x

خطاب «نتنياهو» أمام الكونجرس الأمريكي الثلاثاء يهدد العلاقات بين البلدين (تقرير)

الخميس 26-02-2015 11:49 | كتب: أ.ف.ب |
تصوير : آخرون

يلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، خطابًا أمام الكونجرس الأمريكي من شأنه أن ينسف العلاقات الهشة أساسًا مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وأن يشكل تحديًا للروابط بين البلدين.

ومنذ وصول أوباما ونتنياهو إلى السلطة في 2009 والعلاقات بينهما متوترة بسبب الخلافات حول بناء المستوطنات وعملية السلام المتوقفة في الشرق الأوسط.

لكن نتنياهو سيلقي بدعوة من الجمهوريين خطابًا أمام الكونجرس الأمريكي، الثلاثاء، يطالب فيه بمعارضة سياسة يعتبرها البيت الأبيض أساسية للأمن الوطني الأمريكي.

وهدف نتنياهو بسيط، وهو نسف أي اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي، حتى لو أدى ذلك إلى تدمير العلاقات مع أوباما.

ويرى نتنياهو أن الاتفاق الذي بات في المراحل الأخيرة من المفاوضات سيجيز لإيران ضمنيًا أن تطور سلاحًا نوويًا بعد انتهائه بحلول عقد من الزمن.

وفيما يمكن أن تشكل إيران تهديدًا لأمن إسرائيل في حال حصولها على السلاح النووي أو أن يؤدي ذلك إلى انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، إلا أن نسف الاتفاق قد يشكل نكسة لرئيس أمريكي سيصبح رئيسًا سابقًا بعد عامين فقط.

وصرح نتنياهو قبل أن يغادر متوجهًا إلى واشنطن: «احترم البيت الأبيض والرئيس الأمريكي، لكن عندما يتعلق الأمر بمسائل جدية، من واجبي أن أقوم بكل ما يلزم لضمان أمن إسرائيل».

ويرى دبلوماسيون أن أوباما يمكن أن يتوصل إلى اتفاق وتطبيق القسم الأكبر منه من دون الكونجرس، إلا أن النواب الذين يريدون إبراز علاقاتهم مع إسرائيل قبل الانتخابات الرئاسية في 2016 يمكن أن يطرحوا عراقيل عدة.

إذ يمكن أن يؤدي رفضهم لرفع بعض العقوبات أو حتى فرض عقوبات جديدة، أن يحمل إيران على العدول عن توقيع اتفاق.

وإزاء ما يعتبر تدخلًا في الشؤون الداخلية الأمريكية من قبل نتانياهو، رد البيت الأبيض بقوة إلى حد زعزعة دعمه لنتانياهو المرشح في انتخابات 17 مارس المقبل.

واعتبرت مستشارة الأمن القومي الأمريكي، سوزان رايس، أن إلقاء نتنياهو خطابه أمام الكونجرس، دون الحصول على موافقة مسبقة من البيت الأبيض، سيترك «أثرًا مدمرًا» على العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية.

ورفض أوباما لقاء نتنياهو عندما يزور واشنطن، كما تعهد ديمقراطيون معتدلون بعدم حضور كلمته أمام الكونجرس.

ولن يكون جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي، أو وزير الخارجية، جون كيري، في البلاد خلال زيارة نتنياهو.

واعتبر آرون ديفيد ميلر، المستشار السابق لوزراء خارجية جمهوريين وديمقراطيين سابقين، إنهم «يحاولون توجيه رسالة لا لبس فيها قبل الانتخابات بأنه ليس مرشحهم».

وأضاف: «لا يمكنهم أن يقولوا ذلك وسينفون الأمر، لكن من الواضح أنهم يريدون أن يرحل».

ولم يتبين بعد ما إذا كان ذلك سيجعل نتنياهو يبدو في موقع معزول أو حازم في نظر الناخبين الإسرائيليين، إلا أنه يحافظ على مكانة قوية في استطلاعات الرأي.

وبما أن إعادة انتخاب نتنياهو تبدو مرجحة، فإن المجموعات المؤيدة لإسرائيل في واشنطن تريد أن تتفادي أن يتحول الخلاف بين أوباما ونتنياهو إلى شقاق استراتيجي بين البلدين.

وقال جيريمي بن عامي، رئيس ومؤسس مجموعة «جاي ستريت» للضغط (يسار)، «بالنظر من بعد، يتبين أن هناك تحالفًا استراتيجيًا حول الأهداف، بينما الخلاف هو بين الحزبين الحاكمين».

لكن وفي حال فوز نتنياهو في الانتخابات فإن بن عامي يتوقع أن يفكر في عمل عسكري أحادي الجانب ضد إيران حتى لو تم التوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي، مما يمكن أن يشكل تحديًا كبيرًا للعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

وصرح بن عامي بأن «نتنياهو يلعب بالنار من خلال تأجيجه الخلاف إلى هذا الحد».

وتابع أن «ذلك يمكن أن يضر على المدى الطويل بالإجماع بين الجمهوريين والديمقراطيين حول الدعم الأمريكي الأساسي وهذه مجازفة لا يريد القادة في إسرائيل أن يقوموا بها».

وأعلن عدد من أعضاء الكونجرس من الديمقراطيين أنهم لن يحضروا كلمة نتنياهو. وقال السيناتور تيم كاين: «القضية مجرد خطاب سياسي».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية