x

من مخبأ حرب إلى ساحة رياضية .. شباب الشرابية حوّلوا «الخندق» إلى «ملعب»

الثلاثاء 17-02-2015 19:30 | كتب: مروة خطاب |
موقع الخندق بعد تحويله لملعب موقع الخندق بعد تحويله لملعب تصوير : اخبار

قليل من القاطنين في حى الشرابية يعرفون تفاصيل القصة الكاملة للخندق الذي تحول إلى ملعب لكرة القدم، مؤخراً، بعد أن أصبح مكاناً تملأ أرضه القمامة والحشرات وأطلق عليه سكان المنطقة «الخندق الموبوء» و«الخندق المحظور».

فالمكان الذي اختارته الدولة وأقامته وسط المبانى السكنية في أعقاب حرب 1967 لحماية أهالى المنطقة من ويلات الحروب، شهد الكثير من التغيرات عقب حرب أكتوبر، التي يتذكرها عم سيد، صاحب أحد محال الحلاقة في المنطقة، والشاهد على قصة المكان، ويقول: «كان الخندق فيه 4 جوانب لكل منها باب وخلف كل باب درجات من السُلم تؤدى إلى حجرات مُقامة تحت الأرض لا يصلها سوى كشاف إضاءة واحد ومزودة بمنفذ صغير يدخل منه الهواء لكل حجرة، وكان سقف هذه الحجرات من الخرسانة المسلحة حتى تحمى الأهالى من القذائف، وإحنا كنا بنسمع صفارة الإنذار دى ننزل جرى على الخندق». حكاية الخندق عقب انتهاء الحرب يحكيها عم سيد ويقول: «مرت العديد من الأعوام فبعد حرب أكتوبر أهملت الدولة جميع الخنادق ولم تعِرها اهتماماً وكان من بينها خندق الشرابية ومثلما أهملت الدولة الخنادق فقد أهمل أهالى الشرابية الخندق الذي ظل أعواما ملاذًا وحاميا لهم، وأصبح الخندق مكاناً تملأ أرضه القمامة والحشرات بجميع أنواعها، بل تحول إلى مكان موبوء يتضرر منه سكان المنطقة وأصبح يطلق عليه الخندق الموبوء».

«الخندق الموبوء» الذي اشتهر بأنه مكان للصرف الصحى والقمامة بعد مرور نحو 10 سنوات من حرب أكتوبر، فوجئ أهالى المنطقة بأنه تحول إلى وكر للسارقين وتجار المخدرات في بداية عام 2011 ليطلقوا عليه اسم «الخندق المحظور».

الثورة على الخندق هو الأمر الذي قام به عدد من شباب المنطقة عقب اندلاع ثورة 25 يناير، فقام كل من أحمد طلعت الشهير بفوسكا، والذى يعمل محاسباً في هيئة النقل العام بالتعاون مع صديقيه سامح وكابتن عادل بتأجير الخندق المحظور من الدولة كحق انتفاع، وبدأ الشباب الثلاثة بالجهود الذاتية بعمليات تنظيف الخندق ثم قاموا بتحويله إلى ملعب لكرة القدم يضاهى تلك الملاعب المتواجدة في أفخم النوادى. ويقول أحمد طلعت: «سميناه الملعب المفتوح بدلاً من الخندق المحظور عشان يبقى بابه دايماً مفتوح لكل شباب المنطقة، فأصبح هذا المكان بمثابة مُتنفس يلجأ إليه شباب المنطقة لممارسة رياضة كرة القدم والمسابقات الخاصة بالدورات الرمضانية، أما عن سكان المنطقة الذين كانوا يعرضون شققهم للبيع هرباً من المكان فأصبحوا يتباهون فخراً بأنهم يقيمون بجوار هذا الملعب بل إن الوحدات السكنية المجاورة للملعب قد ارتفعت أسعارها».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية