يتسم فريق مانشستر يونايتد هذا الموسم، بعودة الثقة –بشكل جزئي- إلى الجماهير المشجعة للنادي العريق، حيث يحتل الآن المركز الثالث برصيد 47 نقطة، خلف غريمه التاريخي مانشستر سيتي بـ5 نقاط، بعد مرور 25 جولة من الدوري الإنجليزي الممتاز، وذلك بعد الفوز الذي حققه على بيرنلي، وهو ما يعد إنجازًا لمانشستر يونايتد، خاصة بعد الموسم الكارثي السابق تحت قيادة المدرب الاسكتلندي ديفيد مويس، مدرب ريـال سوسيداد الإسباني الحالي، حيث أنهى الفريق الموسم الماضي في المركز السابع برصيد 64 نقطة، وبالتالي فشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا، كما خرج من كافة البطولات التي كان ينافس بها.
ورغم أن مانشستر يونايتد هذا الموسم لم يكن بحجم التوقعات التي عقدها عليه جماهيره، وعلى الرغم من الصفقات الكبيرة التي قام بها في فترة الانتقالات الصيفية، حيث تعاقد مع الأرجنتينيين أنخيل دي ماريا وماركوس روخو، الهولندي دالي بليند، الإنجليزي لوك شو، الإسباني أندير هيريرا، والكولومبي راداميل فالكاو، إلا أن مانشستر يونايتد قد تحسن بشكل كبير عن الموسم السابق أداءً ونتيجة.
في التقرير التالي نحاول استعراض بعض الملاحظات التي تميز بها مانشستر يونايتد الموسم الحالي:
1-المدرب
لويس فان جال المدرب الهولندي الشهير، له باع طويل في تدريب الأندية، وسبق له أن درب العديد من الأندية الكبيرة المليئة بالنجوم، مثل برشلونة الإسباني وبايرن ميونخ الألماني، وحقق معهم العديد من البطولات، وبالتالي فإن له القدرة على التعامل مع النجوم والضغوطات التي يتطلبها تدريب ناد كبير مثل مانشستر يونايتد.
بعكس ديفيد مويس، الذي درب نادي ايفرتون الإنجليزي لمدة 11 عامًا، وهو يعلم جيدًا الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكنه لا يملك خبرة تدريب الأندية الكبيرة ولا التعامل مع ضغوطات أندية بحجم مانشستر يونايتد، وكذلك خبرة التعامل مع اللاعبين النجوم، فقد كان يملك بالفعل مشكلة مع الفتى الذهبي واين روني، نجم مانشستر يونايتد، وذلك عندما كان روني يلعب في إيفرتون.
2-الضغوطات
ديفيد مويس انتقل إلى تدريب الشياطين الحمر بعد مرحلة تاريخية للنادي تحت قيادة مواطنه السير أليكس فيرجسون، تمكن خلالها من حصد 38 لقب في 27 عامًا دربهم فيها قبل اعتزاله، وبالتالي وقع ديفيد مويس في الضغوطات مبكرًا، فهو مطالب بقيادة فريق جديد لتحقيق البطولات، وتطبيق فكرة وتكتيكه على لاعبين يدربهم لأول مرة، كما كان تحت عرضة المقارنة بينه وبين السير أليكس فيرجسون، ما جعله يفشل في مهمته.
أما فان جال، فقد جاء بعد فترة فاشلة تحت قيادة مويس، وبالإضافة إلى خبرته التدريبة الكبيرة وقدرته على تدريب النجوم، أكد فان جال أن عودة الفريق إلى سابق عهده تطلب 3 سنوات على الأقل، وبالتالي لم يعد إدارة النادي أو الجماهير بحصد البطولات وأزاح عن كاهله هذا الأمر، كما أتى فان جال بعدما قاد المنتخب الهولندي للمركز الثالث في كأس العالم، وكانت قدرة فان جال على التعامل مع الإصابات والضغوطات هو ما ميزه عن مويس، فبعد مرور 10 جولات من الموسم الحالي، كان فان جال أسوأ من مويس أداءً ونتائج، حيث تحصل الفريق على 13 نقطة فقط، سجل 16 هدفًا واستقبل 14 هدفًا، بينما في عهد مويس وفي نفس العدد من الجولات، جمع الفريق 17 نقطة، سجل 17 هدف ودخل مرماه 13 هدفًا.
ولكن بعد مرور 25 جولة نجد العكس هو ما حدث، حيث أن مويس بعد 25 جولة من الموسم الماضي، جمع الفريق 41 نقطة، سجل 43 هدفًا بينما استقبل 31 هدفًا، حيث حقق الفوز في 12 مباراة، تعادل في 5 وخسر في 9 مباريات، بينما نجد أن الفريق تحت قيادة فان جال، جمع 47 نقطة، سجل 43 هدفًا، نفس عدد الأهداف في عهد مويس، واستقبل مرماه 24 هدفاً، وعلى الرغم من ان النتائج تبدو متقاربة قليلاً ولكن هذا الإنقلاب في النتائج يدل على شئ مهم، أن فان جال نجح في تطبيق أفكاره بالتدريج على الفريق وهو ماوضح في تحسن النتائج من الجولة الـ10، عكس مويس.
3-تألق دي خيا:
هذا الحارس الإسباني، الذي أثبت هذا الموسم أنه نجم مانشستر يونايتد وواحد من أفضل حراس العالم الآن، ف على الرغم من دفاع مانشستر يونايتد السيئ، إلا أن دي خيا نجح في الحفاظ على نظافة شباكه في 7 مباريات، وصد 24 كرة خطيرة على مرماه، وقدم العديد من المباريات الكبيرة، يأتي منها على سبيل المثال مباراة ليفربول التي انتصر فيها مانشستر يونايتد بنتيجة 3-0، بعدما قدم دي خيا أداء بطوليًا حيث تصدى لأكثر من 7 كرات خطيرة، ويبدو على مانشستر يونايتد سوف يعاني من أجل الحفاظ على خدماته، حيث يرغب نادي ريـال مدريد الإسباني في شرائه بأي مقابل ليكون خليفة للحارس المخضرم إيكركاسياس.
4-انخفاض أداء الفرق المنافسة الأخرى:
عامل أساسي ومهم في وصول مانشستر يونايتد للمركز الثالث هذا الموسم حتى الآن، هو انخفاض مستوى الأندية الأخرى التي كانت تحتل مرتبة أعلى من مانشستر يونايتد الموسم الماضي، فنادي توتنهام الذي احتل المركز السادس الموسم الماضي، جمع في 25 جولة 47 نقطة، بينما في الموسم الحالي 43 نقطة في نفس المركز حتى الآن.
أما نادي إيفرتون، الذي احتل المركز الخامس الموسم الماضي، جمع في 25 جولة من الموسم الماضي 45 نقطة، بينما تراجع أدائه كثيرا الموسم الحالي، فجمع في 25 جولة 27 نقطة محتلاً بهم المركز الـ12.
أما بالنسبة لأرسنال الذي احتل المركز الرابع الموسم الماضي، جمع في 25 جولة الموسم الماضي 56 نقطة، بينما تراجع أدائه الموسم الحالي جامعًا 45 نقطة في المركز الخامس.
أما بالنسبة لليفربول وصيف الموسم الماضي، فقد جمع بعد مرور 25 جولة الموسم الماضي 49 نقطة، بينما جمع الموسم الحالي في نفس عدد الجولات 42 نقطة في المركز السابع.
5-المرونة التكتيكية:
اتبع الهولندي فان جال خلال الـ25 جولة السابقة حوالي 4 خطط تكتيكية مع الفريق:
1- خطة 3-5-2: الخطة المفضلة بالنسبة لفان جال مع مانشستر يونايتد حتى الأن، حيث استخدمها في 10 مباراة، حقق الشياطين الحمر الفوز في 5 مباريات منها، تعادل في 4 وخسر في مباراة وحيدة.
تتسم هذا الخطة بقدرتها على التحول إلى 3-4-3، وقد تعرضت هذه الخطة للعديد من الانتقادات من جانب وسائل الاعلام، والتي طالبت فان جال باستخدام طريقة 4-4-2، لأن الاستعانة ب 3 مدافعين لا تناسب الدوري الإنجليزي على حد قولهم.
2- خطة 4-4-2: ثاني الخطط تفضيلاً لفان جال، حيث استعان بها في 9 مباريات، حقق مانشستر يونايتد الفوز في 6 منها، تعادل في مباراة وخسر 2، ويبدو أن فان جال سوف يستمر في العمل بها لبقية الموسم، حيث يبدو الفريق متماسكاً دفاعياً أكثر في تلك الخطة.
3- خطة 4-5-1: استعان فان جال بهذه الخطة في 4 مباريات، فاز في واحدة، تعادل في اثنتين وخسر في مباراة.
4- خطة 4-4-3: استعان فان جال بتلك الخطة في مبارتين، حقق الفوز في واحدة وتعادل في الأخرى.
6- مساوئ فان جال:
هناك أمر أساسي ربما يكون عيباً في فان جال، هو عدم قدرته على الاستفادة من امكانيات دي ماريا وفالكاو بالشكل الأمثل حتى الآن مع الفريق، حيث إن دي ماريا، الذي انتقل لمانشستر يونايتد في بداية الموسم الحالي مقابل ما يزيد عن 60 مليون يورو، لم يصنع أو يسجل أي هدف منذ بداية العام الجديد، ولم يسجل الموسم الحالي سوى 3 أهداف وصنع 8 آخرين في 17 مباراة شارك بها مع الفريق، وعلى الرغم من تألقه في بداية الموسم، إلا أنه يبدو أنه دخل في نفق مظلم يجب على فان جال إخراجه منه سريعًا.
أما بالنسبة للنمر الكولومبي راداميل فالكاو، والذي انتقل لمانشستر يونايتد على سبيل الإعارة من نادي موناكو الفرنسي لمدة عام مقابل 6 ملايين يورو، فيبدو أن فان جال لا يثق في قدراته كثيرًا، حيث لم يشارك مع الفريق سوى في 16 مباراة، 11 منها كأساسي، مسجلاً 4 أهداف فقط، ويبدو أن فان جال لا يرغب في شرائه مع نهاية الموسم الجاري.
ولكن لازالت هناك 13 جولة من الدوري الإنجليزي، والفرق بين مانشستر يونايتد، المركز الثالث، وليفربول، المركز السابع، لا يتعدى ال5ـ نقاط، كما أن الفرق بين مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي، المركز الثاني، 5 نقاط أيضاً ولكن يبدو من الصعب على مانشستر يونايتد أن أن يفوز بالدوري، حيث يبتعد عن تشيلسي بفارق 12 نقطة، ويسير تشيلسي بثبات نحو تحقيق لقب الدوري، ولكن..لا يوجد مستحيل في الدوري الإنجليزي.