x

نجم عبدالكريم كيف ساهم عبدالناصر في استقلال الكويت؟! نجم عبدالكريم الجمعة 27-02-2015 20:56


وقف وزير خارجية العراق، عدنان الباجهجى بتاريخ 2 يوليو 1961 فى جلسة لمجلس الأمن ليبرر أحقية العراق بضم الكويت، ومما قاله فى تلك الجلسة: «إن الكويت ليست الآن، ولم تكن فى أى وقت فى الماضى، دولة مستقلة، وقانونياً وتاريخياً فإن الكويت كانت باستمرار جزءاً لا يتجزأ من ولاية البصرة العراقية»!!

واستمر «الباجهجى» فى تلك الجلسة بشرح الحجج التاريخية والقانونية التى يعزز بها وجهة نظره!!

■ فى هذا الوقت كان عبدالناصر قد طالب جامعة الدول العربية بإقرار مشروع يتم بموجبه إرسال قوات عربية لحماية الكويت، بعد أن نزلت فيها قوات بريطانية لحمايتها من تهديدات عبدالكريم قاسم، حتى لا تستقر هذه القوات وتعود الهيمنة البريطانية على الكويت مرة أخرى!!

وفى نفس الوقت، أوعز عبدالناصر لوفد مصر فى الأمم المتحدة أن يعمل على إقناع الدول الأفريقية والآسيوية لتأييد انضمام الكويت إلى الأمم المتحدة، بعد أن كانت اعتراضات العراق قد أجلت انضمامها منذ عام 1961، إلى أن قُبلت كعضوٍ فى عام 1963!!

■ وبعد سلسلة الانقلابات التى حدثت فى العراق وفى سوريا، وتشكل وفد من هذين البلدين لمقابلة عبدالناصر فى القاهرة والتفاوض معه حول ما سُمى– بمباحثات الوحدة الثلاثية!!

وبينما هم فى خضم هذه المباحثات التى تم البعض منها فى منزل جمال عبدالناصر، فاجأهم على صالح السعدى– نائب رئيس الوزراء العراقى ورئيس الوفد– بفتح موضوع الكويت من زاوية تعيين حدود دولة الوحدة الثلاثية الجديدة!! وكان «السعدى» يحفظ عن ظهر قلب مزاعم حق العراق الذى لا ينازعه فيه أحد فى الكويت!!

■ وهنا جاء دور عبدالناصر ليقول للمجتمعين:

«إنكم تعلمون بالطبع أننا لنا رأى آخر فى هذا الموضوع، فنحن وقفنا ضد عبدالكريم قاسم عندما أراد أن يضم الكويت، ولم نفعل ذلك لعداوة بيننا وبين قاسم، وإنما اتخذنا موقفنا هذا على أسس موضوعية، أريد أن أشرحها لكم الآن، لأن فيها ما لم يكن ممكناً الجهر به علناً فى ذلك الوقت» !!

■ ومضى عبدالناصر يشرح لهم الأسباب:

أقول لكم بمنتهى الوضوح.. إن ما تطلبونه شىء فات أوانه بحكم الحقائق العربية والدولية، وإن الإنجليز لم يعودوا وحدهم فى السيطرة على بترول الخليج، وإنما هذه السيطرة انتقلت أكثر إلى يد الأمريكان، فإذا أراد أحدكم أن يضم دولة فى الخليج على غير رضى أهلها، فيجب أن يعرف سلفاً أنه يواجه قوة الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالى يجب أن يعرف أن هذه المعركة فوق طاقتنا، وأقول لكم أيضاً إنها ضد مصلحتنا لأننا يجب أن نشجع شعوب الخليج ودوله على الاطمئنان إلى أنهم فى ظل الحركة القومية العربية، فإن الثروة النفطية لديهم ستولد حدوداً للتنمية على نطاق واسع، والذى قد يحقق نوعاً من التعاون الوثيق أقوى مئة مرة من الوحدة الدستورية!!

إننا كنا فى وحدة اندماجية مع سوريا، وكنا بلداً واحداً، ولكن لأن التفاعل بين الناس لم يحدث، فإن الانفصال جاء سهلاً، وعليكم أن تعرفوا مدى حساسية الغرب فى موضوع الكويت!!

■ لله درك يا عبدالناصر.. فلم تساهم سياسياً باستقلال الكويت فحسب، بل إنك- بهذه الكلمات- أجلت الهجوم عليها لأكثر من ثلاثين سنة، إلى أن جاء الأحمق– صدام حسين– الذى لم يكن يدرك معنى كلماتك تلك، فقام بغزو الكويت، وهاهى النتيجة ماثلة للعيان بالفاتورة الفادحة والكارثية التى يدفعها شعب العراق والأمة العربية برمتها!!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية