x

صفية مصطفى أمين غضب «وحيد حامد» مشروع! صفية مصطفى أمين الأربعاء 25-02-2015 21:21


«سبب حزنى أن قطاعاً كبيراً من الناس لا يقدر حجم الأخطار التى تحيط بوطنه تقديراً جيداً، كأن هذا البلد ليس بلدهم. هذا لا يمكن أن يكون حال الشعوب التى يحيط بها الخطر، يجب أن تنهض وتعمل وتلتزم بالقانون، ولا يكون شغلها الشاغل أن تعيش يومها فقط».

أؤيد بشدة الكلمات السابقة للكاتب الكبير وحيد حامد، وأضيف عليها أننا لكى تتحسن أحوالنا السيئة بعد ثورتين ليس أمامنا إلا أن نعمل ونخلص فى عملنا وننتج، ولكن هذا للأسف لم يحدث حتى هذه اللحظة، فالسائد فى مجتمعنا هو التكاسل واللامبالاة!

نحن لا نريد أن نعمل. كلنا يريد ترقيات وحوافز وعلاوات. نمضى نصف وقتنا فى التحدث عن مطالبنا ومتاعبنا والنصف الآخر فى التحدث عن أنفسنا. وإذا تصادف وطالبنا مدير العمل أو صاحبه بالعمل بجدية وإتقان، اتهمناه بأنه ينكد علينا الحياة!

بعض الموظفين يشعر بالإرهاق بعد 3 دقائق من العمل، حياة البطالة والكسل والخمول جعلتهم مثل «التنابلة»، فإذا الواحد منهم سافر إلى خارج مصر عمل عشرين ساعة فى اليوم! ما سبب الكسل هنا والنشاط هناك؟ السبب الأول أن مدير العمل فى الخارج يدير العمل بحزم وبلا استثناءات. من يعمل يبقَ ومن لا يعمل يُطرد. لا مجاملات ولا شفاعات ولا محسوبيات. مدير العمل يخاف على عمله، ويعرف أنه مسؤول عن كل من يعمل تحت رئاسته، ولا يستطيع أحد أن يتدخل فى عمله. كل المطلوب منه أن يعمل ويحقق النتائج المحددة له. أما هنا فالأقلية تتعب من كثرة العمل والأغلبية تتفرج وتتكلم وتعطل العمل. فقد الموظف حماسه، وأصبح يعمل بلا اهتمام. لا يريد أن يتحمل مسؤولية، ويخشى من إصدار قرار.

ننظر حولنا فنجد فى العالم بعض الدول الصغيرة التى كبرت فجأة، والتى اغتنت بعد فقر مدقع، والتى تحولت من كسل إلى عمل متواصل ومن خمول وخمود إلى نشاط وانطلاق. إذا درسنا كيف حدثت هذه المعجزة، وكيف تحول الفقراء إلى أغنياء.. فسوف نجد أن السر الوحيد هو الجدية فى العمل والحرص على إتقانه. فهم لم يعملوا بالسُّخرة ولم ينتجوا بالكرباج، لكنهم أنتجوا بذمة وضمير. نحن يجب أن نفعل ما فعلوه: نحول الأزمة إلى رخاء والضيق إلى انفراج، ونسدد ديوننا بإنتاجنا وعملنا وعرقنا، دون أن نستجدى المعونات.

معك كل الحق أن تغضب من تكاسل الشعب يا أستاذ وحيد، فمصر تستطيع أن تقوم من عثرتها.. إذا عمل كل فرد فيها، إذا اعتبر العمل ديناً يؤمن به.. وإذا شعر أن تفانيه فى العمل صلاة يؤديها لله!

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية