x

«زي النهارده» وفاة الخديو إسماعيل 2 مارس 1895

الإثنين 02-03-2015 07:17 | كتب: ماهر حسن |
تصوير : other

في قصر المسافرخانة بالقاهرة وفي الحادى والثلاثين من ديسمبر عام 1830م ولد الخديو إسماعيل بن إبراهيم بن محمد على باشا، وكان الابن الأوسط بين أبناء إبراهيم باشا الثلاثة، وبعد أن تلقى تعليمه في باريس عاد إلى مصر ليصبح وريثا شرعيا للعرش بعد وفاة أخيه الأكبر، غير أن سعيد باشا قام بإبعاده عن مصر ضمانا لسلامته الشخصية فأوفده في مهمات عديدة إلى أوروبا وآسيا،

ثم أوفده على رأس جيش تعداده 14 ألف جندى إلى السودان وعاد إسماعيل بعد نجاحه في تهدئة الأوضاع هناك، إلى أن ذهبت إليه السلطة تلقائياً بعد وفاة سعيد في 18 يناير عام 1863م وفي عام 1867م حصل على لقب «خديو» من السلطان العثمانى في مقابل زيادة الجزية المقررة سنوياً، وبموجب الفرمان ذاته تم تعديل نظام توارث العرش ليصبح لأكبر أبناء الخديو سناً بعد وفاة الخديو.

وفي عام 1873م حصل على فرمان آخر عُرف باسم الفرمان الشامل، الذى يقضى بالمزيد من الاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية، وقد خول له هذا الفرمان حق التصرف في شؤون الدولة ما عدا حق التمثيل الدبلوماسى وعقد المعاهدات السياسية مع الالتزام بدفع الجزية السنوية.

وفي عصر إسماعيل ازدهر العمران والتعليم والفنون ونشطت الترجمة والصحافة والموسيقى والحياة النيابية، وأنشئ كوبرى قصر النيل ودار المعلمين وحفرت الترع الزراعية وفي عهد إسماعيل حفرت قناة السويس وأنشئت دار الأوبرا والجمعية الجغرافية ودار الآثار المصرية.

وفي عهده أيضا ثقلت الديون على مصر، وبالرغم مما وصلت إليه الحالة المالية لمصر من ارتباك وتوقفها عن الدفع سنة 1876م فإن الخديو مضى قدماً في إسرافه، ومضى يكمل بناء سراى الجزيرة الفخمة (فندق ماريوت حالياً)، فلما ثقلت الديون وتعذر السداد تدخلت الدول الأوروبية الدائنة في الشأن المالى المصرى عبر لجنة فرنسية ـ بريطانية، وبضغوط أوروبية وبتخل عثمانى.

وفي الرابع والعشرين من يونيو عام 1879م وصلت إلى القاهرة البرقية التى تفيد بخلعه وتوليه ابنه توفيق ووصلت هذه البرقية إلى سراى عابدين صباح 26 يونيو، وكانت العبارة الأولى في الرسالة تقول: «سمو إسماعيل باشا خديو مصر السابق».

وفي الثلاثين من يونيو من العام ذاته استقل إسماعيل الباخرة «المحروسة» إلى نابولى، حيث أعد له ملك إيطاليا قصراً لسكناه، وأخذ إسماعيل يتنقل بين الدول الأوروبية دون أن يفارقه الأمل في العودة كما أنه سعى لذلك لكنه أخفق واستقر به المقام في قصره على البسفور إلى أن وافته المنية «زي النهاردة» 2 من عام 1895م.

وكان النحات الإيطالي «كانونيكو» قد نحت تمثالاً لإسماعيل وقام الملك فاروق بإزاحة الستار عنه في 4 ديسمبر 1938م في موقع النصب التذكارى للجندى المجهول بالإسكندرية.

وللمؤرخ والكاتب ووزير الثقافة الأسبق الدكتور عماد أبو غازي وجهة نظر مغايرة في عهد وسياسة الخديو إسماعيل رغم كونه ضد التشويه الدرامي لسيرته، ويقول أبو غازي: إن الخديو إسماعيل يمثل محاولة من محاولات التحديث الفاشلة في مصر من وجهة نظري علي الأقل، والسبب في فشل مشروع اسماعيل مثلما فشل مشروع جده هو عدم الاعتماد علي قاعدة شعبية حقيقية يقوم عليها مشروعه التحديثي.

ورغم أهمية الإصلاحات التي أدخلها في المجال العمراني والثقافي بل والفني إلا أن رغبته في الحفاظ علي نظام حكم استبداد في مواجهة حركة صاعدة تطالب بإصلاح سياسي حقيقي في النظام الدستوري.

ورغم تأسيسه للبرلمان إلا أنه قيد صلاحياته ورغم أن «التاريخ ليس فيه كلمة لو لكن إسماعيل لو كان قد رضخ للمطالب الشعبية مبكرا لكان مدعوما بها في مواجهة الاستهداف الغربي الذي انتهي بخلعه ولربما كان قد تغير مسار التاريخ المصري لكنه تنبه لهذا متأخرا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية