شهد الأسبوع الماضي، قيام الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، بمجموعة من الاتصالات واللقاءات التي تصب في صالح تحقيق الاستقرار الداخلي تمهيدا لإجراء المرحلة الثالثة والأخيرة من خارطة الطريق بانتخاب مجلس النواب الجديد، وكذلك العمل والتنسيق بين الدول العربية لمكافحة الارهاب، ومن ناحية أخرى السعي لجذب الاستثمارات الأجنبية خاصة مع إقتراب موعد عقد المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ.
ففي مجال دفع النشاط الاقتصادي وجذب الاستثمارات والترويج لإقامة مشروعات جديدة في مصر، استهل الرئيس عبدالفتاح السيسي نشاطه الأسبوعي بلقاء مع كلاوديو دِسكالزي، المدير التنفيذي لشركة «إيني» الإيطالية للبترول، حيث أشاد الرئيس بالتعاون الممتد ونشاط الشركة في مصر منذ خمسينيات القرن الماضي، ومثنياً على النجاحات التي حققتها في السوق المصرية، حيث يمثل حجم الإنتاج الحالي للشركات التابعة لها حوالي 28% من حجم إنتاج مصر من الغاز والزيت الخام.
وفي هذا الصدد، أكد «دِسكالزي» أن متانة العلاقات المصرية- الإيطالية تنعكس على مناخ عمل الشركة في مصر التي يشعر مسئولوها بأنهم في وطنهم، مشيرا إلى اعتزام الشركة زيادة استثماراتها في مصر خلال المرحلة المقبلة، وذلك إيماناً منها بالفرص الواعدة التي يتيحها الاقتصاد المصري والتي يعززها المناخ الأمني المستقر فيها، ولاسيما في ضوء الآفاق الاقتصادية التي توفرها المشروعات العملاقة التي يتم تنفيذها في مصر خلال المرحلة الحالية.
وقد رحب الرئيس السيسى بزيادة استثمارات شركة «إيني» في مصر، مشيراً إلى تزايد احتياجات السوق المصرية من الطاقة، بالنظر للمشروعات الاقتصادية التي يتم تنفيذها حالياً، وما ستوفره من نمو ملموس في النشاط الاقتصادي، فضلاً عن توفير بيئة جاذبة ومناخ مُوَاتٍ للاستثمارات العربية والأجنبية المباشرة في مصر.
كما استعرض الرئيس الجهود المصرية المبذولة لتحسين مناخ الاستثمار في مصر، وذلك من خلال صياغة قانون الاستثمار الموحد، وإتباع نظام «الشباك الواحد» تيسيراً على المستثمرين، منوهاً إلى أنه سيتم الإعلان عن هذه الإصلاحات التشريعية أثناء المؤتمر الاقتصادي الذي ستنظمه مصر في شرم الشيخ خلال شهر مارس المقبل.
و التقى الرئيس السيسي بوفد موسع من رجال الأعمال الإيطاليين، ضم رجال المال والبنوك ومؤسسات التمويل واتحادات الصناعات وكبريات الشركات الإيطالية العاملة في مختلف المجالات، ومن بينها الصناعات الثقيلة والزيوت والطاقة والإنشاءات والسكك الحديدية والأقطان والتأمين والمصايد السمكية، وذلك برئاسة كارلو كالِندا، نائب وزير التنمية الاقتصادية الإيطالي.
وأوضح الرئيس أن مصر تعمل على الصعيد الاقتصادي من خلال ثلاثة محاور في المرحلة الراهنة، وهي صياغة قانون الاستثمار الموحد، ومعالجة المشكلات التي واجهها قطاع الاستثمار في مصر جراء الأحداث التي شهدتها خلال السنوات الأربع الماضية، بالإضافة إلى تيسير إجراءات التعاقد مع المستثمرين الذين ينفذون مشروعاتهم في مصر، ودعا رجال الأعمال الإيطاليين إلى زيادة استثماراتهم في مصر.
وفي إطار التحضير لمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، المقرر عقده في شرم الشيخ خلال شهر مارس المقبل، وتشجيع الشركات العالمية الكبرى على زيادة استثماراتها في مصر، التقى الرئيس السيسي بمختار كنت رئيس مجلس إدارة شركة كوكاكولا العالمية، وجوسيف كيسر، رئيس مجلس إدارة شركة سيمنز الألمانية.
وتحدث رئيس مجلس إدارة شركة كوكاكولا العالمية عن اعتزام الشركة ضخ 500 مليون دولار في السوق المصرية خلال السنوات الثلاث القادمة، مما يوفر أربعة آلاف فرصة عمل مباشرة، فضلاً عن توفير آلاف الوظائف غير المباشرة في مجالات التوزيع والزراعة وتجارة التجزئة. وذكر أن الشركة ستقوم ببناء مصنع جديد للعصائر في مدينة 6 أكتوبرباستثمارات تبلغ 100 مليون دولار، وسوف تتعاقد مع عشرة آلاف مزارع لتوريد الفواكه، بما يدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر.
وأعرب «كنت» عن تقديره لجهود الرئيس في توفير الاستقرار السياسي والأمني في مصر، وهو ما حفز الشركة على زيادة استثماراتها، مشيرا إلى أن مصر ينتظرها مستقبل واعد ومن المتوقع أن تكون ضمن أبرز خمس دول صاعدة على مستوى العالم.
وأكد «كنت» أن مصر ليست سوقاً فقط ولكن مركزاً استراتيجياً يقوم بتغطية كافة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشددا على مشاركة الشركة بفاعلية في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ.
ومن جهة أخرى، بحث الرئيس السيسي مع رئيس مجلس إدارة شركة «سيمنز» الألمانية المشروعات المختلفة التي تساهم فيها الشركة وتنفذها في مصر، ولاسيما في إطار تنفيذ خطة مصر العاجلة لإنتاج الكهرباء من خلال إعادة تأهيل محطة كهرباء عتاقة.. وبحث إمكانيات وسبل التعاون المتاحة لإقامة مشروعات جديدة للشركة في مصر بما يساهم في إنتاج المزيد من الطاقة الكهربائية وتوفير احتياجات المواطنين ومختلف القطاعات الصناعية. وقد شدد الرئيس على أهمية أن يكون إنشاء محطات الكهرباء في أسرع وقت ممكن وبأقل التكاليف وأعلى معايير الجودة.
وقام الرئيس عبدالفتاح السيسي بجولة تفقدية مفاجئة لمشروع قناة السويس الجديدة، حيث التقى بالفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، واستمع إلى شرح تفصيلي في مركز المحاكاة عن سير العمل ومراحل التكريك الجارية في المجرى الملاحي للقناة الجديدة،ثم استقل الرئيس أحد اللنشات التابعة لهيئة قناة السويس، وتفقد المجرى الملاحي للقناة الجديدة، في المناطق التي تمت فيها أعمال التكريك، ويعتبر ذلك أول مرور في المجرى الملاحي للقناة الجديدة.
كما تفقد الرئيس كذلك الأعمال الهندسية التي تنفذها هيئة قناة السويس بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لِتَكْسِيَة أجناب المجرى الملاحي الجديد، وقد أعرب الرئيس عن شكره وتقديره لكافة العاملين في مشروع حفر قناة السويس الجديدة، مشدداً على ضرورة إنجاز المشروع في موعده المحدد.
وفي طريق عودة الرئيس السيسي إلى القاهرة، تفقد العمل في مشروع طريق جبل الحلال وهو أحد مشروعات الطرق التي تربط بين العين السخنة والزعفرانة أعلى هضبة الجلالة البحرية بطول 85 كم في اتجاهين بمعدل ثلاث حارات مرورية في كل اتجاه بالإضافة إلى وصلتين عرضيتين تربطان طريق جبل الحلال بالطريق الساحلي القديم، ووجَّه بإنشاء وصلة ثالثة لمشروع الطريق لخدمة التجمعات السياحية أسفل هضبة الجلالة البحرية.
