x

نيوتن جريمة عدم البناء على الأرض الزراعية (2) نيوتن الثلاثاء 17-02-2015 21:36


■ ما حدث فى ليبيا مروع جعلنى أعتذر عن عدم الكتابة أمس.. ولا أجد من الكلمات ما يسعفنى للتعبير عن حالة الحزن والفجيعة التى ألمت بنا جميعاً.

ولا أملك سوى تقديم العزاء لكل مصرى فى كل مكان.

■ ■ ■

ترديد أى شىء بشكل دائم. أى شىء حتى لو أغنية لا معنى لها. ينتهى الأمر باستقراره فى الوجدان. يلف الزمان. تختلف الظروف. تتغير المعطيات. ليظل ما يسكن الوجدان قائماً يستحضره العقل الباطن دون أن ندرى. عندما كنت شاباً كان أمل حياتى الاحتكام على ثروة. ثروة محددة القيمة. تحديداً 60 ألف جنيه. تجاوزت هذا الرقم مرات ومرات. بعد مرور أكثر من خمسين عاماً أضبط نفسى متلبساً. مردداً نفس الرجاء من الله «يارب 60 ألف جنيه».

■ ■ ■

قصة البناء على الأرض الزراعية هى أحد النماذج. على مدى العمر كان الريف منقسماً إلى جزءين: أرض زراعية، وأرض مبانٍ. شىء طبيعى. أوقفوا تخصيص الأرض للتوسع السكنى. اعتبروه جريمة. تركوا القرى والعزب فى مأزق. عائلة زاد عددها لم تجد أمامها حلاً. العائد من عمل فى الخارج وهو قادر على إقامة منزل لأولاده. لم يجد منفذاً. لم يعتنِ بهذا المأزق القومى القائمون على إسكان المصريين. كل التركيز كان على القاهرة الجديدة. وما حولها. وهكذا... الحل كان البناء على الأراضى الزراعية بلا تخطيط.

■ ■ ■

أهالى المحافظات حُرموا حتى من فرصة العمل. كل المصانع أقيمت فى ما يسمى «المدن الصناعية»: 6 أكتوبر– العاشر– العبور– البساتين... إلخ... إلخ. النتيجة كانت تهجير الريف. النتيجة كانت على نفقة الباحث عن العمل. عليه أن ينفق ثلث عمره وثلث دخله فى المواصلات. البديل الآخر أن يدبر له منزلاً بجوار عمله. حول القاهرة طبعاً. العشوائيات التى نراها حولنا نتيجة طبيعية.

■ ■ ■

إذا الدولة أقامت 10.000 مصنع «أقول عشرة آلاف» فلن تنقص من الأراضى الزراعية أكثر من 20.000 فدان. المصنع على عشرة آلاف متر فى المتوسط. ماذا يفعل مصنع «جهينة» العظيم فى 6 أكتوبر؟ لماذا لا يكون فى البحيرة مثلاً؟ ماذا تفعل مصانع «النساجون» العملاقة فى العاشر من رمضان؟ لماذا لا يكون فى بنى سويف؟.. وهكذا. بما أن الفدان الواحد يقيم أود ثلاثة أفراد وفدان المصانع يقيم أود 500 فرد. هل الأمر يحتاج إلى توضيح أكثر؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية