دعا المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، روبرت سيري، كلاً من مصر وإسرائيل إلى تغيير ما أسماه «سياساتهما الفاشلة» إزاء غزة، واعتماد استراتيجية جديدة تجاه القطاع عنوانها «غزة أولا».
وقال المبعوث الأممي، في بيان له، بعد زيارة لقطاع غزة اليومين السابقين، إن «مشكلة غزة الأساسية هي مشكلة سياسية بالدرجة الأولي، ويتعين التعامل معها، كجزء من إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية»، مؤكدًا علي قناعته الراسخة بأنه «لن يكون هناك سلام بدون معالجة احتياجات غزة».
وأضاف «سيري»: «أدعو بإلحاح شديد كلاً من مصر وإسرائيل والمجتمع الدولي إلى تغيير سياساتهما الفاشلة إزاء قطاع غزة، واعتماد استراتيجية غزة أولاً».
وتابع قائلا: «غزة هي مشكلة سياسية، ويجب معالجتها كجزء من إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين، وإنني مقتنع بأنه لن يكون هناك سلام دون معالجة احتياجات غزة أولا، وإنني أعتزم في إفادتي إلي مجلس الأمن الدولي أواخر شهر مارس، التأكيد علي ضرورة إعطاء الأولوية لقطاع غزة».
وأعرب روبرت سيري عن قلقه مما يواجهه الفلسطينيون في قطاع غزة في الوقت الحالي، قائلا إن «غزة باتت أكثر عزلة من أي وقت مضي، لاسيما وأن العديد من القيود لا تزال في مكانها عند المعابر الإسرائيلية أمام حركة البضائع والأشخاص».
وأردف: «كما أن معبر رفح مع مصر، أصبح معبرًا مغلقا من الناحية العملية، في حين أن الآلية المؤقتة لإعمار غزة هي بمثابة مجرد تدابير مؤقتة لتخفيف الاحتياجات الحادة، ولذلك فإني والأمم المتحدة نتصدر طبيعة الدعوة التي تري أن وضع حد للحصار هو شرط أساسي حتي يعمل اقتصاد غزة ويستقر، وأيضا لن يكون بمقدورك أن تقيم اقتصادا مستقرا دون وقف لإطلاق النار أكثر دواما وحكومة شرعية وشاملة ومعترف بها، تقود عملية انتعاش اقتصاد غزة».
وتطرق روبرت سيري إلي الزيارة التي قام بها إلي القطاع يومي الأول والثاني من الشهر الجاري، قائلا «بصفتي الحالية كمنسق خاص للأمم المتحدة، التقيت مع العديد من الناس، وبعد 7 سنوات قضيتها في مهمتي، و3 حروب في غزة، أستطيع أن أقول بصراحة إنني والأمم المتحدة كنا نضع دائما غزة على رأس الأولويات».
وأضاف: «ولأنني أشعر بالتشجع حيث أحرزت الآلية المؤقتة لإعادة اعمار غزة بعض التقدم، فقد قمنا بالانتهاء من عمليات مسح لأكثر من 72 ألف فلسطيني لتلقي مواد البناء، وتمكن نحو 55 ألف فلسطيني من شراء المواد الضرورية لإعادة بناء بيوتهم».
واستدرك «سيري» قائلا: «ومع ذلك، فأنا أتفهم تماما إحباط الناس في غزة مع البطء الشامل الذي تعمل به آلية إعادة الإعمار، ومع وجود العديد من أولئك الذين يفتقرون إلي مال لشراء مواد البناء، تم صرف نسبة بسيطة من مبلغ 5.4 مليار دولار تم التعهد بها في مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة، وبصراحة إن هذا الوضع أمر غير مقبول».