منذ الأسبوع الماضي يسود تركيا حالة حداد عام بعد مقتل فتاة حاولت مقاومة اغتصاب سائق حافلة لها، فيما اجتاحت اسطنبول مظاهرة لآلاف النساء والرجال أيضا الذين قرروا ارتداء التنانير احتجاجا على العنف ضد المرأة.
أوزكه جان أصلان، ابنة العشرين عاما، طالبة جامعية، تعرضت، يوم الأربعاء الماضي، أثناء عودتها من دراستها الجامعية إلى المنزل لمحاولة اغتصاب في حافلة، لكنها قتلت طعنا وهي تحاول الدفاع عن نفسها، ووجدت آثار ضربات بقضيب حديدي في رأسها.
وأعلنت الشرطة عثورها على جُثة الشابة «أصلان» محترقة في نهر بمدينة مرسين، جنوبي تركيا، يوم الجمعة الماضي، وأضافت أنها إعتقلت 3 أشخاص للإشتباه في صلتهم بالحادث، وهم سائق حافلة ووالده وصديق.
يأتي ذلك في خضم زيادة كبيرة في مستويات العنف ضد المرأة في تركيا، فوفقا لتقارير محلية نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية«بي بي سي»، ازدادت مستويات العنف ضد المرأة بواقع 1.400% خلال الفترة بين 2003 و2010.
وفي الوقت الذي تسعى فيه المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق المرأة في تركيا منذ سنوات إلى زيادة الوعي بشأن ارتفاع مستويات العنف ضد النساء خلال العقد الماضي، تربط العديد من النساء تزايد العنف ضد المرأة بسياسات أو خطاب الحزب الحاكم في تركيا ذي الجذور الإسلامية والذي يمسك بزمام السلطة في البلاد منذ عام 2002.
وقالت المحامية، هوليا جولبهار، التي تتولى الدفاع عن قضايا المرأة، إن مقتل الطالبة «أصلان» هو بمثابة القشة الأخيرة في أحداث العنف ضد المرأة. وأكدت: الحكومة دأبت على إطلاق تصريحات دعائية مثل «النساء والرجال مختلفون بطبيعتهم» أو «الأمومة هي دور مقدس للنساء»، ولذا فإننا نواجه عنفا سياسيا هنا، على حد قولها.
ففي أواخر نوفمبر الماضي، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوجان، إنه لا يمكن معاملة المرأة على أنها مساوية للرجل، مشيرا إلى أن هذا «يخالف الطبيعة». واتهم نشطاء الحركات النسوية برفض الأمومة وعدم فهم أهمية الأمومة في الإسلام.
وسعى أردوجان إلى سن قوانين للحد من الإجهاض، ونصح النساء بإنجاب 3 أطفال على الأقل. فيما قال نائب رئيس الوزراء التركي، بولنت أرينج، العام الماضي إنه لا يجب على النساء الضحك بصوت عال في الأماكن العامة. أما وزير الصحة، محمد مؤذن أوغلو، فقال الشهر الماضي إن «أفضل مهنة للنساء هي الأمومة».
ملابسات مقتل «أصلان» أثار حملة من التعاطف على المستوى الشعبي في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا. وظهر اسم «أصلان» في أكثر من 4 ملايين تعليق على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». وبدأت النساء التحدث عن تجاربهن القاسية من الانتهاك الجنسي والتحرش تحت هاشتاج #sendeanlat ويعني «تحدثي عن تجربتك». وقالت العديد من النساء في قرارة أنفسهن «ربما قد كنت مكانها»، فيما كان لسان حال العديد من الرجال «ربما كانت (أصلان) ابنتي، أو زوجتي أو صديقتي».