وعد «حلمى النمنم»، نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب، بأن الدورة الحالية من معرض القاهرة الدولى للكتاب التى تبدأ اليوم، ستشهد نقلة نوعية فى النظافة والنظام، وتطويرا فى مضمون ما تقدمه الهيئة.
■ ما نوع التطوير الذى سيشهده المعرض هذا العام؟
- جئت للهيئة فى بداية شهر ديسمبر، وكان الجزء الأكبر من إنجاز المعرض قد تم، فأنا جئت فى اللحظات قبل الأخيرة، وما يميز هذا العام وجود اهتمام بنظافة المعرض وتنظيمه، خاصة أن هناك شكوى متكررة من عدم النظافة والباعة الجائلين، وعدم وجود مقهى ثقافى، وعدم وجود دورات مياه كافية، وأعتقد أن المعرض سيشهد نقلة نوعية هذا العام فى هذه الجزئية.
■ هذه الشكوى متكررة، وفى كل عام تعلن الهيئة عن خطة لتنظيف المعرض والتخلص من الباعة الجائلين، وعن نقلة نوعية، لكن لا يحدث شىء؟
- دعينا حتى نرى ما سيحدث هذا العام، أنا أقول ذلك لأننا أضفنا 6 دورات مياه عمومية متنقلة، وهناك شركة نظافة خاصة، ستتولى تنظيف المعرض، كما تم التنبيه على الناشرين بعدم توزيع الأوراق والإعلانات، ودعونا لنرى التجربة.
■ هذا عن التطوير فى الشكل، ماذا عن التطوير فى المضمون؟
- سيكون هناك تطوير فى المضمون سواء فى جناح الهيئة أو دور النشر، بالنسبة للهيئة هناك 92 عنواناً جديداً فى فروع المعرفة المختلفة، تتضمن كتبا مهمة وتأسيسية فى المعرفة، مثل كتاب «روح الشرائع»، الذى لم يطبع منذ عام 1950، وطبعة كاملة لأعمال ديستوفيسكى، التى لم تطبع منذ الستينيات، إضافة إلى كتابى «أدب الخوارج فى الإسلام»، و«ألف ليلة وليلة» للدكتورة سهير القلماوى، وكتب أخرى، أما بالنسبة لدور النشر الأخرى فهناك حرص من جانبنا على تواجدها، وأن تكون الأجنحة الخاصة بها واضحة، من خلال وضع خرائط لتعريف الزائر بالمكان الذى يريد زيارته، وأود أن أشير هنا إلى أن خريطة المعرض ستكون موجودة على الموقع الإلكترونى الخاص به، ونأمل فى السنة المقبلة، أن تزودنا دور النشر بالعناوين الموجودة لديها لوضعها على الموقع، لأن هذا لا يحدث، الآن.
■ وما دور الشركة المنظمة، هذا العام، هل ستتولى عملية تنظيم المعرض بالكامل كما حدث فى أعوام سابقة؟
- دور الشركة سيقتصر على إقامة الأجنحة وفرشها ولن تتدخل فى عملية دخول وخروج الزوار أو فى التنظيم.
■ وما السبب وراء التراجع عن فكرة إسناد تنظيم المعرض لشركة خاصة؟
- الشركة كانت موجودة لمرة واحدة، ولما تبين أنها تسببت فى مشاكل، وتم تفسير وجودها على أنه بداية لخصخصة المعرض تراجعنا عن الفكرة.
■ فى العام الماضى تسببت عملية تطوير أرض المعارض فى مشاكل فى بعض سرايات المعرض، وكان هناك حديث عن احتمال نقل المعرض خارج أرض المعارض، هذا العام، لكن هذا لم يحدث، لماذا؟
- لم ننقل المعرض لأن هيئة المعارض لم تبدأ عملية التطوير، بسبب الميزانية حيث تتكلف عملية التطوير 4 مليارات جنيه، وأؤكد أن جميع سرايات المعرض مفتوحة بالكامل ولن يكون هناك أى تأثير لخطة التطوير التى لم تبدأ بالفعل.
■ هناك مقترحات بنقل المعرض إلى قاعة المؤتمرات، العام المقبل، فما رأيك؟
- أنا أعتقد أن قاعة المؤتمرات لا تصلح لمعرض الكتاب، والمكان الأنسب من وجهة نظرى هو ساحة دار الأوبرا بين صندوق التنمية ومركز الترجمة.
■ هل تعتقد أن ساحة دار الأوبرا ستكون ملائمة مع كم الزوار، ومن يأتى للمعرض بهدف النزهة؟
- من حيث المساحة ستكون مناسبة، لكن هذا لن يكون ممتعا للناس التى تأتى للنزهة وركوب التوك توك.
■ هل ترى أن معرض الكتاب أصبح نزهة وليس سوقا لبيع الكتب؟
- أنا شخصيا كنت أرفض أن تنشر كتبى فى معرض الكتاب لأن المعرض ليس وقتا للقراءة، بل وقت لجمع الكتب بكميات كبيرة، ربما لا تتم قراءتها فيما بعد، كما أنه أصبح مكانا للنزهة لدى الكثيرين.
■ ماذا عن النشاط الثقافى للمعرض؟
- النشاط الثقافى قائم بمحاوره الرئيسية فى المقهى الثقافى والندوة الدولية وسوق الشعر وغيرها.
■ لكن خلال السنوات الماضية كان هناك تأكيد على فكرة إبعاد الدين والسياسة، عن نشاط المعرض؟
- أنا مع أن يناقش المعرض جميع القضايا لكن تلك القضايا ذات الطابع الثقافى، أما القضايا السياسية فيمكن مناقشتها فى مقار الأحزاب، ومن الممكن أن يبحث المعرض فى فكرة العلاقة بين الدين والدولة وتجديد الخطاب.
■ لكن هذا كان يحدث من قبل وكانت تتم مناقشة القضايا السياسية فى المعرض؟
- نعم، كان يحدث هذا لسنوات وكانت تتم مناقشة هذه القضايا، لكن هذا لم يعد موجودا ولم يعد هناك توجه من القائمين على المعرض نحو عقد ندوات سياسية، لأن البلد تغير وأصبح هناك انفتاح سياسى.
■ لكن القضايا السياسية كانت تعطى زخما إعلاميا للمعرض؟
- هذا صحيح، لكنه كان يصرف نظر زوار المعرض عن الكتاب، وكان الناشرون يشكون من ذلك، ففى الوقت الذى كان يزور المعرض الملايين أيام ندوات وزيرى التربية والتعليم والداخلية فى سنوات الإرهاب، لم يكن أى من هؤلاء الملايين يدخل أجنحة المعرض المختلفة بحثا عن كتب، الظرف السياسى فى البلد، الآن، مختلف.
■ ما أوجه هذا الاختلاف؟
- البلاد كانت مقفلة، أما، اليوم، فالأحزاب والجمعيات موجودة كمنابر للتعبير، بينما كان المعرض هو المنبر الثقافى الوحيد للتعبير، وأنا لست ضد مناقشة هذه القضايا، شريطة أن تناقش من منظور ثقافى، مثل قضايا تجديد الخطاب الدينى، والعلاقة بين الدين والدولة.
■ المعرض يعقد قبيل عقد مؤتمر المثقفين الذى دعا إليه وزير الثقافة لرصد واقع الثقافة المصرية، فهل يتضمن المعرض ندوات حول هذه المسألة؟
- معظم الندوات تتناول قضايا الواقع الثقافى مثل مستقبل الرواية والعلاقة بين الرواية والشعر لكن ليس تحت مسمى مؤتمر المثقفين، وأعتقد أن لجنة الإعداد للمؤتمر ستكون على اطلاع على ما يجرى من مناقشات فى المعرض.
■ وماذا عن مشاركة التيارات الثقافية المختلفة فى المؤتمر، خاصة الفكر الإسلامى؟
- أنا مع دخول أى تيار ثقافى طالما أنه قابل للنقاش وأؤكد ضرورة احترام أفكار وآراء الجميع، وبالنسبة للإسلاميين فلا يمكن الحديث عنهم ككتلة واحدة، لأنهم يمتدون من أسامة بن لادن وصولا إلى شيخ الأزهر، ولكن فى كل الأحوال يجب أن تتاح للجميع فرصة المشاركة، لأننا بحاجة إلى تجديد الفكر الدينى والخطاب الدينى وأن يتم نقاش حقيقى، لأن فكرة الاستقطاب بين فريقين فى الثقافة المصرية مضرة، فقديما لم يكن من الممكن تصنيف الإمام محمد عبده والشيخ مصطفى عبدالرازق فى جانب واحد، لكن الاستقطاب حدث فى سنوات الإرهاب، وينبغى تجاوزها، الآن، وأتمنى أن يكون المؤتمر فرصة لذلك.
■ هل تعتقد أن هيئة الكتاب ستزدهر فى أعقاب ازدهار دور النشر الخاصة؟
- لابد أن تزدهر مع ازدهار دور النشر الخاصة وإلا ستموت.
■ لكن فى الفترة الأخيرة أصبحت الهيئة مجرد معرض سنوى للكتاب ومكتبة الأسرة؟
- مكتبة الأسرة دورنا فيها مطبعجى، نحن ننفذ ونطبع ما تختاره اللجنة العليا لمكتبة الأسرة، أما المعرض فهو حدث مهم لا ينبغى أن نقلل منه، لكن لا بد أن تعود الهيئة إلى ما كانت عليه من خلال نشر الموسوعات والقواميس لأن هذا الجزء ناقص فى المكتبة العربية، ونحن بدأنا فى إعادة دور الهيئة، وستلاحظون ذلك فى معرض الكتاب، وأعتقد أن الوزير اختارنى لهذا المنصب لإعادة الهيئة إلى ما كانت عليه، واعدكم أن تروا ذلك قبل نهاية 2010.
■ هناك شكوى من الناشرين من اضطرارهم لتقديم هدايا لموظفى الهيئة لتسهيل إجراءات اشتراكهم فى المعرض؟
- من يدفع هدية ليسهل عمله مشترك فى جريمة إفساد موظف عام، وأنا دعوت فى مقالاتى باستحداث جريمة فى القانون بهذا المسمى، فلابد من محاسبة الفاسدين ومن ساعدوا على إفسادهم، الموظف هنا مثل الموظف فى كل مكان، المشكلة أن الناشرين لا يقتنعون بالقواعد والمعايير التى وضعت للمشاركة فى المعرض، فالفساد جاء من خارج الهيئة، وأنا أؤمن بضرورة وضع قواعد ومعايير يتم الالتزام بها بصرامة وقسوة، ومن لديه شكوى عليه أن يأتى إلىّ، وأنا أعد بالتحقيق فيها.
■ فى كل عام نسمع عن مصادرة بعض الكتب فى المعرض، فما جديد المصادرة هذا العام؟
- الكتب التى تصادر، لا تمنع من عندنا، فى فترة من الفترات كان مجمع البحوث يمنع بعض الكتب حتى تدخل الرئيس مبارك، والمشكلة الآن فى الرقابة على الإعلام الخارجى فى الموانئ والمطارات، ونحن نناشدهم عدم مصادرة الكتب، ونأمل ألا يكون هناك منغصات فى هذه الدورة من المعرض.
■ وماذا عن ميزانية المعرض؟
- الميزانية مرهقة، والمعرض بالكاد يغطى تكاليفه، وأحيانا نلجأ للوزير لتغطية النفقات، لكن ليس لدىّ الأرقام التفصيلية.