x

السيسي: علاقتنا بالسعودية ركيزة استقرار منطقة الشرق الأوسط

الأحد 01-03-2015 09:06 | كتب: الألمانية د.ب.أ, الأناضول |
صورة من حوار «السيسى» لـ «الشرق الأوسط» صورة من حوار «السيسى» لـ «الشرق الأوسط» تصوير : وكالات

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن العلاقة الاستراتيجية بين مصر والسعودية هي ركيزة الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط بأسره، مشددا على أن المسؤولين في البلدين مدركون لهذا الأمر المستقر والمتفق عليه منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود، الذي أدرك بحسه الاستراتيجى أهمية وضرورة دعم هذا التوجه، وأنه سار على الدرب كل أبناء الملك بنفس الحرص والرغبة والقدرة على التنفيذ المخلص والأمين، وبما يحافظ على هذه العلاقة الممتدة عبر السنين.

وقال السيسى، الذي يبدأ زيارة إلى السعودية، في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط»، نشرته السبت، إننا ننظر، دون شك، للعلاقة مع العاهل السعودى، الملك سلمان بن عبدالعزيز، نظرة تحمل كل تقدير واحترام، ولن تنسى له مصر مواقفه المشرفة منذ أن تطوع في الجيش المصرى في حرب العدوان الثلاثى، وكذا مواقفه العروبية المساندة والداعمة لمصر في حرب أكتوبر 1973، مضيفا: «سنكون حريصين كل الحرص على استكمال مسيرة العلاقات المتميزة مع الملك سلمان، وأستطيع أن أؤكد أننا سنعمل ليس للحفاظ على العلاقات فقط، وإنما لتطويرها مع تنفيذ كل الالتزامات أمام شعوبنا، بما يتسق ويتناسب مع المسؤولية التي نتحملها، نظرا للمخاطر الحقيقية التي تهدد الوطن العربى، ونظرا لكل ما يحاك ضدنا وما يحدث من حولنا، يجعلنى أقول دائما يجب أن نعمل معا حتى نحافظ على بلادنا وشعوبها».

وأضاف السيسى: «ستكون لدينا مباحثات مهمة وبناءة، سنتحدث في كل ما يتعلق بالمنطقة العربية والتحديات التي تحيط بها، سنناقش أيضا التطورات في اليمن وكيفية حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب».

وحول نظرته للعلاقات المصرية مع طهران في ظل العلاقة المتوترة بين دول الخليج العربى وإيران، أكد السيسى، أن «لدينا 4 عناصر مهمة في علاقتنا مع دول الخليج، الأول: أمن مصر القومى يمر عبر دول الخليج، والثانى: أمن الخليج خط أحمر، والمحور الثالث: مسافة السكة (التى تحدث عنها سابقا)، والرابع إنشاء قوة عربية مشتركة»، مضيفا: «تخيل لو قمنا بمناورة مشتركة بين مصر والسعودية والإمارات والكويت، وعمل مناورات مشتركة بحرية وجوية وبرية، فمثل هذه الخطوة بالتأكيد تهدف إلى حماية دولنا وأمننا القومى وليست موجهة ضد أحد».

وحول ما إذا كانت مسافة السكة مازالت نفس المسافة السابقة، قال السيسى: «أكيد ولماذا تتغير؟ وخلى بالك، عندما قلنا إن الأشقاء وقفوا معنا في الأزمة التي مرت بمصر، فإننا نعتبر رد هذا الجميل من ضمن ثوابتنا وليست مجال تشكيك، ولن يتغير شىء في الأمر لا اليوم ولا غدا».

وكشف السيسى عن أنه اعتذر لأمير قطر، تميم بن حمد آل ثان، عن أي إساءات صدرت ضد والدته الشيخة موزة بنت ناصر في الإعلام المصرى، وذلك خلال لقائهما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضى.

وقال: «لا يمكن الإساءة إلى المرأة العربية بأى شكل من الأشكال، ولذلك أنا قلت لأمير قطر من فضلك بلغ والدتك عنى الاعتذار، لأننى لا أقبل مثل هذه الإساءات، ليس إلى سيدة من قطر فقط، وإنما إلى أي سيدة من أي مكان في العالم».

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه لم يصدر تصريح رسمى واحد من الحكومة فيه إساءة ضد أي من الدولتين، قطر وتركيا.

وتابع: «كنا، ومازلنا، ملتزمين باتفاق الرياض، وذلك تقديرا للسعودية ودورها العربى الكبير، نحن لا نريد من قطر شيئا، هناك إرادة شعب ونريد أن يفهم الجميع هذا الأمر، ولا يجب التقليل من شأنه أو تجاهل ما يريد، والسؤال هو: من المستفيد من دعم سقوط مصر؟ ليعلم الجميع أنه إذا سقطت مصر لا قدر الله سوف تدخل المنطقة في صراع لن يقل عن 50 عاما».

وأردف: «التصريحات التركية الرسمية ضد الدولة المصرية مستمرة ولم تتوقف منذ ثورة 30 يونيو، بالمقابل لا يوجد موقف مصرى مقابل؟ ألا تخشون من ضياع هيبة الدولة؟، هيبة الدول بقدرتها وقوتها، أما التلاسن والإساءة للآخرين والشعوب فليسا من قيم وشيم الدول القوية، نحن نتحدث عن علاقة مع شعبين سواء قطر أو تركيا، ونحن نؤمن بأن البقاء للعلاقات بين الشعوب، أما الإساءات والتلاسن فنحن في مصر قد تجاوزناها في علاقاتنا مع الآخرين، ومن يسىء للآخرين فهو يعبر عن نفسه ولن يقلل هذا من قدرنا وقيمتنا».

وأشار السيسى إلى أن «القضاء على داعش يتم من خلال وحدتنا، والتى أعتبرها أول خطوة على طريق القضاء على الإرهاب، والوحدة هنا بمعنى التنسيق والتعاون الشامل في كل المجالات، لأننى أرى أن الخطة الأمنية والسياسية لا يمكن اختزالها في عمل عسكرى وأمنى فقط، وإنما الدفع بإجراءات موحدة وقوية تمثل أيضا عملا رادعا في المنطقة، ولدينا القدرة على تشكيل قوة ذات شأن ورسالة قوية تؤكد للمتربصين أنه لا يمكن النيل منا ونحن مجتمعين، ولن يتمكن الإرهابيون من الإضرار بنا إلا إذا بقينا متفرقين ولسنا مجتمعين».

وفيما يتعلق بالأزمة السورية، قال: «الأزمة السورية معقدة جدا، وهناك آراء ومواقف مختلفة على أساليب المعالجة لقضية مستمرة منذ 4 سنوات ومرشحة للزيادة، ونحن قلنا وجهة نظرنا منذ البداية وهى البحث عن حل سلمى سياسى والحفاظ على وحدة الأراضى السورية، هذا عنوان الحل والذى يشتمل على المعالجة المتزنة وحل الميليشيات والعناصر المسلحة»، مضيفا: «نتشاور مع الجميع حول الحل السياسى السلمى، مع دول الخليج والمعارضة ولا نفعل شيئا بمفردنا».

وحول الوضع في اليمن، قال: «أستطيع القول بكل صراحة إن الأزمة اليمنية لم تأخذ منا جميعا الاهتمام الكامل، وكلنا تأخرنا في التعامل مع الأزمة اليمنية».

وحول علاقة مصر المتنامية مع روسيا، أكد السيسى: «علاقات مصر الخارجية بعد ثورة 30 يونيو علاقات متوازنة ومتنوعة ومنفتحة على الجميع، ولا تميل لطرف على حساب آخر، دعنى أقل بوضوح إن علاقتنا مع الولايات المتحدة استراتيجية بالنسبة لنا، ونحن في مصر نستقبل الجميع بهذه الطريقة، وهذا يعكس قيمة مصر التي تستقبل الجميع بهذه الحفاوة كما تصفها، ومن جهة أخرى، فأنا أرى أن العلاقات بين الدول لم تعد تشكل سياسة المحاور كما كان سابقا وإنما التوافق في تقديرنا يجب أن يكون مع الجميع».

وفى رده على سؤال عن وضع جماعة الإخوان، وهل يمكن عودتها للمشهد السياسى مرة أخرى، قال: «هذا السؤال يوجه للمصريين وللشارع المصرى وللرأى العام وما يرتضيه ويوافق عليه سأقوم بتنفيذه فورا»، مؤكدا أن مصر تدفع ثمنا غاليا نتيجة رفضها للتدخلات الخارجية.

وفى السياق نفسه، علق الرئيس السيسى على تزامن زيارته للرياض مع زيارة الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، وقال في لقاء مع قناتى العربية والحدث: «هذا التزامن مجرد مصادفة»، مشدداً على ضرورة «وقف الحكومة التركية تدخلاتها في شؤون مصر الداخلية». وأكد السيسى على أن «استقرار مصر يمثل استقراراً للخليج والعكس صحيح أيضاً»، مشدداً على أن «وجود قوة عربية مطلب أساسى لاستقرار المنطقة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية