«أتساءل: هل سنراه مرة أخرى بقميص يونايتد، لم يقدم أي شيء لفريقه خلال المباراة؟».. قالها مارتن كيوين، لاعب أرسنال السابق، الناقد الرياضي الشهير أثناء تعليقه على مباراة مانشستر يونايتد وبريستون نورث إيند في الكأس، بينما كان الكولومبي رادميل فالكاو، مهاجم مانشستر يونايتد يغادر الملعب.
واصل «فالكاو» أداءه السلبي مع «الشياطين الحمر» في مباراة الكأس التي فاز بها فريقه «3 - 1» ليفتح الباب مجددًا أمام تساؤلات كثيرة عن مستقبله مع كتيبة المدرب لويس فان جال.
وانتقل المهاجم الكولومبي إلى يونايتد على سبيل الإعارة من صفوف موناكو الفرنسي لمدة موسم واحد مقابل 6 ملايين جنيه إسترليني مع إمكانية ضمه بشكل نهائي بعد انتهاء الإعارة مقابل 43 مليون جنيه إسترليني، ويبلغ راتبه الأسبوعي 265 ألف جنيه إسترليني.
أمام بريستون، شارك فالكاو أساسيًا في خط الهجوم إلى جانب واين روني، بينما اعتمد لويس فان جال على الرباعي دالي بليند وأندير هيريرا ومروان فيلايني وأنخيل دي ماريا في منتصف الملعب.
وخلال 60 دقيقة لعبها فالكاو، لم يصوب أي كرة على مرمى الخصم، اكتفى بلمس الكرة 26 مرة، ومررها 18 مرة بنسبة دقة بلغت 83% وحصل على مخالفتين.
ابتعد المهاجم كثيرًا عن منطقة الجزاء، كما تُظهر الخريطة الحرارية لتحركاته، ولم يمثل أي خطورة على دفاع المنافس.. «لم يكن سريعًا، لم ينجح في مجاراة دفاع بريستون».. يضيف كيوين.
خرج فالكاو وشارك بدلاً منه آشلي يونج، ونجح مانشستر في آخر 30 دقيقة في تحويل تأخره بهدف نظيف إلى فوز بنتيجة «3 - 1».
المعاناة مستمرة
لم تكن مباراة بريستول هي الأولى التي يفشل فيها فالكاو في تصويب أي كرة على مرمى الخصم، إذ حدث الأمر نفسه في مباراة بيرنلي.
ومنذ انضمامه للفريق الإنجليزي، شارك فالكاو في 19 مباراة لعب خلالها 1148 دقيقة، وسجل 4 أهداف فقط، بمتوسط هدف كل 287 دقيقة.
وتساءلت صحف إنجليزية، الثلاثاء، عن جدوى تعاقد مانشستر يونايتد مع اللاعب بعد انتهاء إعارته، خاصة في ظل عدم قدرته على استعادة مستواه الفني منذ الإصابة التي تعرض لها في الموسم الماضي، حيثُ قالت صحيفة «ديلي ميل» إن «ما قدمه المهاجم الكولومبي مع أتليتكو مدريد وبورتو وموناكو لن يكون كافيًا لانتقاله بشكل دائم إلى مانشستر إذا استمر بهذا المستوى»، وتوقعت غيابه عن تشكيل الفريق في المباراة المقبلة.
في حين أشارت «بي. بي. سي» إلى إخفاق فالكاو في استغلال الفرص التي أتيحت له لإثبات أحقيته بالتواجد في التشكيل الأساسي للشياطين الحُمر، وقالت إن «مانشستر ظهر بشكل أفضل بعد خروج المهاجم الكولومبي من الملعب».
ولم يكتف اللاعب بأدائه السيئ خلال مشاركته، فقرر أن يبدي اعتراضه على قرار تغييره بطريقة تسببت في عاصفة من السخرية والغضب تجاهه، فحين ظهر رقم 9 على لوحة استبدال اللاعبين، ركض فالكاو ببطء ونظر إلى اللوحة مندهشًا، ثم ركز بصره كأنه لا يرى الرقم المكتوب قبل أن يخرج والغضب يكسو وجهه.
La fea reacción de Falcao Garcia al ser... by coopercomcta2012
وسخرت جماهير الفرق المنافسة من فالكاو الذي «يحتاج نظارة طبية ليري مرمى الخصم»، في حين أبدت جماهير مانشستر غضبها من ردة فعل اللاعب الذي «لم يقدم أي شيء للفريق في هذه المواجهة».
فرصة أخيرة
ورغم الانتقادات الحادة التي يتعرض لها المهاجم الكولومبي، واقتراب الموسم من نهايته، فإن فالكاو ما زال يملك فرصة لإثبات أحقيته بالتواجد في صفوف الشياطين الحمر الموسم المُقبل.
صحيفة «تليجراف» البريطانية قالت إن فان جال بإمكانه الاستفادة من فالكاو بشكل أفضل حتى يستعيد المهاجم بريقه داخل منطقة الجزاء، وحددت 4 عوامل تساعد على ذلك؛ أولها أن يتم الدفع بويلسون إلى جواره بدلاً من روبين فان بيرسي لأن «ويلسون يتحرك أكثر ويجذب المدافعين معه على الأطراف ما يتيح لفالكاو التحرر من الرقابة ويسمح له بالتواجد في منطقة الجزاء»، كما أن «فان بيرسي وفالكاو يعيبهما البطء ولا يمكن الدفع بهما سويًا».
العامل الثاني هو إمداد اللاعب بأكبر عدد من التمريرات العرضية من الأطراف، حيثُ «سجل 51% من أهدافه مع موناكو وبورتو وأتليتكو مدريد من تمريرات عرضية»، وتنصح «تليجراف» بالاعتماد على آشلي يونج وأنخيل دي ماريا على الأطراف لمساعدة فالكاو بتمريراتهما.
ثالثًا: يجب الدفع بمروان فيلايني في المناطق الهجومية، حيثُ «يجذب المدافعين إليه بسبب طول قامته ما يخلق مساحة أمام فالكاو للتسجيل»، وأخيرًا تنصح الصحيفة الإنجليزية بإراحة اللاعب قدر المستطاع لأنه لم يحصل على قسط كاف من الراحة، وتضيف: «فالكاو ووالكوت تعرضا لنفس الإصابة، قطع في الرباط الصليبي، ورغم أن المهاجم الكولومبي أصيب بعد والكوت بأسبوعين إلا أنه عاد للملاعب في أغسطس، في حين شارك والكوت للمرة الأولى في نوفمبر».
وتتبقى لمانشستر 13 مباراة في الدوري الإنجليزي هذا الموسم يملك فيها «النمر»، كما يُلقب، فرصة أخيرة للوثب عاليًا واصطياد فرائسه، وإلا فلن يكون له مكان في «أولد ترافورد» الموسم المقبل.