انطلقت فى مدينة برشلونة الإسبانية، الإثنين، فعاليات الملتقى الأول للإعلام المصرى والاتحاد من أجل المتوسط، الذى يضم فى عضويته ٤٣ دولة من ضفتى المتوسط، بعنوان «رؤية نحو المستقبل»، فى إطار الحرص على التعريف بأنشطة الأمانة العامة للاتحاد ودورها فى دعم جهود التنمية فى دول جنوب المتوسط، وخاصة مصر.
وافتتح فتح الله سجلماسى، أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط، أعمال الملتقى، الذى عقد بمبادرة من السفير إيهاب فهمى، المستشار السياسى لأمين عام الاتحاد، بحضور نخبة من رموز الإعلام المصرى وكبار مسؤولى الاتحاد، من بينهم ديلفين بوريونى، نائب الأمين العام للشؤون الاجتماعية، وناصر طهبوب، نائب الأمين العام لشؤون المياه والبيئة، وخوسيه بينتور، مستشار الأمين العام لقطاع الطاقة.
وشدد سجلماسى، فى كلمته أثناء الافتتاح، على ثقل مصر الإعلامى، وأهمية دور الإعلام فى رفع الوعى لدى الرأى العام المصرى والعربى، مشيراً إلى ثقل مصر كدولة مؤسسة للاتحاد وصاحبة دور فى تحقيق الترابط بين العالم العربى والاتحاد الأوروبى.
وأشار إلى التحديات الأمنية التى تواجه دول منطقة حوض المتوسط، وفى مقدمتها تحدى الإرهاب والعنف والتطرف، مؤكدا ضرورة العمل لمكافحة الإرهاب وزيادة التعاون بين الدول لمواجهة التحديات الأمنية.
وأوضح أن هناك أهمية قصوى للجوانب التنموية للعمل على المدى الطويل لمواجهة التحديات، مشيراً إلى أن هذا هو أساس عمل الاتحاد من أجل المتوسط.
وأضاف سجلماسى: نعمل فى إطار أولويات الحكومات، ومع كل المؤسسات المعنية، ومن المهم تعزيز التعاون الأوروبى، ومع جامعة الدول العربية، ودفع المبادرات الموجودة للمساهمة فى هذا التعاون.
وتابع: أولوياتنا تتجه نحو الشباب وخلق فرص العمل، فهذا هو أساس عمل الاتحاد من أجل المتوسط، وهذا اللقاء مع نخبة من الصحفيين والإعلاميين المصريين جاء فى الوقت المناسب، لأن العام الجارى يوافق الذكرى العشرين لانطلاق مسار برشلونة، كما أن هذا اللقاء يكتسب أهمية كبيرة لأن الاتحاد الأوروبى سيطلق هذا العام سياسة الجوار الجديدة.
وأشار إلى دعم الاتحاد الكامل لجهود الحكومة المصرية فى المسار التنموى ودفع عجلة الاقتصاد، مؤكداً أن الاتحاد ملتزم بدعم جهود جميع الحكومات العربية فى المسار التنموى، وكذلك الجهود المبذولة لتعزيز العلاقة بين الدول العربية والاتحاد الأوروبى لتحقيق مصالح الشعوب فى التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وأكد سجلماسى، أن القرارات فى الاتحاد تتخذ بالإجماع، مضيفا: «نحن نعمل على أساس إرادة الدول فى إطار استراتيجية عامة».
من جانبه، قال السفير إيهاب فهمى، المستشار السياسى لأمين عام الاتحاد، إن الأمانة العامة للاتحاد أدانت بشدة الأحداث الإرهابية التى شهدتها مصر، موضحاً أن الأمين العام بعث عددا من الرسائل لوزير الخارجية، سامح شكرى، كان آخرها عقب مقتل 21 مواطناً مصرياً فى ليبيا على يد الإرهاب، معرباً عن تعازيه وإدانته البالغة لمثل هذه الجرائم، وتضامنه مع مصر.
وأشار إلى ضرورة التحرك الجماعى والتعامل مع ظاهرة الإرهاب من خلال استراتيجية شاملة، مؤكداً أنه يثق فى قدرة السياسة والقيادة المصرية على دحر الإرهاب. وأوضح فهمى أن دور مصر فى الاتحاد من أجل المتوسط أساسى، كما أنها تستفيد من المشروعات التى يمولها الاتحاد، لافتا إلى أنه لا مجال للشروط السياسية فى دعم الاتحاد للمشروعات التنموية فى الدول الأعضاء.
وأضاف: «الاتحاد من أجل المتوسط قائم على فكرة إقامة شراكة حقيقية بين دول الشمال وجنوب المتوسط، والعلاقة بين الجانبين هى علاقة أنداد، ولا مجال لفرض طرف أى شروط على الطرف الآخر».
فى سياق متصل، عكست النقاشات التى جرت خلال الملتقى اهتمام الأمانة العامة للاتحاد بدعم جهود مصر فى النهوض باقتصادها الوطنى، فضلا عن إعلان مشاركة الأمين العام للاتحاد فى مؤتمر شرم الشيخ لدعم الاقتصاد المصرى.
من جهة أخرى، كشف مسؤولون فى الاتحاد من أجل المتوسط، عن زيارة مرتقبة لوفد من وزارة الكهرباء والطاقة فى مصر، لمقر الاتحاد ببرشلونة، لإجراء مشاورات حول المشروعات التى تعتزم الحكومة تنفيذها فى مجال الطاقة المتجددة، والتى يمكن للاتحاد تمويلها.