x

ياسر أيوب الذى ربحته مصر بخسارة الأهلى ياسر أيوب الأحد 22-02-2015 20:54


كنت أتمنى فوز الأهلى بالسوبر.. وظننت أنه سيفوز على وفاق سطيف الجزائرى بعدما أحرز عماد متعب هدف التعادل للأهلى فى الدقيقة الأخيرة قبل النهاية.. وكنت إذا فاز الأهلى بضربات الجزاء سأكتب مثل كثيرين غيرى أشكر لاعبى الأهلى ومسؤوليه، فنياً وإدارياً، على أنهم جاءوا ببعض الفرحة للمصريين فى مواسم الحزن والخوف والدم والغضب.. وكنت سأؤكد أيضا مثل غيرى أن قدر كرة القدم معنا أن تكون أحيانا فرحة حقيقية تأتينا وقت حاجتنا للفرحة..

لكننى توقفت فجأة وسؤال يطرح نفسه أمامى بإلحاح: هل مصلحة مصر كانت تقتضى أن يفوز الأهلى أم يخسر؟.. ووجدت تدريجيا أن خسارة الأهلى بطولة السوبر الأفريقى كانت الأفضل والأسلم أيضا.. ولا أقول ذلك بعاطفة كروية أو بمنطق المشجع الأهلاوى أو الزملكاوى الذى حين يخسر فريقه يضع يده فى جيبه متعالياً على الخسارة، ومؤكداً أن ناديه أكبر من هذه البطولة ولم يكن يحتاجها.. إنما ما أقوله برؤية مواطن مصرى يعرف جيدا أن الأهلى كان يحتاج لهذه البطولة وكان يريدها وكان أيضا يستحقها بعد عرض جميل لم يسمح لكل عشاق الأهلى بأى إحساس بالمرارة أو الخجل.. وأن جمهور الأهلى هناك كان ملتزماً ووفياً تماما مثل الجمهور الجزائرى، وانتهت المباراة دون أى خسائر سياسية وإعلامية.. لكن مصر نفسها لم تكن تحتاج لهذه البطولة..

تخيلوا الأهلى يعود إلى القاهرة ومعه كأس السوبر.. فتكون مظاهرات الفرحة الصاخبة والزاعقة والرايات الحمراء ترتفع عاليا.. وكأن مصر قد قررت أخيرا نسيان وجعها على من ماتوا مؤخرا فى سيناء أو تم ذبحهم فى ليبيا.. كأن مصر ليست فى حالة حرب حقيقية ضد أعداء كثيرين لا يريدون لها سلاما واستقرارا ونجاحا.. وحتى لو لم تكن هناك أى مظاهرات للفرحة المغالى فيها.. كان مجرد الفوز بالسوبر الأفريقى سيغلق ملفات كثيرة، ويغلق أيضا جروحا قبل تطهيرها وتنظيفها.. فالفرحة بالبطولة والانتصار لم يكن ليسمح لأحد بالتساؤل عن مصير التحقيقات الجنائية، التى من المفترض أن تستمر وتكتمل لنعرف مَن الذى حاول حرق استاد القاهرة ولماذا، وهل سيبقى هذا الحريق فى أرشيف ذكرياتنا المؤلمة مثل حريق اتحاد الكرة ومشروع الهدف..

كما كان انتصار الأهلى أيضا سيشغلنا عن داعش وشبابنا والمسكوت عنه فى هذه العلاقة التى فضحها اكتشاف انضمام حكم كرة القدم الشاب محمود الغندور إلى تنظيم داعش وسفره مؤخرا إلى العراق.. ولم نكن سننتبه بالشكل الكافى واللازم لمأساة ولع أطفالنا الصغار بأفلام داعش، واكتشاف لعبة جديدة بدأ يلعبها الصغار فى مصر حاليا، تتمثل فى قيام مجموعة من الأطفال بتقسيم أنفسهم لفريق داعش يرتدون الأقنعة ويحملون الأسلحة، وفريق ثان يمثل الضحايا الراكعين على الأرض استسلاماً للموت.. ويؤسفنى أن يسمع الناس أو يروا ذلك وهم يضحكون، مع أنه أمر مزعج ومقلق جدا.. تماما مثل تعليقات الشباب المعجبة أو المتعاطفة مع محمود الغندور دون أن نهتم أو ننتبه لكل ما يعنيه ذلك، حيث لا نتوقف ونبدأ فى البحث عن حلول إلا غالباً فى الوقت الضائع.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية