قال اللواء أركان حرب كامل الوزير، رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، المشرف العام على مشروع قناة السويس الجديدة، إنه تم الانتهاء من حفر 205 ملايين متر مكعب بالمشروع. وتحدث، في حوار لـ«المصرى اليوم»، عن كواليس التجهيز للمشروع، ومناقشاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل توليه مسؤولية الرئاسة حول المشروع ومدة التنفيذ التي تم ضغطها إلى عام واحد بدلاً من 3 أعوام.
وتطرَّق رئيس أركان الهيئة الهندسية إلى دور الهيئة في تنمية سيناء، ومشروعات الطرق التي يتم تنفيذها حالياً، وأوضح أنه سيتم الانتهاء منها في شهر أغسطس المقبل، مع انتهاء القناة الجديدة، كما أكد البدء في تجهيزات المبانى الإدارية وبوابات وأسوار محطة الطاقة النووية بالضبعة. وكشف أن مشروع المليون وحدة الذي تم توقيع بروتوكول بشأنه مع شركة «أرابتك» الإماراتية توقف مؤقتاً لعدم توافق أسلوب الشركة مع شروط الدولة، وردَّ على ما أثير مؤخراً حول تغيير مسار الطريق الدائرى الإقليمى لصالح أحد رجال الأعمال، قائلاً: «مفيش مخلوق في مصر يقدر يعدل مسار الطريق».. وإلى نص الحوار.
■ ما الذي وصلت إليه أعمال الحفر والتكريك في القناة الجديدة؟
- انتهينا من حفر 205 ملايين متر مكعب بالقناة الجديدة، وإجمالى الحفر على الناشف بلغ 180 مليون متر مكعب، كنا قد خططنا لتنفيذها في 6 أشهر لكننا نجحنا في الانتهاء منها خلال 5 أشهر فقط، علماً بأن المشروع يتكون من 4 عناصر رئيسية: الأول هو حفر القناة الجديدة، وتكريك وتدبيش وإنشاء تجهيزات هندسية لوسائل العبور، وتم التخطيط لتنفيذ العنصر الأول على مرحلتين، الأولى كانت حفر القناة بطول 35 كيلومتراً في أرض جافة تماماً، بالإضافة إلى 4 قنوات اتصال بين القناة الجديدة والقديمة بطول 4 كيلومترات، وحفر وتعميق 10 كيلومترات في جزيرة البلاح أقصى الشمال، وحفر وتعميق 27 كيلومتراً في منطقة البحيرات المرة الكبرى والصغرى وكبريت، ليصبح الإجمالى 76 كيلومتراً وليس 35 كيلو كما يعتقد البعض، ولكى ننفذ حفر كل هذه الكيلومترات كان من الضرورى تقسيمها على أسبقيتين، الأولى تتمثل في القناة الرئيسية وقنوات الاتصال بإجمالى 39 كيلومتراً كلها حفر على الناشف، بمتوسط ارتفاع من 18 إلى 20 متراً، وكل التصميمات توجب علينا أن تكون أعماق القناة الجديدة 24 متراً من سطح المياه، والتربة في هذه المنطقة متنوعة ما بين رمل متكلس وناعم وحرش وأراضى طمى، وهذا النوع الأخير صعب في الحفر لالتصاقه بالمعدات، ونعمل حالياً في الأسبقية الثانية وهى حفر وتعميق 37 كيلومتراً شمال وجنوب القناة الجديدة.
■ كيف تواصلون العمل لإنجاز مساحات الحفر المتبقية؟
- نجحنا بفضل الله في إدخال الكراكات للمجرى الجديد بعد شهر واحد من بدء الحفر، بعدما كان من المقرر دخولها بعد 3 أشهر، وتحولنا لمرحلة الحفر بالمعدات الهندسية، وهى ليست حفراً على الناشف أو أعمال تكريك، ولكن الحفار العادى يقف فوق سطح المياه بمتر واحد، ويمد ذراعه في عمق المياه ليخرج الرمال من المجرى، ورغم أن هذا ليس اختصاصه، لكن سواعد المصريين القوية تساعده على تحقيق تلك المهمة.
■ وماذا عن مشروعات الطرق المرتبطة بمحور القناة؟
- الرئيس عبدالفتاح السيسى زار المشروع بعد افتتاح العمل به بـ 3 أيام، جاء في الصباح الباكر مع بدء العمل في المشروع، وبدت عليه السعادة والاطمئنان، وأصدر تعليمات بإنشاء طرق جديدة وتطوير كل الطرق الموجودة بالمنطقة، وكانت الطرق صعبة لا تتناسب مع ما سيتم تنفيذه في محور قناة السويس من مناطق صناعية وسكنية ضخمة، وهذا هو العنصر الثانى من المهام التي نعمل عليها، حيث يجرى إنشاء وتطوير طرق عديدة، من بينها منزل كوبرى السلام حتى معدية سرابيوم، وسنكملها حتى الشاطئ، وعيون موسى في المرحلة الثانية، وطرق تحرك المدنيين والعسكريين من الشرق إلى الغرب حتى الطريق العرضى رقم 1 الذي يربط بورسعيد بالمنطقة التكنولوجية شرق الإسماعيلية والمنطقة الصناعية في القنطرة ونظيرتها في خليج السويس، بالإضافة إلى طريق طولى من الإسماعيلية وحتى العوجة بطول 211 كيلومتراً، يخدم منطقة وسط سيناء والصناعات الموجودة بها، وهناك طريق الجلالة طوله 85 كيلومتراً يربط بين طريقى القاهرة- العين السخنة ويمتد في منطقة الوديان في العين السخنة ثم يصعد أعلى جبل الجلالة ثم ينزل في منطقة الزعفرانة ليربط طريق بنى سويف – الزعفرانة عند الكيلو 10، وهو مواز لخليج السويس وسيخدم مدينة الجلالة، وانتهينا من 32% من الطرق حتى الآن.
■ وما نصيب الضفة الشرقية للقناة من المشروعات؟
- العنصر الثالث من مهام عملنا هو مدينة الإسماعيلية الجديدة، التي تقع على مساحة 3 آلاف فدان بالضفة الشرقية، وتعمل بالطاقة الشمسية، وجميع منشآتها سيتاح استخدامها لذوى الاحتياجات الخاصة، وستوجد بها مدارس ومستشفيات ودار رعاية لهم، و34 ألف وحدة سكنية شاملة جميع المرافق في المرحلة الأولى، أما المرحلة الثانية فبها 23 ألف وحدة سكنية ليصل الإجمالى إلى 57 ألف وحدة.
وبخلاف المشروعات السابقة هناك عنصر رابع لأعمالنا، وهو الأنفاق، اثنان للسيارات جنوب بورسعيد، و3 بشمال الإسماعيلية، ونفقان بمنطقة الفردان والدفرسوار، وأيضاً ربط منطقة شمال السويس وجنوب نفق الشهيد أحمد حمدى مع طابا للمساهمة في تنمية سيناء.
■ كيف استقبلت طلب الرئيس السيسى يوم افتتاح المشروع بأن يكون التنفيذ في عام واحد بدلاً من 3 أعوام؟
- هناك بعض الكواليس التي سأتحدث عنها للمرة الأولى، وهناك العديد من القادة والمواطنين لا يعرفونها، فقد كان السيسى يفكر في المشروع قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية، وحسم رأيه بأن تكون هناك قناة جديدة ضمن مشروع تنمية محور القناة، وكان يدور بينى وبينه حوار يومى قبل الإعلان عن القناة الجديدة بـ3 أشهر، حينما كان مرشحاً رئاسياً، وكنت وقتها مدير إدارة المهندسين العسكريين حول كيفية تنفيذ هذه المهمة، والمعدات المطلوبة لها، وقلت له إننا سنحتاج 3 أعوام للتنفيذ، وكانت لدينا 3 مسارات للمشروع بالاتفاق مع هيئة قناة السويس وهيئة عمليات القوات المسلحة، لنختار أفضلها، ووقع الاختيار على المسار الذي نعمل عليه الآن.
■ وما الذي جعلكم تختارون هذا المسار بالتحديد؟
- عدة أسباب، أهمها أن المنطقة التي نعمل بها الآن مملوكة لهيئة قناة السويس كى لا ندخل على أراضى المدنيين.
■ هل دارت مناقشات بينكما حول هذا المسار؟
- قابلت السيسى على انفراد وهو مرشح للرئاسة، وشرحت له المشروع باستفاضة وعرضت وجهة نظرى كاملة، ووافق على الفور بمجرد سماعه المسببات الفنية والهندسية التي ذكرتها، ووافق على البدء في المشروع أول شهر يونيو 2014، مع توليه مسؤولية الرئاسة، وقدرنا إجمالى الحفر بـ 250 مليون متر مكعب، وأننا نحتاج كتيبتى طرق من الهيئة الهندسية بالإضافة لمعدات أخرى، وطلبنا 25 لودر وعدداً من آلة «الدمبر»، وسعره 4 ملايين جنيه، وقال لى السيسى هندفع فيه 2 مليون فقط، فقلت له إننى نسقت مع الوكيل وتنازل عن كل ما يستطيع أن يتركه ووصل السعر إلى 3.6 مليون، ورجعت للرئيس، فقال «هما 2 مليون فقط»، فأعطيته رقم الوكيل وكلمه بنفسه، وقال له «مصر محتاجة نقف جنبها، وبالذات اللى كسب قبل كده»، وقام الوكيل بعدها بالتنسيق مع الشركة العالمية ووضع أموالاً من جيبه الخاص وحصلنا على الدامبر بـ 2.9 مليون جنيه.
■ وماذا دار في مناقشاتكما بشأن المدة الزمنية لتنفيذ المشروع؟
- بعدما أخبرت الرئيس بأن مدة التنفيذ 3 أعوام قال لى: «يجب أن تقلل المدة يا كامل»، فقلت له «يا ريس أقل مدة ممكنة عامين» بعد حساب الإمكانات المتاحة، ومنها العمل بـ 3 آلاف معدة، مع تنظيم العمل حتى لا يحدث تصادم بينها، وفوجئت به يهاتفى في أحد الأيام بعد الساعة 12 ليلاً، وسألنى عن إمكانية تنفيذ المشروع في عام واحد، فقلت له «صعب جداً»، فكان رده «يبقى تقدر تخلصها في عام طالما إنك قلت صعب وما قلتش مستحيل»، وحينما نادى علىّ أثناء تدشين المشروع يوم 6 أغسطس الماضى، وقال لى «هىّ سنة واحدة» اتخضيت، وحسبت الموضوع في عقلى خلال لحظات معتمداً على ثقتى في الله وكفاءة رجال الهيئة الهندسية والمقاولين المدنيين، ولم أستطع سوى أن أرد عليه: «تمام يا فندم».
■ وما الإجراءات التي اتخذتموها لضغط مدة التنفيذ؟
- بدلاً من 1750 معدة و17 شركة ضاعفنا العدد 3 مرات، وكان السؤال: هل لدينا القدرة على أن نحصل على هذه المعدات حالياً؟! فقمنا بإحضار كل وكلاء معدات الحفر ونقل الأتربة واتفقنا معهم، وقلنا لهم القوات المسلحة ستشترى منكم المعدات لصالح جهاز الخدمة الوطنية، وهذا يضمن لنا الشركات، واتفقنا مع كبار الموردين على بيع المعدات للشركات المدنية بالتقسيط بضمان القوات المسلحة، فأصبح لدينا 84 شركة بدلاً من 17، ولدينا الآن 4300 معدة هندسية، وقسمنا القناة لقطاعات ويشرف على كل قطاع ضابط وجندى مهندس، ووضعنا خطة تنظيم أماكن إلقاء مخلفات الحفر، ووفرنا الوقود وقدره مليون لتر سولار يومياً من الشركة الوطنية للبترول التابعة للقوات المسلحة، ووفرنا خدمات للعاملين مثل سيارات الإسعاف والرعاية الطبية، كما أحضرت وزارة القوى العاملة كرفانات لإقامة العمال، وتم التأمين عليهم.
■ هل ستنتهى مشروعات الطرق مع مشروع القناة الجديدة؟
- لدينا خطة استراتيجية للطرق على مستوى الجمهورية بطول 3500 كيلومتر، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة مكلفة بـ 18 طريقاً إجمالى طولها 1572 كيلومتراً، والباقى تنفذه هيئة الطرق والجهاز المركزى للتعمير، ولدينا تعليمات أن تنتهى هذه الطرق في 6 أغسطس المقبل لتواكب افتتاح قناة السويس الجديدة، ليشعر الشعب بأنه صنع إنجازاً كبيراً، ما عدا طريق الإسماعيلية العوجة الذي سننهى 50% منه نظراً لأن الوقت ضيق وتم تكلفتنا به منذ وقت قريب.
■ ماذا عن مشروع مدينة الجلالة؟
- مدينة عالمية ستكون بها جامعة من نوع خاص، ومجمع طبى، والجامعة ستكون بها كليات غير تقليدية، وعرفاناً من مصر بجميل الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز سميت باسمه، وستكون تخصصات كلياتها غير موجودة في الشرق الأوسط، مثل كلية علوم بحوث الصحراء، لتساعدنا في الزراعة والاستصلاح بتقنيات جديدة، وسيكون بها مستشفى ذو أجواء صحية ونقية، وسيتم ربطها مع منطقة سياحية على خليج السويس، وانتهينا من مرحلة التصميمات ونحن الآن في مرحلة العرض والتصديق.
■ كيف يتابع السيسى هذه المشروعات حالياً؟
- عن طريق اتصالات يومية يطمئن خلالها على المشروع ومعدلات تنفيذه، كما أننى لاحظت أن الرئيس يهتم كثيراً بتأمين العاملين إدارياً وفنياً، من إقامة وإعاشة وتأمين ضد المخاطر، ويحذر من وقوع حوادث بسبب كثرة المعدات والشركات، ويطالب بأن يرتدى العمال مهمات الأمن الصناعى، وعدم الضغط عليهم في المهام المكلفين بها.
■ وهل ساهمت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في التمويل؟
- هيئة قناة السويس تمول مشروع القناة الجديدة من حصيلة شهادات الاستثمار التي جمعت 65 مليار جنيه، والهيئة الهندسية تعاقدت مع الشركات وتصرف لها الأموال بعد تقدير قيمة العمل، أما مشروع الإسماعيلية الجديدة فهو مملوك للقوات المسلحة وسنستعيد قيمته من حصيلة البيع، ولا تموله هيئة قناة السويس، والشركات تعمل معنا دون ربح كبير حباً في هذا الوطن، هم فقط يحصلون على رواتب العمال وأجرة المعدات، وإذا ربحت أي شركة بعض الأموال تتبرع بوضعها في صندوق «تحيا مصر».
■ إلى هذه الدرجة تضحى الشركات في هذا المشروع؟
- هذا المشروع ملحمة تضحيات، هناك رجل اسمه «عم سعد» من محافظة الإسكندرية، سائق قديم ولديه خبرة طويلة في مجال قيادة الحفارات واللوادر، وهو مبتور الساق بسبب انفجار لغم به في العلمين عام 1986، وتحدى الإعاقة وعمل بساقه المبتورة، وجاء إلينا وقال «عايز أشتغل معاكم ببلاش» لخدمة البلد، وحاولنا إقناعه بالحصول على مقابل مادى ورفض، واتفقنا على العمل معه لمدة شهر وطلبت منه أن يُعلم اثنين من السائقين قيادة الحفار واللودر.
■ بماذا ترد على من يشككون في تنفيذ المشروع؟
- أود أن أقول لعينة الناس الذين يقولون إن هذا المشروع «فنكوش»: لو بتحب مصر فعلاً فلتأتِ للعمل معنا، وتعلَّمْ من عم سعد، وشاهد ماذا يحدث على أرض الواقع بنفسك، هذه القناة حفرها مصريون يحبون بلدهم، أيها المشكك أنا لا أشك في وطنيتك مثلما لا أشك في وطنيتى، لكن الفرق بيننا أننى أعبر عن حبى لبلدى بالعمل، وأنت بالكلام فقط.
■ بعيداً عن محور القناة.. هل بدأ تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية على الأرض؟
- حالياً ننشئ المبانى الإدارية للمشروع، وكذلك الأسوار والبوابات وسكن العاملين في المحطة، بالإضافة إلى مساكن لأهالى الضبعة عبارة عن 1500 منزل بالأسلوب النمطى للبدو.
■ وما صحة تحويل مسار الطريق الدائرى الإقليمى لصالح أحد رجال الأعمال؟
- مفيش مخلوق في مصر يقدر يعدل مسار الطريق الدائرى الإقليمى، لأنه مخطط على أسس هندسية، ولا نحابى أحداً لصالح أحد، بل على العكس، قطعنا أراضى كبار رجال الدولة والأعمال مثل أرض الدكتور فاروق العقدة، ومختار أبوباشا، وإبراهيم نافع، وصلاح دياب، ووائل شبل وغيرهم لأن التخطيط الهندسى «بيقول كده»، وأرض رجل الأعمال الذي تناول البعض اسمه بعيدة تماماً عن مسار الطريق الدائرى الإقليمى.
■ ما دور الهيئة الهندسية في إحكام السيطرة على الجبهة الشرقية في سيناء؟
- الهيئة مثل كل أجهزة القيادة التابعة للقوات المسلحة، تنفذ تعليمات القيادة العامة للقيام بمهام محددة، أهمها تدمير أنفاق التهريب الحدودية مع قطاع غزة بالمعدات الهندسية أو بالتفجير، وكذلك تم تكليفنا بإزالة المنازل المقرر إخلاؤها على الشريط الحدودى لتأمين الحدود.
■ وماذا عن مشروعات التنمية التي تنفذها الهيئة في سيناء؟
- نبنى لبدو سيناء مدارس ووحدات صحية وآباراً ومحطات للمياه على مدار العام، وأيضاً مصانع وقاعات للمناسبات وساحات رياضية، واستصلاح بعض الأراضى وتوصيل المياه لها، وننشئ في وسط سيناء حالياً مطاراً دولياً في منطقة «المليز»، يخدم كل العاملين في الصناعات هناك وكذلك أبناء سيناء، وسننتهى منه يوليو المقبل، وهذا المطار سيساعد على التنمية وتنشيط السياحة في وسط سيناء.
سيناء جزء من مصر، وتحتاج لتنمية أكبر لأنها أرض «بِكْر» وكانت تحت الاحتلال في وقت من الأوقات، ولن يُعمر سيناء إلا أهلها المقيمون فيها، ولابد من تعاون سكان الوادى مع أهالى سيناء من أجل التنمية، وكل ما يحدث في سيناء حالياً من توتر أمنى وضع مؤقت، وستبدأ تنمية سيناء بشكل كبير.
■ لماذا اختفى الحديث عن مشروع المليون وحدة سكنية الذي تم توقيع بروتوكول بشأنه مع شركة «أرابتك» الإماراتية؟
- الشركة أرادت الاستثمار في مصر، ولكن أسلوبها لم يتماشَ معنا ومع شروطنا كدولة، وهى أن أي مستثمر يريد أن يدخل إلى السوق المصرية عليه أن يجلب أمواله من الخارج وليس من البنوك المصرية، وأن ينفذ المشروع بعمالة وخامات مصرية، وهذه الشروط لم تتوافر، فتوقف المشروع مؤقتاً.
■ يتساءل البعض عن أسباب حصول الهيئة الهندسية على حق تنفيذ العديد من المشروعات على حساب الشركات المدنية؟
- ليس على حساب الشركات المدنية في شىء، فما تملكه الهيئة الهندسية هو ضباط مهندسون متخصصون في جميع المجالات من أبناء الشعب المصرى يحملون درجات الدكتوراه والماجستير في تخصصاتهم، وما يميز القوات المسلحة المصرية أنها غير طائفية وهى ملك للشعب، ورجال الهيئة لديهم قدرة وكفاءة نابعة من إيمانهم بمصلحة بلدهم، ودورنا هو التخطيط والإشراف والسيطرة والقيادة وتنفيذ جزء من الأعمال وليس كلها، فمثلاً مشروع حفر قناة السويس يعمل به 84 شركة مدنية مصرية، ونسبة تنفيذ الهيئة الهندسية له 5% فقط، والجزء البسيط الذي ينفذه رجال الهيئة الهندسية بمثابة تدريب للضباط والأفراد والمعدات على التعامل وقت الحرب، مثل إنشاء الطرق والمطارات والموانئ وكل ما يحتاج وقت الحرب، كما أن المجندين المهندسين يخرجون بعد انتهاء مدة خدمتهم جاهزين ومؤهلين لسوق العمل، فالهيئة الهندسية لا تأكل المشروعات «فى بطنها» كما يتردد، لأنها ليس لها (بطن)، بل (ظهر)، هو عملها وسمعتها ورجالها، وهناك مشروعات صعبة مثل طريق «شلاتين – سوهين» لا أحد يقدر على تنفيذه سوى الهيئة الهندسية، وأسعارنا أقل بكثير من الشركات المدنية لأننا لا نسعى إلى ربح، وليست لدينا أعباء إدارية كبيرة.