وفي حديث إلى الأمة عبر التليفزيون المصري أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الجيش المصري لا يعتدي على احد وكنا دائما نحافظ على حدودنا من داخل حدودنا ولم يحدث ان اعتدت مصر على أحد، واوضح الرئيس السيسي انه تم توجيه ضربات ل١٣ هدفا في ليبيا تمت دراستها بدقة ولا نقوم باي اعمال عدائية ضد مدنيين.
واكد الرئيس السيسي ان هناك حاجة لقوات عربية موحدة لانها اصبحت ضرورة ملحة لان التحديات التي تواجه دولنا ضخمة جدا.
ووجه الرئيس السيسي التحية للقوات المسلحة ليس فقط في المنطقة الغربية العسكرية وانما ايضا في الاتجاه الشرقي في سيناء وايضا على حدودنا الجنوبية واكد انها ليست قوات غازية وانما تحمي مصر واشقائنا العرب.
واشار الرئيس إلى انه على الصعيد الافريقي نجحت مصر في استعادة عضويتها في الاتحاد الافريقي، وقام الرئيس بزيارة الجزائر والسودان واثيوبيا وغينيا ...وهناك تفاهم اكبر في العلاقات وتستعيد مصر مكانتها ..وهناك اجماع على ترشيح مصر في مجلس الامن الدولي.
وأوضح الرئيس أن مصر نجحت في الانفتاح على العالم وأن وهناك مزيد من التفهم ومزيد من الانفتاح ودعم العلاقات مع مصر، ونوه بابرام صفقة المعدات العسكرية مع فرنسا بمفاوضات سريعة وتسهيلات من جانب فرنسا التي شكررئيسها على ما بذله من جهود لانجاز هذه الصفقة بالشروط التي تمت بها.
وفيما يتعلق بمحطة الطاقة النووية، قال السيسي: نبذل جهد كبير للحصول على الطاقة والطاقة المتجددة والنووية التي نحتاجها الان ومستقبلا. واوضح ان الطاقة النووية تتكلف الكثير في البداية ولكنها ارخص على المدي البعيد، مشددا على ان مصر لا تغامر وليس لديها اجندة خفية وانها موقعة على اتفاقية فيما يخص عدم الانتشار بيها ولكن من حقنا الحصول على طاقة سلمية نووية.
وحول التهديدات الراهنة لمصر، قال ان الجيش والشرطة يقوموا باجراءات لمكافحة الارهاب في سيناء واستعادة السيطرة الكاملة على سيناء وانهاء بؤر الارهاب الموجودة في سيناء بالكامل... وابناء الجيش والشرطة هم ابناء الشعب والمدنيين هم ايضا من المصريين.
وشدد الرئيس على رؤية ضرورة الحفاظ على الدولة المصرية مع معالجة القضايا الخارجية والاقتصاد والارهاب، واكد أن الدولة قائمة وهناك تقدم وتحسن في كافة المجالات، وتعهد بدعم الشباب وتحسين مناخ الاستثمار وإتاحة فرص عمل جديدة لهم.
وفي اطار مشاوراته مع القادة العرب، استقبل الرئيس السيسي في القاهرة أمس الخميس العاهل الاردني الملك عبدالله، حيث اكدا على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية للتعامل بكل حزم مع خطر الإرهاب والتطرف والتنظيمات الإرهابية.
وفي إطار تعميق التعاون العسكري والأمني بين مصر والأردن، تم الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل من الجانبين لوضع إطار مشترك لمواجهة التحديات الإقليمية.
وتباحث الزعيمان بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأزمة السورية، حيث أكدا أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة ينهي معاناة الشعب السوري، ويحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية ويحول دون امتداد أعمال العنف والإرهاب إلى دول الجوار السوري.
وعلى صعيد الموقف في ليبيا، تم التأكيد على أهمية دعم المؤسسات الليبية الرسمية، وعلى رأسها البرلمان المنتخب والجيش الوطني، بالإضافة إلى مساندة الحل السياسي وصولاً إلى تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الليبي.
وعلى صعيد آخر أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية تدارك الأوضاع الملتهبة في الدول العربية والعمل على إعادة السلام والاستقرار، مؤكدا ضرورة التضامن العربي وتعزيز العمل العربي المشترك في هذه المرحلة الفارقة التي تمر بها منطقتنا العربية.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي، الدكتور نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية، حيث تضمن اللقاء استعراض الإعدادات الجارية لاستضافة مصر للقمة العربية القادمة في شهر مارس المقبل، والتي ستشهد تَولي مصر الرئاسة الدورية للقمة العربية.
وأجرى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا بالرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، وذلك في إطار التواصل المستمر بين البلدين، حيث تم بحث سبل التعاون الإقليمي على مستوى القارة الإفريقية في شتى المجالات، خاصة دول حوض النيل، التي يمثل نهرالنيل رابطا أساسيا بينها، فيما يتعين العمل على تنميته وتحقيق الاستفادة القصوى منه بما فيه صالح شعوب دول الحوض جميعا،ووجه الرئيس السيسي الدعوة للرئيس الأغندي لزيارة مصر لإجراء المزيد من التشاور والتنسيق بهدف دفع التعاون بين البلدين في كل المجالات.
كما التقى الرئيس السيسي، جون أسلبورن، وزير خارجية لوكسمبورج، حيث استعرض معه تطورات الأوضاع التي شهدتها مصر على مدار السنوات الأربع الماضية، مشيراً إلى أن تلك التطورات عبرت عن إرادة شعبية حقيقية في التغيير واستعادة الهوية المصرية، ومنوهاً إلى أهمية النظر للتطورات التي شهدتها مصر من خلال منظور شامل يتضمن كافة أوضاع المنطقة، وهو الأمر الذي أعرب وزير خارجية لوكسمبورج عن تفهمه الكامل له.
وقد أشار وزير خارجية لوكسمبورج إلى خطة العمل الجديدة التي ستتم مناقشتها في إطار اتفاقية المشاركة المصرية الأوروبية، معرباً عن أمله في أن يتوصل الجانبان المصري والاوروبي إلى اتفاق بشأنها في النصف الثاني من العام الجاري الذي ستتولى فيه لوكسمبورج الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، ليبدأ فصل جديد من التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي.
وذكر وزير خارجية لوكسمبورج أن بلاده حريصة على المشاركة في المؤتمر الاقتصادي الذي ستنظمه مصر في شهر مارس المقبل، والذي سيمثل فرصة مناسبة للتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، في ضوء الآفاق الاقتصادية التي تتيحها المشروعات العملاقة التي تشهدها مصر حالياً.
[image:11center]
كما التقى الرئيس السيسي بالسيد/ تيمان هوبرت كوليبالي، وزير الدفاع بجمهورية مالي، حيث سلمه رسالة من نظيره المالي تضمنت الإعراب عن تطلع بلاده لدعم وتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر في مختلف المجالات، والتأكيد على دعم مالي الكامل لمصر في حربها ضد الإرهاب. وأضاف الوزير المالي أن بلاده تؤيد رد الفعل المصري على الجريمة النكراء التي استهدفت المواطنين المصريين في ليبيا، وتُقَدِّر أن هذا الرد الشرعي كان ضرورياً للدفاع عن أمن مصر القومي. وأشار الوزير المالي كذلك إلى أن بلاده تثمن الجهود والمساعدات المصرية المقدمة لها على كافة الأصعدة.
ولمواجهة مخاطر الارهاب اصدر الرئيس السيسي قرارا بقانون في شأن تنظيم قوائم الكيانات الارهابية والارهابيين، يتضمن تعريف الكيان الارهابي والشخص الارهابي ومصادر الاموال والتمويل وتجميد اموال الكيانات الارهابية والارهابيين.
وأصدر الرئيس السيسي قرارا بقانون بزيادة ضريبة المبيعات على السجائر المحلية والمستوردة بنسبة ٥٠ في المائة من سعر البيع للمستهلك بالاضافة إلى ٢٢٥ قرش للعبوة التي لا يزيد سعرها عن ١٠ جنيهات و٣٢٥ قرشا للعبوة التي يكون سعرها بين ١٠ و١٦ جنيها و٤٢٥ قرشا للعبوة التي يكون سعرها اكثر من ١٦ جنيه.