وجهت القوات المسلحة ضربة جوية، فجر الاثنين، ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بالأراضى الليبية، أسفرت عن مقتل ما يقرب ما بين 40 و50 متشددًا، بحسب قائد القوات الجوية الليبية، العميد صقر الجروشي.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها الجيش ضربات خارج مصر، إذ تدخل الجيش عسكريًا 5 مرات من قبل.
1- مساندة الثورة اليمنية
عام 1962، اندلعت الثورة اليمنية ضد الحكم الملكي للإمام البدر، بقيادة الدكتور عبدالرحمن البيضاني، واستعان بالعسكريين لتنفيذ المهمة، وجرى وضع خطة «خلع الإمام» في ألمانيا، وسافر «البيضاني» إلى القاهرة، عارضًا الخطة على الرئيس المصري حينها جمال عبدالناصر، والذي وافق على دعمهم.
جرى تنفيذ الخطة، والإطاحة بالإمام البدر، وهرب من العاصمة إلى مدينة حجة شمال اليمن، مستنجدًا بالقبائل في مواجهة الجيش، ومع تطور الأحداث، دعمت عدة دول الإمام الهارب، أهمها السعودية التي حركت قواتها إلى حدود اليمن، وأرسلت مساعدات إلى القبائل، كما تدخل الأردن وبريطانيا، التي أرسلت قوات عسكرية في الجنوب.
في المقابل تدخل مصر لحماية «الثورة»، وأرسل «عبدالناصر»، حوالي 70 ألف جندي، واستمر القتال لسنوات تكبدت فيها مصر خسائر كبيرة، حيث قُتل 26 ألف مصري، بينما تكبدت القوات السعودية التي حاربت بجانب «الإمام المخلوع» ألف قتيل.
مساندة نيجيريا ضد «أوجوكو»
وفي أغسطس 1967، كانت مصر في «مرحلة انكسار»، حيث لم يمر سوى شهرين على «النكسة»، وفي هذه الأجواء، أرسلت نيجيريا رسالة إلى «عبدالناصر»، تطلب المساعدة بعدما أعلن الحاكم العسكرى لإقليم شرق نيجيريا، الجنرال أوجوكو، الانفصال عن الدولة والاستقلال، بجانب إطلاقه على الإقليم «جمهورية بيافرا»، بمساندة دول الاستعمار الغربي، فاستجاب «ناصر»، وأرسل طيارين مصريين متقاعدين، واستقبلهم الشعب النيجيري بحفاوة كبيرة، وسرعان ما أثبتوا كفاءتهم واحتلوا السماء النيجيرية، واستمر إمداد نيجيريا بالطيارين المصريين الذين أنشئوا كلية طيران في لاجوس لتدريب النيجيريين، وانهزمت قوات «أوجوكو» عام 1970.
عملية مطار «لارنكا»
في 18 فبراير عام 1978، وبعد اغتيال مجموعة فلسطينة بزعامة ما يسمى«أبونضال» للأديب يوسف السباعي، أثناء حضور مؤتمرا ثقافيا في نيقوسيا بقبرص، تمكن المغتالون، من احتجاز 16 شخصا من حضور المؤتمر، داخل طائرة DC-8وهددوا بقتلهم، إذا لم تضع الحكومة القبرصية تحت تصرفهم طائرة تقلع بهم من قبرص، ولم تسمح دول عدة للخاطفون من الهبوط فيها من بينها سوريا وليبيا، ما أضطرهم للهبوط في جيبوتي، ثم قرّروا العودة إلى مطار لارنكا.
استمر الخاطفون في احتجاز الرهائن داخل الطائرة بمطار لارنكا بقبرص حتى يوم 29 فبراير، وتأخر تحرير الرهائن، دفع الرئيس الراحل أنور السادات، لإرسال قوات صاعقة (777)، لتحرير الرهائن دون معرفة الجانب القبرصي بتفاصيل العملية، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين القوات القبرصية والوحدة المصرية فور نزولها من طائرة حربية في المطار.
وأدت الاشتباكات إلى مقتل 15 فردًا من القوات المصرية، وجرح ما يزيد على ثمانين شخصا من الطرفين، وتسبب الحادث في قطع العلاقات المصرية القبرصية، ولم تعد العلاقات بين البلدين إلا بعد وفاة الرئيس السادات.
عملية مطار «لوكا»
في 23 نوفمبر 1985 أقلعت طائرة مصر للطيران رحلة 648 في اتجاهها من مطار أثينا إلى مطار القاهرة الدولي، وبعد 10 دقائق من الاقلاع اختطف ثلاثة أشخاص تابعين لمنظمة «ابونضال» الفلسطينية الطائرة وكانوا مسلحين بأسلحة ثقيلة، وأجبروا قائد الطائرة على الهبوط بها في مطار لوكا الدولى بمالطا.
جرت عملية التفاوض إلى ما بعد منتصف الليل لتحرير الرهائن، وكبادرة من الخاطفين، قاموا بالإفراج عن 11 راكباً ومضيفة طيران، وعندما طالت عملية التفاوض، هددوا بإعدام راكب كل ربع ساعة، وهو ما ادى إلى مقتل اثنين وإصابة آخر.
ونتيجة لفشل المفاوضات مع الخاطفين، أرسلت مصر فرقة من الوحدة 777 التابعة للقوات الخاصة إلى مطار لوكا لاقتحام الطائرة وتحرير الرهائن بعملية عسكرية.
ونتيجة لتبادل إطلاق النار بين الطرفين، سقط 56 راكباً قتيلاً من أصل 88 شخصا كانوا على متن الطائرة بالإضافة إلى اثنين من طاقم الطائرة وأحد الخاطفين.
حرب الخليج
في الثاني من أغسطس عام 1990، اخترقت القوات العراقية الحدود الكويتية، بسبب خلافات بينهما على خلفية رغبة الكويت تحصيل ديونها التي ساندت بها العراق في حربها ضد إيران، واتهام العراق للكويت بالقيام بأعمال تنقيب عن النفط غير مرخصة في الجانب العراقي من حقل الرميلة المشترك بينهم.
ومع تطور الأوضاع، قررت عدة دول تشكيل تحالف عسكري لمواجهة العراق وتحرير الكويت، وقد أعطيت مهلة حتى منتصف يناير 1991 لتنسحب العراق من الكويت، فلم يحدث، فتدخلت القوات العسكرية المؤلفة من 34 دولة في الأراضي الكويتية، وقد تضمنت هذه القوات فرق من الجيش المصري، وشاركت مصر في «حرب تحرير الكويت» تحت قيادة اللواء أركان حرب محمد على بلال، ثم اللواء صلاح حلبى، وكان تعداد المشاركين من الجيش المصري 35 ألف مقاتلًا، تقسمت بين أسلحة المدرعات والمشاة الميكانيكية والصاعقة والأسلحة المتخصصة.
و انهزمت القوات العراقية في الأخير في أخر فبراير 1991، وكان المكسب المصري من المشاركة في تحرير الكويت هو إسقاط بعض ديونها لدى العديد من الدول منها الولايات المتحدة واليابان وقطر، فيما تحصلت مصر على منح من دول كالكويت والإمارات وألمانيا والسعودية، بالإضافة إلى الجماعة الأوروبية.