قال حسين عبداللهيان، نائب وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية، إن حركة حماس ليست إرهابية، وإن الإرهابى هو كيان الاحتلال الصهيونى غير الشرعى!
وقال عبداللهيان أيضاً، فى تصريح لوكالة «فارس» الإيرانية، يوم الأحد الماضى، إن جماعة الإخوان المسلمين هى جزء من الحقيقة القائمة فى مصر، وإنه ينبغى الفصل برؤية واقعية بين مجموعات المعارضة السياسية، وبين المجموعات الإرهابية!
والواضح من كلام السيد عبداللهيان، خصوصاً فى الشق الأول منه، أنه يعلق على الحكم الصادر من محكمة مصرية، قبل كلامه بـ24 ساعة، باعتبار «حماس» جماعة إرهابية، وأنه بتعليقه على هذه الصورة، لا يعيش معنا على الأرض، وإنما يحلق فى سماء الأوهام!
أما ما هو أكثر وضوحاً فهو أن نائب وزير الخارجية الإيرانية، عندما جمع فى الكلام بين حماس وبين الإخوان كان أقرب ما يكون إلى الشخص الذى يتحسس «بطحة» على رأسه، إذا سمع حديثاً حوله يكشف عما يخفيه فى داخله!
ذلك أنه لا شىء كان يدعو عبداللهيان إلى أن يقرن بين الكيانين معاً، فى تصريح واحد، اللهم إلا إذا كان فى أعماقه يرى أن الإخوان أصل، وأن حماس مجرد فرع، وأنهما فى الإرهاب سواء، وأنه، رغم يقينه بينه وبين نفسه من أمر كهذا، إلا أنه يكابر فى رؤيته، وفى الاعتراف به، ويتعامى قاصداً عنه!
يعرف عبداللهيان فى قرارة نفسه، بل تعرف بلاده كلها، أن الجماعة الإخوانية إذا كانت جزءاً من الحقيقة القائمة فى بلدنا، فإنها هى من انقلب على هذه الحقيقة.. وهى من حارب ولايزال يحارب المصريين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم تعاطفوا معها، ذات يوم، فيما قبل 25 يناير 2011، وانتخبوها فى لحظة من أتعس لحظاتهم، فيما بعد 25 يناير، فإذا بهذه الجماعة الغبية تعاقبهم فى كل يوم من أيام ما بعد 30 يونيو، وتفجر قنابلها فى وجوههم، فى كل ركن!
يعرف عبداللهيان، وتعرف بلاده، أن الجماعة الإخوانية الغبية كانت بالفعل جزءاً من الحقيقة القائمة فى مصر، إلى ما قبل 30 يونيو، وأنها فيما بعد هذا التاريخ قد أرادت أن تكون هى الحقيقة كلها، أو لا تكون، فلما أدركت أن ما تسعى إليه هو المستحيل بعينه، أعلنتها حرباً على كل مصرى.. ولاتزال!
إن المرء وهو يتأمل مسيرة الجماعة، فيما بعد 30 يونيو تحديداً، يتمنى لو تكون فى العالم جائزة لأغبى كيان، لتنالها هى عن جدارة واقتدار، لأنها إذا لم تكن - مثلاً - قد ارتكبت بشكل مباشر تفجيرات أمس، فى المطرية، وأمس الأول فى وسط البلد، وفى النزهة، فإنها مسؤولة مسؤولية كاملة عن هذه الجرائم فى حق الناس، بشكل غير مباشر، وهى مجرمة فى الحالتين، بما يؤهلها لجائزة الكيان الأكثر غباء، دون منازع!
قد تكون كجماعة، بعيدة عن ارتكاب جرائم الأمس، وأمس الأول، بشكل مباشر- أقول قد- فإذا افترضنا صحة هذا الفرض نظرياً، ثم افترضنا أن هناك طرفاً آخر، يرتكب هذه التفجيرات باسمها، وتحت لافتاتها المرفوعة ضد الوطن، فسوف نرى بسهولة، كيف أنها الأغبى دون منافس، بإصرارها على أن تكون ضد إرادة المصريين جميعاً، وعلى أن تظل كل جريمة معلقة فى رقبتها هى، لأنها هى التى فى الصورة، وهى الطرف الوحيد صاحب المصلحة فى ترويع المواطنين، وفى بث الفزع فى قلوبهم!
إننى لا أعرف ما هى مصلحة عبداللهيان الإيرانى فى أن يكون إخوانياً أكثر من الإخوان، ولا فى أن يدافع عن جماعة لم تنفصل فقط عن الحقيقة القائمة فى البلد، وإنما انفصلت عن الانتماء إلى الوطن ذاته، بخروجها عليه، وعلى أبنائه دون استثناء!
ليت عبداللهيان الإيرانى ينصح الفرع الإخوانى فى غزة بأن يوجه رصاصاته إلى الكيان غير الشرعى، وليس إلى مصر، ثم ليته ينصح الأصل فى القاهرة بأن يكف عن عبثه المتواصل مع المصريين، لأنه لن يجدى فى شىء!