x

ياسر أيوب بنكيران ومحلب وكرة القدم ياسر أيوب الخميس 19-02-2015 21:16


احترمت جداً موقف عبدالإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية، الذى لم يهتز ولم يرتعش وهو يتلقى العقوبات التى فرضها الاتحاد الأفريقى لكرة القدم على المغرب بعد اعتذاره عن عدم استضافة وتنظيم بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة.. المغرب قدم اعتذاره خوفاً من وباء الإيبولا فقرر الاتحاد الأفريقى نقل البطولة إلى غينيا الاستوائية، وأقيمت هناك بالفعل وفازت بها كوت ديفوار.. ثم اجتمع الاتحاد الأفريقى وقرر حرمان المغرب من المشاركة فى بطولتى الأمم المقبلتين مع غرامة مالية تزيد على التسعة ملايين دولار.. ووفقاً للثقافة الكروية العربية شديدة الانبطاح، حيث ترتعد المفاصل وتتهدل الأكتاف أمام أى اسم أو كيان قارى أو دولى.. كان من المفترض أن يبادر رئيس الحكومة المغربية بتقديم الاعتذار لعيسى حياتو، رئيس الاتحاد الأفريقى.. لكن بنكيران لم يقم بأى من ذلك، وإنما قرر اللجوء للمحكمة الرياضية الدولية رافضاً قرار الاتحاد الأفريقى، واصفاً إياه بالقرار الظالم.. وأن المغرب لن يستجدى أحدا ولن يتسول حقوقا له أو رفعا لمظالم ألحقها به البعض.. قالها بنكيران بمنتهى الثقة والتحدى والكبرياء أيضا.. وكان الأجمل أن فوزى لقجع، رئيس الاتحاد المغربى لكرة القدم، ذهب إلى رئيس الحكومة المغربية فى مكتبه ليؤكد له تضامن الاتحاد مع الحكومة فى قرارها وموقفها ورفضها.. لم يجر رئيس الاتحاد المغربى للفيفا مثلا صارخاً بأن قرار رئيس الحكومة هو تدخل حكومى مرفوض.. ولم يتسلم بنكيران خطابا حقيقيا أو ملفقا من الفيفا يطالب الحكومة المغربية بالاستسلام لعقوبات الاتحاد الأفريقى والرضوخ لقراراته.. مثل ذلك الخطاب الذى قالوا إن بلاتر رئيس الفيفا أرسله لمصر يطلب فيه أو يأمر باستئناف مسابقة الدورى من أجل مصلحة مصر والكرة المصرية.. وكأن القرار لا تملكه الحكومة المصرية وحدها ووفق ظروفها وحساباتها إنما هو قرار الفيفا، والذى مفترض أن إبراهيم محلب، رئيس الحكومة المصرية، ما إن يرى أى ورقة عليها شعار الفيفا حتى يستسلم ويأمر باستئناف الدورى فوراً خوفاً من غضب السيد بلاتر الذى ربما لا يعلم شيئاً عن هذا الخطاب أصلاً.. أيضا لابد من تحية رئيس الاتحاد المغربى لكرة القدم الذى تضامن مع رئيس حكومته فى قضية تخص المغرب خارج حدوده..

ثم فوجئ رئيس الحكومة بكل هؤلاء الذين كانوا بالأمس ضده يقفون جميعهم معه اليوم وهو يواجه الاتحاد الأفريقى.. فهناك أحيانا الأهم والأبقى من أى مكاسب خاصة ومصالح شخصية.. وهو درس بسيط أتمنى أن يتعلمه ويستوعبه كثيرون جدا فى مصر.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية