أوصت الجلسات العلمية الختامية لمؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بضرورة تصحيح صورة الإسلام في كتب التاريخ المدرسية الأوروبية، والتي تحتاج إلى المجيدين للغات الأجنبية، مؤكدة أن هناك من يعمل على تشويه صورة الإسلام ببتر بعض آيات الجهاد واستخدامها خارج سياقها، بغرض طمس الحقائق، مما يظهر الإسلام على أنه دين حرب، في حين أن تصحيح صورة الإسلام تأتي من تفعيل دور المؤسسات الدينية في التفاعل مع الغرب.
ترأس الجلسة الشيخ على السيد عبدالرحمن آل هاشم مستشار رئيس الدولة للشؤون القضائية والدينية (الإمارات)، وكان عنوانها: «طرق تصحيح صورة الإسلام في العالم الخارجي»، وتحدث مصطفى الحلوجي، الأستاذ بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر الشريف، عن صورة الإسلام في كتب التاريخ المدرسية الأوروبية، وأوضح أن تلك الكتب تحتاج إلى المجيدين للغات الأجنبية، وضرورة تشكيل لجنة لمخاطبة الغرب وتصحيح هذه المفاهيم، فهناك من يعمل على تشويه صورة الإسلام ببتر بعض آيات الجهاد واستخدامها خارج سياقها بغرض طمس الحقائق، مما يظهر الإسلام على أنه دين حــرب .
وأضاف إبراهيم صالح الحسيني رئيس هيئة الإفتاء بنيجيريا، أن الغلو في الدين من أعظم أسباب قطع الصلة بين ماضي الأمة وحاضرها، وأن الإسلام دين المحبة والرحمة والتسامح وحسن الخلق، يقوم على تصحيح العقيدة والعبادة بلطف ويبني علاقات المسلمين بغيرهم على أساس الأخوة الإنسانية، في إطار المنهج الإسلامي الوسطي المعتدل.
وأكد الدكتور عبدالمقصود عبدالحميد باشا، رئيس قسم التاريخ بجامعة الأزهر، على ضرورة تصحيح الصورة لدى المجتمعات العالمية، وبين فيه أن تلك المجتمعات تنظر إلى المسلمين على أنهم مستكبرون وتصم الإسلام بالإرهاب «الإسلام فوبيا»، ووصف من يرددون ذلك بالمضللين الذين يصمون آذانهم عن سماع الحق ولا يعلمون من الإسلام إلا ما غرسه فيهم المستشرقون، ولم يعرفوا نبي الرحمة ودين الحق، وأوضح أن تصحيح الصورة يكمن في العرض الصحيح لتعاليم الدين السمح.
من جانبه، قال الدكتور سيف رجب قزامل، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن من يشوهون صورة الإسلام بالتطرف يعانون من خلل في المنهج، يبدو في سلوكهم الخاطئ من قتل وتدمير للمنشآت، وخروج عن تعاليم الإسلام السمح، ومواجهة تلك الجماعات تكمن في فهم تعاليم الإسلام ووحدة الصف في مواجهة تلك التحديات.
من جانبه، أعرب محمد على حلة، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الأزهر، أن طرق تصحيح صورة الإسلام تكمن في تفعيل دور المؤسسات الدينية لتصحيح صورة الإسلام لدى الغرب، وفي ظل هذه الظروف العصيبة لابد من التفاعل مع الغرب، لأن العالم المعاصر أصبح قرية صغيرة لا يمكن أن يحيا المسلمون بمعزل عنه، وفي هذا إشارة إلى عالمية الإسلام واحتوائه لشتى ألوان البشر واتساعه لقيم الحضارة الإنسانية.