسيوط.

ووفقا لنتائج البحث توصلت الدراسة إلى أن هناك مجموعة من الأسباب الرئيسية للغياب من المدرسة الثانوية منها ما يتعلق بالطلاب أنفسهم وما يتعلق بالمعلمين والإدارة المدرسية، والمناخ المدرسى، ونظم الامتحانات والتقويم.

وحسب الدراسة فإن سوء تنظيم الجدول الدراسى يلعب دورا واضحاً ويعد سببا فى غياب الطلاب عن الدراسة، وأن كثيرا من المعلمين فقدوا سلطاتهم الرسمية وغير الرسمية بسبب نقص كفاءتهم المهنية، وتراجع أوضاعهم المادية والاقتصادية،اهتمام الطلاب بالحصص، وسط غياب لدور مجالس الأمناء والآباء، فضلا عن العوار التشريعى المتعلق بمواجهة ظاهرة الغياب والمتمثل فى وجود ثغرة أو مخرج للطلاب المتغيبين بعد المدة المسموح بها.

وحمّل الخبير التربوى، الدكتور كمال مغيث، المسؤولية للدولة التى أهملت، فى رأيه، الكفاءة التعليمية «واحتضنت الدروس الخصوصية، ففقد التعليم مصداقيته وقيمته». وأكد الدكتور إبراهيم مجدى حسين، استشارى الطب النفسى، أن الانقطاع والتسرب من التعليم «يفرز جيلا من المتطرفين دينياً والمدمنين».

ولخص الدكتور زكى البحيرى، الخبير التربوى، أسباب الظاهرة فى زيادة انتشار الدروس الخصوصية، واستخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى بلا حساب، معتبراً أن فساد إدارات المدارس وضعفها العامل الرئيسى فى انتشار ظاهرة الغياب. وقال البحيرى لـ «المصرى اليوم»: «الإدارات المدرسية فاسدة». وأضاف: «سكرتارية المدارس أو المسؤولين عن الغياب والحضور هم من يقومون بتسهيل الغياب للطلاب عن طريق التفاهم معهم»، على حد قوله.

وقال: «الطالب يعتبر مركز الدرس الخصوصى هو مدرسته وحياته التى سوف تأخذه إلى النجاح، فلم يعد مرتبطا بالمدرسة ولا النظام التعليمى الموجود بها». وأكد البحيرى أن القضية أكبر من تدخل الوزير أو وزارة التربية والتعليم لأنهم بالفعل لن يستطيعوا مواجهتها لكن الحل مرتبط بالنظام التعليمى ككل، بداية من طول اليوم الدراسى والمناهج ونظام الامتحانات، وشدد البحيرى على أن فساد النظام بكامله فى عهد حسنى مبارك الرئيس الأسبق هو من أصّل لفكرة الاهتمام بالعمل الخاص على حساب الاهتمام بالمصلحة العامة، ولم يصبح أى شخص يفكر سوى فى نفسه.

وأشار البحيرى إلى أن الظاهرة ليست فى المدارس الحكومية فقط وإنما تنتشر فى المدارس الخاصة التى تعتبر الطالب «بيتعلم بفلوسه» فلا يفرق معه حضور أو غياب، والنتيجة محسومة من الأساس.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية