قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، إن تنظيم «داعش» وحلفاؤه الجهادييين، الذين كانوا يستهدفون الحكومات المتحالفة مع الغرب في الشرق الأوسط، حولوا قنابلهم في الآونة الأخيرة إلى مصر. وأضافت الصحيفة، في تقرير، الإثنين، أن تمدد «داعش» لا يشكل تهديداً عاجلاً للحكومة المصرية، ولكنه يحتاج لوقفة حاسمة، كما يتطلب مساعدات أمريكية حتى يتم القضاء عليه.
وأشارت الصحيفة إلى التفجيرات التي استهدفت بعض أنحاء البلاد خلال اليومين الماضيين، فضلا عن استمرار الاشتباكات بين قوات الأمن والجيش والمسلحين في سيناء، وخاصة تنظيم «أنصار بين المقدس» الذي أعلن الولاء لـ«داعش».
وقالت الصحيفة إن بعض الليبراليين يرون أن تزايد العنف يمثل رد فعل على ما وصفوه ب«الانقلاب الشعبي»، الذي أطاح بجماعة الإخوان المسلمين من الحكم عام 2013، وجاء بالرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السلطة.
وأضافت الصحيفة أن «هولاء الليبراليون يعتقدون أن منع السيسي حكومة الإخوان المنتخبة من ممارسة السلطة، التي حازت عليها عبر الصناديق الانتخابية، دفع الإسلاميين لحمل السلاح مرة أخرى».
وتابعت الصحيفة:«الإشكالية فيما يراه الليبراليون، هي إن مشاكل مصر مع الجهاديين في سيناء والمتطرفين بشكل عام تعود إلى عام 2010، أي قبل الإطاحة بالإخوان أو حتى الربيع العربى».
ورأت أن «النظام الاجتماعي تدهور في مصر بعد انتخاب الرئيس الأسبق محمد مرسى وحكومته، التي حولت بصرها عن الفوضى المتزايدة والانفلات الأمنى، وبما في ذلك العنف ضد الأقباط».
وقالت «وول ستريت جورنال» إن «خطة الإخوان المسلمين كانت تهدف تدريجياً لفرض الحكم الإسلامى المتشدد، من خلال الوسائل التشريعية والسلطوية الناعمة، لكن الجهاديين لم يريدوا الانتظار كثيراً».
وأضافت الصحيفة إنه «على الرغم من اتساع نطاق شبكة السيسي لمكافحة الإرهاب وأساليبها القاسية، فإنه من غير المرجح أن يفكر في تغييرها طالما استمرت التفجيرات وواصل تنظيم (داعش) توسعه عبر شمال أفريقيا».
وأشارت الصحيفة إلى أن غالبية المصريين، يؤيدون الحرب على الإرهاب، بعدما أنهكتهم الاضطرابات على مدار السنوات الأربعة الماضية.
وأوضحت الصحيفة أن «الولايات المتحدة تأمل أن يبرهن السيسي، على أنه قائد عسكرى أكثر استنارة من الرئيس الأسبق حسنى مبارك، مشيرة إلى إمكانية دفع واشنطن له في هذا الاتجاه الإصلاحي، إذا ما انحسر التهديد الإرهابى».
ورأت «وول ستريت جورنال» أنه في ظل الحرب المشتعلة حالياً داخل الإسلام، يظهر السيسي مؤيداً للحداثة، ويحث رجال الدين على الدفع بخطاب مناهض لأولئك المتطرفين.
وقالت إن الشرق الأوسط أصبح بالفعل فوضوياً وخطيراً، وربما يزداد سوءاً إذا ما انزلقت مصر إلى حرب أهلية حضرية على غرار الجزائر في التسعينيات، لذا فإن المصلحة الأهم للولايات المتحدة في مصر تكمن في هزيمة التطرف وتعزيز قوى التسامح والاعتدال.