أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن المسلمين صُدموا من الحادث الإرهابي الذي تعرضت له مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة، مضيفا في مقال نشرته صحيفة «Cyprus Mail» القبرصية، الخميس، أنه انتهاك كامل للتعاليم والأعراف الإسلامية.
وشدد المفتي على أن الله سبحانه وتعالى أكد قدسية الحياة كمبدأ عالمي، واعتبر الإسلام القتل جريمة كبيرة يعاقب الله مرتكبها في الدنيا والآخرة، مشيرا إلى أن النبي (ص)، هو منارة الرحمة وينبوع الحكمة ودليل الكمال لجميع المسلمين في طريقهم إلى الله سبحانه تعالى.
وأضاف: «المتعصبون والمتطرفون يلوون دلالات الأحاديث النبوية الشريفة، ويحرفون مدلولها، ويشوهون الأفعال النبوية، بما يتوافق مع أفعالهم الخبيثة وفهمهم المريض، الذي يتعارض مع الجوهر الحقيقي للرسالة المحمدية».
وقال: «هؤلاء المتطرفون أهانوا الإسلام بذبحهم للأبرياء وحرقهم للمدارس وقمعهم للنساء والأقليات الدينية، وانتهاك حقوق الإنسان بطريقة صارخة، حيث تجاهلوا الأفعال والأخلاق النبوية، وفشلوا في فهمها، والتي تسعى في نهاية المطاف إلى زيادة القرب من الله سبحانه وتعالى، ولن يكون ذلك إلا بالتخلق بالصفات الإلهية من الرحمة والشفقة والعطف والتعامل مع جميع البشر، وفقا لهذا المنهج».
وأشار المفتي إلى أن العالم في حاجة ماسة للدروس المحمدية، التي تمثل التعاليم الأصيلة للقرآن ونبي الإسلام، مؤكدا أنه من المهم أن يفصل الناس- خاصة في الغرب- بين هذه الرسائل النبيلة التي تمثل سماحة الإسلام، وبين المشوهة التي أظهرها أولئك الجهلاء الذين ليس لديهم القدرة على الفهم الديني الصحيح.
وتابع: «نحن في حاجة إلى فهم العوامل التي تؤدي إلى التطرف، حتى نستطيع القضاء على هذه الآفة، ونستطيع أن نضع حدا لهذا الوضع الخطير الذي يدمر العالم»، موضحا: «من المؤسف أن نرى ردود الفعل المتسرعة التي تلصق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين بعد دقائق معدودات من التقارير الإخبارية الأولى عن الحادث، وإلقاء اللوم بالكامل على الإسلام بسبب أفعال هؤلاء المتطرفين التي يتبرأ منها الإسلام، لأن هذا ظلم واضح يخدم أغراضا أخرى».
وأشار المفتي إلى أهمية أن نتحد جميعا لمعالجة هذا الداء الفتاك والمروع بطريقة عادلة وعقلانية، دون تشويه صورة المسلمين بدون سبب، لأن هذا الأمر لا يصب في مصلحة التعايش السلمي بين أبناء المجتمع الواحد في المستقبل.