x

وزير خارجية ليبيا: قواتنا تتدرب في القاهرة (حوار)

السبت 28-02-2015 09:35 | كتب: أحمد يوسف |
تصوير : أحمد يوسف

قال وزير خارجية ليبيا، الدكتور محمد الدايرى، إن مصر وليبيا في خندق واحد والضربة الجوية المصرية أثرت على تنظيم داعش، وهناك تنسيق مع القيادة المصرية، وتوجد قوات ليبية تتدرب في القاهرة، لافتاً إلى أن هناك مسعى لإيجاد قوة عربية مشتركة لمكافحة الإرهاب، مشيراً في حواره مع «المصرى اليوم» إلى أن تحركه مع وزير الخارجية المصرى رفع مستوى الإدراك الدولى لخطورة الوضع في ليبيا، مشدداً على أن الليبيين مقبلون على تحديات أكبر وعليهم الالتفاف حول حوار وطنى. وإلى نص الحوار:

■ كيف قرأتم الضربة الجوية المصرية ضد تنظيم داعش في ليبيا؟

- التقديرات التي تواترت بعد الضربة في درنة أشارت إلى أنها أثرت بالفعل على هذا التنظيم، والحقيقة أنه كان هناك تنسيق مستمر مع مصر قبلها وبعدها، وهناك بيان صدر عن الحكومة الليبية أشار إلى التنسيق المصرى على المستويات السياسية والعسكرية بين القيادتين السياسية والعسكرية في البلدين.

■ هل توافقون على دخول قوات عربية إلى ليبيا؟

- الحقيقة أن معاهدة الدفاع المشترك المبرمة في إطار الجامعة العربية تسمح بمثل هذا التعاون والتنسيق لحماية أي دولة عربية تتعرض للتهديد، ونتمنى بالفعل وجود اتفاق توافق عربى من أجل دعم ليبيا في حربها ضد الإرهاب، وفى مواجهة التحديات المتزايدة التي تواجهها، خاصة بعد انتشار داعش في درنة وسرت وطرابلس والمخاطر التي تتهدد ليبيا، فضلا عن المخاطر التي تهدد الدول العربية مثل مصر وتونس والجزائر، الآن دول أوروبا تدرك المخاطر التي تتهددها جراء تنامى داعش في ليبيا.

■ كيف ترى الخطوة العربية القادمة تجاه ليبيا، وماذا تعولون على القادة العرب في القمة المرتقبة؟

- هناك مسعى لإيجاد قوات عربية لمكافحة الإرهاب أينما كان سواء كان في الأردن أو ليبيا أو هدد أي دولة عربية أخرى، ونحن نثمن هذا الاتجاه، ونرى أن التحركات العربية الآن تصب في خانة إيجاد أرضية صلبة لمثل هذا التحرك العربى المشترك، الذي لم يكن للمرة الأولى، ولكن كانت هناك سوابق لذلك، ونحن نتمنى وجود توافق عربى يفضى إلى وجود هذه القوات.

■ من واقع تواصلكم مع القيادة المصرية ما الترتيبات المشتركة التي تتم بينكم؟

- الترتيبات مع الجانب المصرى مستمرة حتى قبل الأزمة الأخيرة التي تمثلت في الحادثة الإرهابية المروعة التي أدت إلى إعدام 21 مواطنا مصريا على يد داعش في عملية إرهابية رهيبة، وكان لنا تعاون وتنسيق مع القيادتين السياسية والعسكرية، وهو تعاون وتنسيق سيستمر في الأيام والأسابيع المقبلة.

■ هناك تدخل في الشأن الداخلى الليبى من دول مثل قطر وتركيا والسودان، خاصة في دعم فجر ليبيا بالأسلحة؟

- الخارجية الليبية تسعى الآن مع أشقائنا العرب إلى دعم مسار الأمم المتحدة التفاوضى الذي يقوده المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، برناردينو ليون، من أجل إيجاد توافق وطنى يفضى إلى حكومة وفاق وطنى ليشكل اللبنة الأولى لخارطة طريق سياسية يلتف حولها الليبيون من جميع اتجاهاتهم، الحقيقة أننا كنا على خلاف سياسى مع أشقائنا في فجر ليبيا، ولكننا نتمنى وجود أكبر عدد منهم معنا في التوافق الوطنى، وهذا ما نسعى إليه في مجلس النواب الليبى، وهذا ما تسعى له الشرعية الليبية التي نحن معها، وكذلك هذا ما نقدره من دعم يقوم به أشقاؤنا العرب في دفع هذا المسار التفاوضى إلى الأمام.

■ لكن مجلس النواب الليبى أعلن عن تجميد وقف الحوار الذي كان مقرراً استئناف جولته الثالثة في المغرب..

- تم تجميد المفاوضات، حتى نقوم بدراسة الموضوع، ثم نذهب مرة أخرى للحوار على بينة من أمرنا، لأن هناك مخاوف من بعض الانزلاقات، ونتمنى وجود أطروحات كافية من مبعوث الأمم المتحدة الذي سيزور ليبيا في الأيام المقبلة، بالإضافة إلى الممثلين الأربعة في الحوار الذين سيمدون مجلس النواب بالمعلومات الكافية التي تطمئن الجميع.

■ كيف ترى الوضع في ليبيا في الفترة المقبلة؟

- نحن مقبلون على تحديات أكبر، لذا ينبغى على أبناء الوطن الواحد الالتفاف حول حوار وطنى وثوابت وطنية من أجل إعادة بناء بلادهم ومحاربة الإرهاب، ولا خيار أمامنا سوى رأب الصدع بين أبناء الشعب الواحد لإعادة بناء ليبيا الجديدة على أسس دولة المؤسسات والقانون، بما فيها الجيش، والشرطة، وقضاء مستقل، وبعيدا عن حمام الدم الذي تشهده ليبيا.

■ وماذا عن التعاون العسكرى المصرى الليبى، في ظل الرفض الدولى لرفع الحظر عن تسليح الجيش الليبى؟

- تم الإعلان من قِبَل الحكومة الليبية عن تواصل واستمرار هذا التنسيق والتعاون بين الدولتين الشقيقتين، وبغض النظر عن قرار مجلس الأمن، فنحن ومصر في خندق واحد ارتضته الأخوة قبل أن يرتضيه التاريخ والجغرافيا.

■ وهل سيقوم الجيش المصرى بتدريب عناصر الجيش الليبى لإعادة تأهيله؟

- من قبل هذه الأحداث كانت هناك قوات ليبية تتدرب في القاهرة، وهذا مستمر منذ سنوات قبل وبعد 2011، وينبغى أن يستمر.

■ وماذا عن جهودكم على المستوى الدولى؟

- نحن في تواصل مع الأعضاء في مجلس الأمن، وأشقاؤنا العرب يقدمون لنا الدعم في هذا المجال.

■ وما تقييمكم للموقف العربى تجاه ليبيا؟

- الموقف العربى إيجابى، خاصة عندما ذهبنا إلى مجلس الجامعة العربية، وطرحنا موضوع تسليح الجيش الليبى، حيث كان هناك التحفظ القطرى، لكن الموقف العربى في مجمله إيجابى، وتوجهنا لنيويورك.

■ كيف رأيت تقدم الأردن بمشروع القرار، باعتبارها عضواً في مجلس الأمن؟

- نحن سعداء بتقديم الأردن مشروع القرار، باعتبارها عضوا غير دائم في مجلس الأمن، وباسم المجموعة العربية، وهناك حتى هذه الساعة إجماع عربى على دعم ليبيا، في سعيها لرفع العقوبات الموقعة عليها من قِبَل مجلس الأمن.

■ وما موقف المجتمع الدولى من مساعدة ليبيا؟

- الحقيقة أن المجتمع الدولى يضع شرطا لمساعدة ليبيا، وهو ضرورة التفاف الليبيين حول حكومة وفاق وطنى، لضرورة وجود شريك واحد على الأرض الليبية ليتعاملوا معه، وأنا قلت في واشنطن ونيويورك إن حكومة الوفاق الوطنى تعتبر مطلباً ليبياً ملحاً قبل أن تكون مطلبا دوليا.

■ شكلتم مع سامح شكرى، وزير الخارجية المصرى، فريقا في المحافل الدولية للدفاع عن القضية الليبية، فما نتائج هذا التحرك؟

- نتائج التحرك المشترك تمثلت في رفع مستوى الإدراك الدولى لخطورة الموقف في ليبيا، وهناك إدراك لخطورة هذا الموقف الآن، وهناك اتصالات مستمرة، وزميلى الوزير سامح شكرى موجود الآن في موسكو، وسيتوجه إلى بكين من أجل قضايا عديدة، ومنها قضية تسليح الجيش الليبى، ومشروع القرار العربى الذي تقدمنا به، وبالفعل هناك تناغم وتنسيق عال بينى وبين وزير خارجية مصر، وهذا يصب في خانة الأخوة ومشاعر وأواصر التاريخ والجغرافيا التي بين البلدين.

■ وهل ستتجهون ناحية روسيا؟

- نحن نرحب بزيارة روسيا ونسعى إلى ذلك في أقرب وقت، وطلبت من المندوب الروسى في الأمم المتحدة نقل رغبتى في لقاء وزير الخارجية سيرجى لافروف ليس بالضرورة في موسكو، ولكن في أي مدينة أوروبية يتنقل فيها، وأنا سعيد بالمحادثات التي حدثت بين لافروف وزميلى شكرى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية