x

«البحوث الفلكية»: تدريبات مسافري المريخ تصيب بارتجاج المخ وتؤدى للانهيار

الثلاثاء 03-03-2015 15:58 | كتب: وفاء يحيى |
محاكاة كوكب المريخ محاكاة كوكب المريخ تصوير : وكالات

حذر الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، الثلاثاء، من أن التدريبات الخاصة بالمشاركين في رحلة المريخ «ذهاب بلا عودة»، التي تنظمها الشركة الهولندية «مارس وان» ويشارك فيها المصري محمد سلام، لها مخاطر صحية ضخمة على المتدربين، مع العلم بأنه يمكن للإنسان البقاء حيًّا في الفضاء «لفترات معقولة من الزمن»، بحسب ما دلت عليه التجارب.

وأضاف «تادرس» لـ«المصري اليوم» أن الإنسان في هذه التجارب يتحمل إجهاد عجلة الجاذبية «ج» بسبب اكتسابه سرعات هائلة في تدريب الطرد المركزي، وهو من أصعب التدريبات في هذا الشأن حيث تصل فيها العجلة إلى «20ج»، ما يعمل على زيادة في الوزن تصل إلى أكثر من طن أحيانًا، وهذا يؤدى إلى إجهاد عنيف، منه كسور بالأضلع ونزيف بالأعين وارتجاج بالمخ.

وأوضح «تادرس» أن الإحساس بالعجلة «ج» يشبه كثيرًا ما يشعر به المرء داخل المصعد عند صعوده أو هبوطه، مع العلم بأن مقدار العجلة في هذه الحالة يقل كثيرًا عن «1ج»، مشيرًا إلى أن التجارب تشمل التكيف مع حالة انعدام الوزن في الفضاء، وهى حالة مغايرة تمامًا لما تدرب عليه الرائد في تحمله لإجهادات العجلة «ج» فيصل وزنه إلى لا شىء تقريبًا ويسبح في فراغ الكبسولة، وفي هذه الحالة يصعب على الرائد تناول المشروبات التي لا تستقر في معدته بالإضافة إلى صعوبة البلع لعدم وجود جاذبية لأسفل، إلى جانب عدم شعوره بالارتخاء أو الراحة، مؤكدًا ضرورة التمرن الجيد على هذه الحالة وكيفية التغلب عليها والتكيف معها حتى أثناء النوم.

ونوه بأنه يمكن أن يصاب الإنسان بضعف في العظام وسهولة تهشمها إذا ظل في حالة انعدام الوزن لفترات طويلة من الزمن، ولذلك فإن طاقم هذا النوع من الرحلات يتناولون كميات معينة من الكالسيوم ويقومون بالجري في المكان مشدودين إلى أسفل بأحبال مطاطة لمحاكاة جاذبية الأرض بالنسبة لعظام الساقين.

ويتعرض المشاركون لتدريبات على الانعزال لفترات طويلة في كبسولات مظلمة وضيقة شبيهة بالحقيقية تمامًا، فيبقى حبيسًا فيها في حالة من الصمت الشديد لساعات طويلة قد تصل إلى أيام، وهو ما يدفع به إلى ما يسمى «نقطة الانهيار»، وعندها يفقد الرائد تركيزه ويصبح في حالة لامبالاة، غير قادر على الملاحظة ثم ينقلب إلى خطر كبير يمكن أن يهدد حياته وحياه زملائه، بحسب «تادرس»، الذي أشار إلى أن وجبات الطعام لرواد الفضاء في مثل هذه الرحلات تكون مصنوعة خصيصًا وتشمل العناصر والفيتامينات والهرمونات المهمة لجسم الرائد طوال رحلته في الفضاء.

وتابع: «طريقة تناول هذه الوجبات إما عن طريق أنابيب العجائن أو في صورة جافة تخلط بالماء الساخن في أكياس خاصة، بشرط أن تكون هذه الأطعمة قليلة الرواسب».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية