x

يحيى الجمل المخطط الأمريكى الإسرائيلى فى المنطقة يحيى الجمل الأحد 22-02-2015 20:54


وقد يكون الأدق بدل أن نقول المخطط الأمريكى الإسرائيلى أن نقول المخطط الإسرائيلى الأمريكى لأن الواقع أن صاحب المصلحة الأساسية فى هذا المخطط هو إسرائيل، التى تعمل لها كل مؤسسات الولايات المتحدة الأمريكية الحساب الأكبر. وقد يكون من الأدق أيضاً أن نقول بدلاً من «فى المنطقة» أن نقول فى مصر ذلك إن المنطقة لم يبق فيها إلا شعب مصر وجيش مصر، أما بقية دول المنطقة المحيطة بمصر فقد تم تخريبها وتدميرها، حتى إن بعضها لا يمكن إطلاق وصف الدولة عليه.

إن الأوضاع فى العراق لا تخفى على أحد، العراق الذى كان يعتبر البوابة الشرقية للأمة العربية فى مواجهة إيران أصبح ملعباً للسياسة الإيرانية تمرح وترتع بغير حساب. والأحوال فى سوريا لا تفترق كثيراً عن العراق، ذلك أن ما يقال له تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» والذى يتزعم الإرهاب فى المنطقة فى الفترة الأخيرة ويشن هجومه فى كل اتجاه ويذبح الآمنين الأبرياء ويروّع الجماهير المسالمة – هذا هو التنظيم الإرهابى الذى لا صلة له بالإسلام ولا بأى دين من الأديان ولا بأى معيار أخلاقى أو إنسانى امتدت أذرعه من شرق مصر إلى غربها، بحيث أن ليبيا أصبحت هى الموقع الخصب لهذا التنظيم الرهيب واللاإنسانى والذى ارتكب جريمة بشعة فى حق عدد من المواطنين المصريين الأبرياء المسالمين الذى ذهبوا إلى ليبيا للبحث عن لقمة عيش شريفة وللمساهمة فى تعمير هذا البلد الذى خربّته ديكتاتورية معمر القذافى ثم صواريخ وقنابل حلف الناتو وقد تكاتف الاثنان – ديكتاتورية معمر وصواريخ الناتو - على تدمير هذا البلد بحيث أصبح وصف الدولة غير قائم فيه ذلك لأن الإقليم الليبى أصبح أقاليم متعددة، والسلطة الليبية أصبحت سلطات متعددة أيضاً.

هذا هو الحال فى شرق مصر وفى غربها.

كيف وصل الحال إلى هذا المدى؟.

وكيف يمكن أن نواجه هذا الذى وصلنا إليه؟.

هذان هما السؤالان الجوهريان بالنسبة إلى بلدنا: مصر الحبيبة التى تتحمل كل هذا الذى تتحمله ولكنها لا تستطيع أن تتنكر فى يوم من الأيام لانتمائها العربى.

أما عن السؤال الأول وهو كيف وصل الحال إلى هذا المدى؟

ذلك أننا منذ عدة عقود نسينا أننا ننتمى إلى أمة واحدة اسمها الأمة العربية ونسينا أننا أنشأنا منظمة إقليمية – سبقت فى نشأتها الأمم المتحدة نفسها – اسمها الجامعة العربية وأننا أبرمنا فى إطار هذه الجامعة معاهدة اسمها معاهدة الدفاع المشترك، كل هذه المعطيات نسيناها أو تناسيناها إلى أن أصبح حالنا هو هذا الحال.

والذى يتابع ما يجرى على أرض فلسطين المحتلة كل يوم يدرك مدى الهوان الذى وصل إليه الشعب العربى فى فلسطين ومدى الغطرسة والجبروت الصهيونى.

هذا هو ما وصلت إليه أحوال هذه الأمة التى كانت فى يوم من الأيام ملء الدنيا وصانعة التاريخ.

أما السؤال الثانى وهو كيف نواجه هذا الذى وصلنا إليه؟

إن مصر الحبيبة صامدة وجيشها وأمنها وأزهرها وكنيستها، كلهم جميعا يضعونها فى أعينهم ولكن هذا وحده لا يكفى فى مواجهة ما يحاك لمصر من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل بمساعدة تركيا وقطر.

على مصر أن تحاول بعث الحياة فى أمتها العربية. ومنذ جاءت القيادة المصرية الحالية بعد ثورة الثلاثين من يونيو وأزالت الحكم الفاشى الذى ينتمى إلى الأصول الداعشية أو الإخوانية على حد سواء وهى تحاول جهدها من أجل بعث الحياة فى الجسد العربى.

أنا واحد من الذين يعتقدون أن الأمة العربية أمة حضارية بمعنى أنها قادرة على المقاومة وقادرة على البقاء وأعتقد أن تصرفات القيادة المصرية فى مواجهة العدوان الدنىء الذى ارتكبته العصابات التى انطلقت من أرض ليبيا التى لا حول لها ولا قوة، هذه العصابات قد تكون داعشية بسند أمريكى ومال قطرى وتعاون تركى – هذه العصابات لا تجرؤ أن تتحرك على هذا النحو وأن ترتكب ما ارتكبته لولا هذا الدعم وهذه المساندة الإسرائيلية الأمريكية.

يا جيش مصر الباسل ويا قيادة مصر المخلصة ويا شعب مصر العظيم كونوا على قلب رجل واحد. «ولينصرن الله من ينصره إن الله قوى عزيز».

والله هو المستعان.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية