تابعت وسائل إعلام أمريكية وبريطانية، أمس، تطورات الضربات الجوية المصرية لمواقع تنظيم «داعش» في ليبيا، وتداعيات الأحداث الحالية، خاصة بعدما طالبت مصر الأمم المتحدة بالتدخل في طرابلس.
ورأت وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية أن مصر لديها محاولة طموحة لوضع نفسها في مركز مكافحة التطرف في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن القاهرة تسعى إلى ما هو أكبر من قتال المتشددين في سيناء، بمحاولة تأسيس تحالف دولى ضد تنظيم «داعش» في ليبيا، ومساعدة السعودية في الدفاع عن حدودها.
وقالت الوكالة، في تقرير، أمس الأول، إن تنامي التحالف العسكري لديه جذور متأصلة مشتركة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وقادة الخليج العربي بأنه لابد من مكافحة التطرف على نطاق واسع.
وأضافت أن هذا التحالف ينطوي على نوع من المقايضة بين مصر والخليج العربى، تتمثل في دعم قوى النفط في الخليج، متمثلة في السعودية والإمارات والكويت، القاهرة بنحو 30 مليار دولار لإنقاذ اقتصادها المتضرر، مقابل توفير القوى العاملة العسكرية جنبًا إلى جنب مع نظرائهم في الخليج.
وتابعت الوكالة: «فى ظل هذا التحالف، تسعى مصر للمناورة لتحصل على دور قيادى في المنطقة، وهو الأمر الذي استعصى عليها في السنوات الأخيرة، بسبب تراجع النفوذ في عهد الرئيس الأسبق، حسنى مبارك، ثم الاضطرابات التي أعقبت الإطاحة له عام 2011».
وأشارت الوكالة إلى نشر قوات مصرية بالفعل على الحدود السعودية مع العراق للمساعدة في الدفاع عنها ضد المقاتلين الجهاديين، كما نقلت عن مجموعة من المسؤولين المصريين، رفضوا الكشف عن هويتهم، قولهم إن هناك مستشارين عسكريين مصريين على الحدود السعودية- اليمنية، مكلفين بوضع استراتيجية مع السعوديين لمواجهة الأعمال العدائية في المستقبل.
ولفتت «أسوشيتدبرس» إلى أن مصر تحاول إقناع الغرب بفتح جبهة جديدة ضد «داعش» في ليبيا، وتطالب بالدعم «السياسى والمادى» لتمكينها من احتواء التهديد في ليبيا.
وقالت الوكالة إنه على الرغم من أن الحملة المصرية- الخليجية أكثر حزماً هذه المرة إلا أن مصر ربما تصبح مهددة بالدخول في معارك متعددة يمكن أن تزيد من إشعال الصراعات الجارية.
وأشارت إلى أنه على الرغم من شراسة قتال الجيش المصرى في سيناء، فإنه لم يتمكن من قمع الجهاديين الذين تعهدوا بالولاء لـ«داعش»
ورأت صحيفة «كريستيان سيانس مونتور» الأمريكية أن حكومة «السيسى» تحاول الظهور بأنها عضو رئيسى في الائتلاف المُعادي لـ«داعش».
وقالت الصحيفة، أمس، إن السيسى، الذي وصفته بالرجل القوى المحبوب، يحظى بدعم محلى من القوى الشعبية للاستمرار في ذلك، على الرغم من أن قدرات حكومته تبدو محدودة، وتسعى للحصول على دعم القوى الغربية.
وتساءلت الصحيفة عن مدى قدرة الجيش المصرى على الاستمرار في حرب «داعش» على جهتين، إحداهما في سيناء، والأخرى في ليبيا، في ظل احتمالية توسع تهديدات التنظيم.
ورأت مجلة «كومنترى» الأمريكية أن الإدارة الأمريكية عليها أن تعيد التفكير في الاستمرار في التعامل مع حكومة «السيسى» بازدراء، خاصة بعدما أصبح حصنا منيعا في مكافحة «داعش» والراديكاليين الإسلاميين، مثل جماعة الإخوان المسلمين وحركة المقاومة الإسلامية «حماس».
واعتبرت مجلة «إيكونومست» البريطانية أن الغارات الجوية المصرية على ليبيا تصعيد ملحوظ ومتزايد لمشاركة مصر في الوضع في ليبيا.
وجاء في تقرير لوحدة «الاستخبارات» بالمجلة، أن مصر يمكنها أن تلعب بالفعل دورًا في السيطرة على تدفق السلاح والمقاتلين الأجانب عبر الحدود المشتركة بينهما.
وقالت الصحيفة، إن مشاركة مصر في العملية في ليبيا، سيحسن علاقاتها مع القوى الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، إذ إنه من المرجح أن تلعب مصر دورا أكبر في المسائل الأمنية الإقليمية.