x

محمد عمارة ومجلة «الأزهر».. هل بدأ الحصار (تقرير)

الإثنين 23-02-2015 14:47 | كتب: رضا غُنيم |
محمد عمارة محمد عمارة تصوير : آخرون

رفعت مجلة «الأزهر»، في عددها الأخير، اسم الدكتور محمد عمارة، من رئاسة التحرير، واكتفت بوضع مجلس التحرير المُكون من 3 أشخاص، بينهم «عمارة»، وذلك بعد الضغوط الإعلامية الكبيرة التي تعرضت لها «المشيخة».

في يونيو 2011، كلف الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، المفكر الإسلامي محمد عمارة، برئاسة تحرير مجلة «الأزهر».

«شرفت بتولي رئاسة تحرير هذه المجلة في هذا الوقت العصيب من تاريخ الأمة، وسأسعى لاستكتاب كتاب جدد وفتح آفاق جديدة، وسأعمل جاهدًا لأن تكون مجلة الأزهر منبرًا للفكر الوسطي المعتدل»، هكذا قال «عمارة» في أول تصريح له عقب توليه رئاسة تحرير المجلة.

خبر تولي «عمارة» رئاسة تحرير المجلة الناطقة باسم الأزهر، لم يقف عنده أحد، سواء في الصحف أو الفضائيات، فقط كان الخبر مقلقًا للأقباط، حيث إن «عمارة» هو أكثر الشخصيات الإسلامية هجومًا عليهم، بل أصدر كتاب «تقرير علمي» جرى توزيعه مع مجلة «الأزهر» في 2009، اعتبرته الكنيسة المصرية «إساءة للمسيحية»، إذ وصف «عمارة» الكتاب المُقدس بأنه «محرف»، وأن المسيحيين «مشركون»، ما دفع «الأزهر» إلى سحب الكتاب.

الرجل الذي انتقل من «الماركسية» إلى صفوف الحركة الإسلامية، حوّل مجلة «الأزهر» إلى منبر خاص بأفكاره، وليس أفكار «الأزهر»، وواصل هجومه على الأقباط من خلال مقالاته، أبرزها المقال الافتتاحي للمجلة في عددها الأخير من أغسطس 2014، بعنوان «مستقبلنا: تضامن وتكامل أم تشرذم وتفتيت؟»، قال فيه إن قطاعات من الأقباط المصريين ساعدوا الحملة الفرنسية، وحاربو مع الجيش الفرنسي ضد المصريين، تحت قيادة القائد الفرنسي ديزيه، وأثار المقال غضبًا في الأوساط القبطية.

كما كان للشيعة نصيبًا أيضًا من هجوم «عمارة»، ففي أكتوبر 2012 أعادت «الأزهر» نشر كتاب «الخطوط العريضة لدين الشيعة»، من تأليف الكاتب الراحل محب الدين الخطيب، وفي مقدمة الكتاب يقول «عمارة»، إن «الشيعة ليست مذهبًا أو طائفة وإنما دين، تحالف أصحابه مع الصليبيين وهولاكو والإمبريالية الأمريكية والمسيحية الصهيونية ضد المسلمين».

«عمارة» خالف بذلك منهج «الأزهر» الذي سمح بتدريس «المذهب الجعفري» لطلاب جامعة الأزهر، باعتباره منهجًا إسلاميًا، ومذهبًا من المذاهب الإسلامية الصحيحة.

ثار المصريون في 30 يونيو ضد الرئيس الإخواني محمد مرسي، ونجحوا في عزله، بينما ظل «عمارة» قابعًا على رأس مجلة «الأزهر»، ليصف ما حدث بأنه «انقلاب عسكري»، وهو بذلك يُخالف الموقف الرسمي للأزهر.

قال «عمارة» في بيان يوم 13 يوليو 2013: «بيان القوات المسلحة في 3 يوليو هو انقلاب عسكري على التحول الديمقراطي، الذي فتحت أبوابه ثورة 25 يناير»، مشيرًا إلى أن عزل محمد مرسي، باطل شرعًا وقانونًا، على حد قوله.

وأضاف «عمارة»: «الانقلاب العسكري يعيد عقارب الساعة في مصر إلى ما قبل ستين عامًا، ويضر بالقوات المسلحة؛ لأنه سيشغلها عن مهامها الأساسية في الدفاع عن حماية الوطن».

تعرض محمد عمارة لهجوم كبير من قبل وسائل الإعلام، وكتب الدكتور خالد منتصر، أكثر من مقال في صحيفة «الوطن»، يطالب شيخ الأزهر، بإقالته، أبرزهم مقال تحت عنوان «لماذا تُصر يا شيخ الأزهر على د. محمد عمارة؟».

الإعلامي إبراهيم عيسى كان هو الآخر أحد أبرز المهاجمين لـ«عمارة»، إذ اتهمه بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين.

وأضاف: «المفروض رئيس تحرير مجلة الأزهر هو المعبر عن أفكار الأزهر، والمُنظر، المجلة المفروض اللي تكون الجسر للثقافة الإسلامية الوسطية، لكن اللي اختاره شيخ الأزهر، واحد بيقول إن 30 يونيو انقلاب، رأيه زي رأي الإخوان الإرهابيين».

ضغوط كبيرة تعرض لها «الطيب» بسبب بقاء «عمارة» على رأس مجلة «الأزهر»، ويبدو أنه استجاب لها، حيث فوجئ قراء المجلة الأسبوع الماضي، برفع اسم محمد عمارة من رئاسة التحرير، وكتابة مجلس تحرير مكون من الدكتور محمود حمدي زقزوق، ومحمد عمارة، وعبدالفتاح العواري، وهو ما يُعني تحجيم دور «عمارة» في المجلة التي وصفت في نفس العدد جماعة الإخوان، وتنظيم «داعش»، وكتائب عز الدين القسام بـ«الفجرة الخارجين عن الإسلام».

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يُحاصر فيها «عمارة»، فمنذ 30 يونيو، مُنع من كتابة عموده الأسبوعي «في ظلال الإسلام» بمجلة «أكتوبر»، ومقاله الأسبوعي في «الأهرام»، كما امتنعت صحيفة «الأخبار» عن نشر «يوميات الجمعة» التي كان يكتبها، ومقاله «هذا إسلامنا» في صحيفة «القاهرة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية