x

مكاوي سعيد ليعش عمر جابر.. وليمت أنصار السبوبة مكاوي سعيد الإثنين 23-02-2015 21:21


أحببت كرة القدم كأغلب أبناء جيلى الذين جذبهم التليفزيون وصوت محمد لطيف لعشق هذه اللعبة، وصرت من محبى نادى الزمالك، وكنت أتابع مباريات النادى داخل وخارج القاهرة رغم المخاطر المتمثلة فى ركوب قطارات عتيقة درجة ثالثة والذهاب إلى بلاد لم أزرها من قبل مع جماهير النادى، وأذكر يومًا كان مناخه صقيعا خرجت فيه من المدرسة تجاه استاد القاهرة لمشاهدة مباراة مهمة للنادى، وبدأ هطول المطر وسرعان ما تحول الانهمار إلى سيول؛ لدرجة أن الباصات المخصصة لخدمة المباراة لازمت مكانها ووقفت فى صفوف حتى باب الاستاد، وتفاديا لهذه السيول دخلنا هذه الباصات الواقفة بالتتابع حتى البوابة، واقترب موعد بدء المبارة وكنا بضع مئات من المتفرجين متناثرين فى جنبات الاستاد نبدو كحب الشباب فى وجه مراهق، ثم دخل الحكم ومساعد,ه مغلفين بالبلاستيك وصفّر لإلغاء المباراة، وغضبت قليلا ثم ابتسمت عندما قال أحدهم إن من حضر فى مثل هذا الطقس هو من الجمهور المخلص وليس من جماهير التليفزيون.

وكنت شاهدًا على المأساة التى شهدها ملعب نادى الزمالك قبل مباراته الودية مع فريق «دوكلا براغ» التشيكى التى حدثت فى 17 فبراير عام 1974 والتى اعتبرت أيامها واحدة من أسوأ الحوادث الكروية على مستوى العالم، والتى تسببت فى مصرع 48 مشجعا من جماهير نادى الزمالك، نتيجة لاحتشاد 80 ألف متفرج فى مدرجات لا تستوعب أكثر من 24 ألف متفرج - حسب السعة الرسمية- وتسبب هذا التكدس فى انهيار السور الحديدى المحيط بأرض الملعب وجزء من مدرجات الدرجة الثالثة التى كنت جالسا فيها، وقد رأيت عشرات القتلى والمصابين ونجوت بأعجوبة، وظللت لفترة طويلة أثناء دروس المدرسة تهاجمنى هذه المشاهد القاسية.

وقد داهمتنى هذه الكوابيس فى موقعة 1 فبراير 2011 الشهيرة بكارثة استاد بورسعيد التى راح ضحيتها 72 مشجعًا من النادى الأهلى، وكذلك عقب مأساة استاد الدفاع الجوى الأخيرة التى قطفت عمر 19 زهرة، وما ضايقنى حقيقة أن بعضنا يتركون الأسباب الحقيقية ويتشعلقون بالمبررات الخائبة، وقد تأذيت من توجيه السهام نحو صدر اللاعب الخلوق عمر جابر الذى قادته فطرته لعدم لعب المباراة تضامنا مع الجماهير المحبة التى تم التعامل معها بعنف شديد وألقى عليها الغاز الذى وصل إلى داخل باص اللاعبين، ويقينا هو وزملاؤه والجماهير بداخل الاستاد لم يعلموا أن هناك قتلى بالخارج؛ وأعتقد أنه قرر ألا يعلب بسبب المعاملة القاسية لجمهوره، لكن أنصار السبوبة جعلوه شماعة حتى يمر الموضوع ببساطة ويكتمل الدورى ويعودوا إلى مصالحهم، والإدارة لا تزال تتخبط فى عقوبته بداية من الشطب ثم البيع إلى نقله للأشبال وقد يعيدونه إلى بطن أمه! وبعض رفاقه «نفسنوا» على ظهوره كبطل فقلدوا النكتة الشهيرة «اثنان تاها فى الصحراء وكادا يموتان من الجوع، ثم وجدا المصباح واستدعيا الجنى الذى أخبرهما بأنه سيحقق لكل واحد أمنيتين. طلب الأول الطعام ثم أن يشوف أمه، وطلب التانى المنفسن الطعام ثم أشار تجاه صاحبه وقال للجنى: مش عايزه يشوف أمه!»

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية