بجوار إحدى جنبات الصالة الثانية بمبنى ركاب 1 بمطار القاهرة الدولى القديم، جلس عبدالقادر أحمد، أحد الصيادين العائدين من ليبيا، فوق ما تبقى له من ملابس وأشياء جمعها على عجل فور أن علم بموعد ترحيله من ليبيا، حيث أفرجت عنهم السلطات هناك عقب احتجازهم داخل مركبهم الذي يحمل اسم «أبوندى، وجنى» طوال 45 يوما، ووجهت لهم خلالها اتهامات بأنهم «اقتحموا المياه الإقليمية لدولة ليبيا من أجل سرقة الأسماك».
عبر مطار جربا التونسى تمكن 7 صيادين من أصل 21 صيادا مصريا، تم احتجازهم في ليبيا، ينتمى 6 منهم لقرية برج مغيزل بمركز مطوبس، بمحافظة كفرالشيخ، من العودة عن طريق طائرة الشركة الوطنية للطيران، في أولى الرحلات الجوية لعودة المصريين من ليبيا، بعد تنسيق الخارجية المصرية مع السلطات الليبية التي قامت بتسليم الصيادين المصريين إلى تونس، ومنها إلى مصر.
«إحنا طلعنا من مصر يوم 29 أكتوبر، وبعد ما عدينا المياه الإقليمية المصرية، فوجئنا بزوارق حربية ليبية جاية من ناحية تونس، وضربت علينا نار أول ما قربت، وإحنا فضلنا ماشيين في البداية، وبعد اشتداد الضرب قمت بالمغامرة والجرى ناحية الكابينة لإيقاف المركب، وأنا في الطريق خدت طلقة في كتفى، وكملت لحد ما وقفت المركب، وتم القبض علينا واحتجازنا داخلها»، يقول عبدالقادر، أحد الصيادين العائدين من ليبيا، أثناء انتظاره مع 7 من زملائه للانتهاء من إجراءات التسجيل في مطار القاهرة: «طوال الـ45 يوم فضلنا متكتفين، ومحطوطين في المركب بتاعنا أمام ميناء (زوارة)، وطبعا كان فيه بهدلة وقلة قيمة».
على بعد أمتار، جلس أسامة جوهر محمد، أحد العائدين، بجوار زملائه الذين انتابتهم حاله قلق على الـ14 صيادا الذين ظلوا في ليبيا، والذين ينتمون لقرى مغيزل، والسكرى، والجزيرة الخضراء، التابعة لمركز مطوبس، بمحافظة كفرالشيخ، والمختطفين على أيدى جماعة «فجر ليبيا» بمدينة مصراتة الليبية. يقول «أسامة»: «بعد فترات الاحتجاز داخل المركب، المسلحين خدونا وودونا على سجن مصراتة، وبعد كده طلعونا على النيابة عشان تحقق معانا، وبعدها رجعنا لسجن في طرابلس، وفضلنا هناك 15 يوم، وانتقلنا لكذا سجن تانى لغاية ما سلمونا لبتوع الهجرة غير الشرعية، وهناك هما وصلونا لتونس».
يضيف محمد صبحى، أحد العائدين، في محاولة منه لتبرير القيام بعملية اقتحام المياه الإقليمية للدول المجاورة، والعمل في رحلة صيد وسرقة السمك، والتى تستمر لنحو 20 يوما على الأقل بشكل دورى: «الصيد بالطريقة دى هو مصدر رزقنا الوحيد، وإحنا عارفين إننا مخالفين، بس مفيش فرصة شغل تانية لقيناها ومشتغلنهاش، وفى كل الظروف المفروض الدولة تقف معانا، ومينفعش دور الدولة يقتصر على استقبال أهالينا والحديث معاهم، وإحنا بنكون مرميين في ليبيا».
«إحنا اتبهدلنا في ليبيا في كل السجون اللى عدينا عليها، وكانوا بيشتمونا، وبيشتموا مصر»، هكذا يقول أحد الصيادين العائدين.