بدأ المؤتمر العام الدولي الرابع والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الاوقاف والمنعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعنوان «عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه طريق التصحيح» أولى جلساته العلمية، السبت، برئاسة وزير الأوقاف والشؤون الدينية الأردنى، هايل داوود، لمناقشة إشكالية العلاقة بين الدين والسياسة لدى الخطاب السياسى الإسلامى ومخاطر التوظيف السياسى للدين وحقيقة التوظيف السياسى للدين ومشاركة علماء من مصر وفلسطين والأردن وكازاخستان.
وحذر المشاركون في المؤتمر من مخاطر التوظيف السياسى للدين، لأن الدين الإسلامى طبيعته الرحمة غير أساليب السياسة وأن التوظيف السياسى للدين كان له الأثر السلبى على فهم الدين نفسه وتسبب في الحروب والخلافات بين أبناء الأمة، مطالبين بالتصدى للأفكار الفاسدة عن الدين وعرضها وتفنيدها من خلال هيئة إسلامية عليا تضم كل المتخصصين ومواجهة الفكر بالفكر، مؤكدين حرمة استغلال الدين في السياسة.
كما حذر من وضع الأحاديث وبعض الآيات القرآنية في توظيف سياسى مما تسبب في أحداث الفتنة، كما حدث في العصور الإسلامية.
واستعرض الدكتور ابراهيم الهدهد، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، مظاهر التوظيف السياسى للدين ومنها قهر المعارضين وانتشار الحروب ومنها خروج الخوارج عن علي ابن أبي طالب منحرفين عن أصول الدين ولجأوا خطأً للتحكيم في فهم خاطئ لمعناه، مما أدى إلى مقتل سيدنا على.
وأشار «الهدهد» إلى مخاطر تأويل النصوص الدينية لأغراض سياسية، مما يضعف الدول الإسلامية، مطالبا بمرصد لجمع الأفكار المخالفة للدين وتفنيدها والاستعانة بعلماء الأزهر والأوقاف.
كما استعرض الدكتور عبدالله النجار، عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الازهر، في الجلسة مخاطر التوظيف السياسى للدين وحقيقته وآثاره على الفرد والمجتمع، مشيرا إلى ما يسمى بفقه الوطنية القريب من فكرة المواطنة والديمقراطية من منظور إسلامى مستعرضا الحكم الشرعى لتحريم التوظيف السياسى للدين وأدلته من القرآن الكريم والسنة النبوية وبالإجماع والذى يؤكد حرمة استغلال الدين لمآرب ومكاسب سياسية أو حزبية.
وطالب المسلمين بأن يتبعوا شرع الله والابتعاد بأهوائهم عن الدين الإسلامي، مشيرا إلى تأكيد الدين الإسلامى للانتماء الوطني وحب الأوطان والدفاع عنها، ومؤكدًا أن التلاعب بالدين حرام شرعًا.
كما استعرضت الجلسة ملامح التوظيف السياسى للدين ومنها الترويج لفكرة تكفير المجتمع واختلال الأخلاق فيه وافتعال الأزمات الحياتية وإشاعتها بين الناس من منطلق دينى، محذرًا من التلاعب بالدين لأسباب دنيوية.
واستعرضت الدكتورة آمنة نصير، الأستاذ بجامعة الأزهر، حقائق الحضارة الإسلامية الداعية للتسامح والحوار مع الآخر ونبذ العنف والتشدد، كما شدد علماء الدين من كازاخستان وفلسطين من مخاطر إقحام الدين في السياسة.