حمزة نمرة صار ضحية نظام كمعى- بالكاف- مضطهداً رغماً عن أنفه، انضم إلى «قائمة موليوود» على وزن «قائمة هوليوود»، وللأخيرة قصة محزنة ستُروى لاحقا، حمزة اسم مضاف إلى قائمة سوداء تُصنع فى الأقبية المسحورة، تحت عنوان مريب، ضحايا النظام الـ«كمعى».
خيبكم الله، تجيدون فن صناعة الضحايا، ويتكفل الفضائيون بتحويلهم إلى أبطال، صار اسم حمزة نمرة مرادفاً للنضال بالأغنية، وتم استخراج شهادة ميلاد ثورية، مغنى الثورة، فى ظل النظام الـ«كمعى» الذى يكمع الثوار.
العقول الغبية التى ابتلينا بها تصنع من الصلصال أبطالا وتنفخ فيها من روحها الخبيثة فتحلق فى الفضاء الإلكترونى بجناحات من نور تخلب العقول الفارغة، ما فعله ساذج سياسيا فى نقابة الموسيقيين مع حمزة نمرة فعل شاذ، وبغيض، يعيدنا قسراً إلى ذكر ما جرى فى هوليوود إبان شوطة المكارثية.
فى خمسينيات القرن الماضى، كانوا أمريكيا يطاردون المبدعين فى الطرقات، مكارثية مرعبة جسدها فيلم بديع «مساء طيباً وحظاً سعيدا»، مكارثية قصفت أعمار فنانين وكُتاب ومخرجين بتهمة الشيوعية، فقط لأنهم مروا يوماً بأصدقاء شيوعيين على العشاء، ما اعتبرته لجنة مكارثى آنذاك فعلاً شيوعياً بامتياز.
لا أعرف حمزة نمرة، ولم تطرق أذنى كلماته قبلا، لكنه يغنى للمظلومين، كلنا فى الظلم، فى الهم، سواء، من منا يشعر بالعدل ليستطيب الظلم، ما ذنب نمرة أن أغنياته التى كانت تذاع على قنوات التليفزيون الرسمى قبلا، تذاع الآن على قناة رابعة وأخواتها، هل تعاقد نمرة مثلا مع قناة «مكملين» للغناء للمظلومين، هل أعطى نمرة حق البث الحصرى لأغانيه لقناة «رابعة» أول؟ أغانى حمزة ليست من إنتاج وتوزيع شركة دار الفن الإخوانية.
حمزة نمرة مطرب يغنى على ليلاه، لا يغنى علينا ولا عليهم، اسمعه جيدا أو تجاهله تماماً، أنت حر، لكن أن تنسفه لشبهة أو مظنة إخوانية، قرار غبى منه فيه، هذا الذى أقدم عليه غبى باسم نقابة المهن الموسيقية، قرار فردى بغيض، لا يخدم نظاماً ولا يجامل رئيساً، بل يضع رؤوسنا جميعا فى الطين.
قرار يصنع من مطرب بطلا، يصنفه رغم أنفه مغنى التنظيم، ماذا يفعل حمزة وقد أصبح رغماً عن أنفه صوت المظلومين، وفى التفسير الأخير صوت الإخوان المجرمين.. نحن من دفعنا به دفعا إلى حفرة التنظيم، ثم نحاسبه على إثم لم يرتكبه، وذنب، لو كنت مكان حمزة (طالب نضال) لسألت النقابة ألا تغفره.. حصد شهرة السنين.
حسنا تبرأ النقيب مصطفى كامل من القرار، ولكن القرار صار فضيحة، من اتخذ هذا القرار لا هو مطرب ولا هو ملحن ولا فنان، هو من يجب شطبه وليس حمزة نمرة الذى لا أعرفه، ولم أسمعه جيدا، وهذا منى تقصير.