x

علي سالم سعادة سفير الهند علي سالم الثلاثاء 24-02-2015 21:48


قرأت ببالغ الأسى نبأ وفاة الصديقين الهنديين؛ السيدة الفاضلة سابيستا وزوجها بريجيش سريفاستفا، كما عرفت أنهما كانا قد أنشآ منظمة سوف تشرف على ممتلكاتهما بعد وفاتهما، وأن المستفيد الأوحد من ممتلكاتهما سيكون قردهما «تشونمون»، ولذلك حملت المنظمة اسم هذا القرد الظريف الذى تربطنى به صداقة قوية. السؤال الذى لم يجب عليه أحد هو: لماذا..؟ لماذا تجاهل المرحومان كل من يعرفان من الأهل والخلان وفضَّلا أن يتركا ثروتهما للقرد تشونمون؟ الإجابة التى توصلت إليها بعد نقاش طويل مع المرحومين هى أنهما قررا معاقبة أهل الزوج وأهل الزوجة بل كل من يعرفان من البشر، لسبب قوى للغاية؛ هو أنهم جميعاً كانوا متعصبين ورافضين لزواجهما ولقصة حبهما التى سبقت هذا الزواج، فقد كانا رحمهما الله ينتميان لديانتين مختلفتين.

لست أكتب لسعادتكم مطالباً بجزء من هذه الثروة كما قد يتبادر إلى ذهن سعادتك، بدعوى أننى أنتمى لهما بصلة قرابة، بل لأن علاقتى بهما وصداقتى بالقرد تشونمون تحتم علىّ أن أخدمه وأن أرعاه. وهنا أعترف للمرة الأولى بأننى أصدق النظرية التى تقول إن الإنسان أصله قرد. وهذا ما يفسر أننى فى طفولتى كنت أقفز على شجرة الجميز أمام بيتنا ثم أنتقل فى خفة وسرعة من فرع إلى فرع ومن غصن إلى غصن وكانت أمى تعنفنى قائلة: بطل شقاوة ياواد. إنت إيه.. إنت قرد؟

وعندما زرت المرحومين الكريمين فى ولاية «أوتار براديش» لفت نظرى أن ملامح العزيز تشونمون تشبه ملامحى تماماً. عندها أيقنت أننا ننحدر من أصول قرودية واحدة، وخاصة بعد أن لاحظت أنه تعلق بى ولم يفارقنى طوال زيارتى للهند، بل فوجئت أننى أناديه تشونمون يا خويا.. المدهش والغريب أنه كان يرد بلغة عربية واضحة: أؤمرنى يا أبوعلوة.

ما يعزز إحساسى بأننى أنحدر من أصول قرودية هو رغبتى القوية فى تقليد الآخرين. أنا أريد أن أقلد كل هؤلاء الكارهين للغرب والخائفين من مؤامراته علينا. والذين يؤمنون بالشىء ونقيضه فى نفس الوقت وبنفس الكيفية، غير أننى عجزت عن ذلك وهو العجز الذى سأتخلص منه قريباً. ولذلك أنا أطلب من سعادتك أن تنتقل مؤسسة «تشونمون ترست» إلى مصر، وأن أكون عضواً منتدباً فى مجلس إدارتها للعناية بقريبى العزيز. سأشترى له فيلا فى الساحل الشمالى ليقيم بها صيفاً، وأحجز له جناحاً فى فندق بشرم الشيخ شتاءً. سيتناول أفخم أنواع الطعام وأفخر أنواع الموز والفول السودانى.

أنا أؤكد لسعادتكم أن المؤسسة المخصصة لرعايته ستلقى كل مودة وترحيب من كل القرود المصريين، كما أنها من الممكن أن تساهم فى تعليم الناس كيف يتحولون إلى قرود. وبذلك يتخلصون من عبء المسؤولية الملقاة على عاتق البشر.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية