قال الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، إن مصر تعمل حاليًا على إعادة تقييم الوضع الفعلي لمبادرة دول حوض النيل، وإعادة النظر في القضايا العالقة، من أجل سرعة التوصل إلى حل عاجل لها حتى تعود الأمور إلى نصابها الطبيعى.
وأشار «مغازي» خلال الكلمة التي ألقاها، السبت، أمام المؤتمر الاستثنائي لمبادرة دول حوض النيل، الذي تحضره مصر لأول مرة منذ 5 سنوات، بدعوة من السودان، إلى ضرورة التعاون بين دول الحوض لحل المسائل الخلافية العالقة وتحقيق الشراكة من أجل التنمية.
وأضاف «مغازي» أن «مصر مستمرة في التعاون الثنائي مع كل دول حوض النيل وتقديم خبراتها وكل أوجه الدعم والمساعدة، وأنها سوف تستمر في ذلك، كما تسعى في الوقت نفسه إلى تقريب وجهات النظر وحل الخلافات العالقة عبر القنوات والآليات الفنية والدبلوماسية»، موضحًا أن مصر تعمل حاليًا على تقييم الوضع الفعلي لمبادرة دول حوض النيل وإعادة النظر في القضايا العالقة من أجل سرعة التوصل إلى حل عاجل لها، حتى تعود الأمور إلى نصابها الطبيعي».
وأعرب «مغازي» عن تطلعه إلى حكمة دول الحوض ونواياها الطيبة من أجل إعطاء الأولوية للتفكير في وضع الحلول الممكنة لمواجهة التحديات القائمة، وحسم هذه الخلافات، وتبديد الشواغل المصرية، مضيفًا أن مصر وافقت على حضور هذا الاجتماع الاستثنائي من أجل طرح رؤيتها للوصول إلى تفاهمات مشتركة بين دول الحوض جميعًا دون استثناء حول النقاط الخلافية في الاتفاقية الإطارية (عنتيبى)، نافيًا اتجاه مصر للتوقيع على عنتيبى بصورتها الحالية.
كما أكد أن القاهرة تسعى من خلال رؤيتها الجديدة لإثبات حسن النية في التقارب مع الأشقاء الأفارقة، لما فيه تحقيق التنمية والمصالح المشتركة لجميع شعوب المنطقة دون إلحاق الضرر بأي طرف، وإزالة أسباب التوتر وتقريب وجهات النظر بشأن الخلافات العالقة في اتفاقية «عنتيبى»، والتى أدت إلى رفض مصر التوقيع على الاتفاقية وتجميد أنشطتها في مشروعات مبادرة حوض النيل، كما تسعى القاهرة أيضًا للتأكيد على الحقوق التاريخية للشعب المصري في مياه النيل.
كان وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني، معتز موسي، قد افتتح، السبت، أعمال المؤتمر الاستثنائي لدول مبادرة حوض النيل، وكشف عن أهمية تحويل رؤية دول حوض النيل من اقتسام المياه إلى اقتسام منافعها، ونقل دول الحوض من التفكير الكمي ونسبة الحصص إلى التفكير في الانتفاع معًا من مورد النيل (المياه)، مؤكدًا أن ذلك الاتجاه كان «فاتحة خير» نحو التفكير الإيجابي تجاه مورد الحوض وتطويره، ما أحدث نقلة كبيرة.
ووصف «موسى» دول حوض النيل بأنهم «كالأسرة الواحدة عكس ما كانوا في الماضي جراء الاختلافات السابقة حول حصص وأنصبة المياه».
وأعلن أن دول الحوض ستحتفل، الأحد، باليوم التاريخي لميلاد مبادرة حوض النيل التي تم الاتفاق عليها في 22 من فبراير 1999، بمشاركة «مصر، السودان، جنوب السودان، أثيوبيا، أوغندا، كينيا، رواندا، بورندي، الكونغو، تنزانيا، وإريتريا كمراقب»، لنشر الوعي بضرورة التعاون داخل دول الحوض وتوعية البرلمانات والشعوب وشركاء التنمية والحكومات والمجتمعات بضرورة العناية بالمورد المهم (النيل) في حياة الشعوب وتنميتها.