أجرت وزارة الخارجية، الأحد، عددًا من اللقاءات والاتصالات بوزراء الخارجية العرب والأجانب، لاعتبار ما يحدث في الداخل الليبي مهددا الأمن والسلام الدوليين، فيما تواصل خلية الأزمة، المشكلة من وزارة الخارجية وجميع الأجهزة المعنية، اجتماعاتها لمتابعة قضية المصريين الـ٢٢ المختطفين في ليبيا.
وكلف سامح شكرى، وزير الخارجية، السفير بدر عبدالعاطى، المتحدث باسم الخارجية، ومحمد أبوبكر، سفير مصر في ليبيا، باستقبال مجموعة من أهالى الصيادين، والذي يتردد احتجاز عدد من ذويهم في مصراتة في ليبيا، حيث استمعا إلى المعلومات المتوافرة لديهم، ليتسنى نقلها على الفور إلى خلية الأزمة التي تعمل على مدار الساعة، والتى تقوم بدورها بالتواصل مع الحكومة الليبية والسلطات المحلية في غرب ليبيا، للتأكد من صحة هذه المعلومات والعمل على سرعة الإفراج عنهم في حالة التأكد من ذلك.
وقال السفير بدر عبدالعاطي، في تصريحات صحفية، الأحد، إن خلية الأزمة -التي هي في حالة انعقاد دائم- تواصل من جانب آخر اتصالاتها مع جميع الأطراف الليبية ارتباطا بقضية المختطفين المصريين في ليبيا، سواء الأطراف الرسمية أو الشخصيات الوطنية الليبية المستقلة أو شيوخ وعواقل القبائل الليبية والهلال الأحمر الليبى، فضلا عن الاتصالات الجارية على المستويين الإقليمى والدولى، وذلك بهدف استجلاء الموقف بالنسبة للمختطفين والوقوف على حقيقته.
وأضاف «عبدالعاطى» أنه في هذا السياق، وبتكليف من الرئيس، يقود الوزير سامح شكري تحركا دبلوماسيا مكثفا، مشيرا إلى أنه أجرى محادثات هاتفية مكثفة مع العديد من وزراء الخارجية العرب والغربيين لمتابعة الوضع في ليبيا وأزمة المختطفين، موضحا أن الوزير سيتوجه إلى نيويورك، خلال اليومين القادمين، لإجراء لقاءات مع أعضاء مجلس الأمن وسكرتير عام الأمم المتحدة، لتناول موضوع المختطفين في ليبيا والوضعين الأمنى والسياسى هناك، باعتباره يهدد السلم والأمن الدوليين، ثم يتوجه بعد ذلك إلى واشنطن للمشاركة في قمة الإرهاب التي دعا إليها الرئيس الأمريكى لعرض رؤية مصر تجاه قضية الإرهاب وضرورة التعامل معها والتنظيمات الإرهابية في إطار شامل، بعيدا عن الانتقائية وازدواجية المعايير، فضلا عن إجراء لقاءات مع وزراء الخارجية المشاركين لبحث التنسيق حول مواجهة الإرهاب وأزمة المصريين المختطفين في ليبيا.
وأشار «عبدالعاطي» إلى أن خلية الأزمة جددت التأكيد على أن الحكومة بجميع وزاراتها وأجهزتها تبذل أقصى جهد ممكن لمتابعة أوضاع أبناء مصر المختطفين في ليبيا، مؤكدا أن الخلية لن تتوانى عن القيام بكل جهد ممكن لحماية أبنائها والدفاع عن حقوقهم، على الرغم من الصعوبات والتعقيدات الخطيرة الموجودة على الأرض هناك، بما فيها حالة الفوضى الأمنية القائمة، وعدم قدرة الحكومة الليبية على بسط سيطرتها على كل الأراضى واستشراء التنظيمات الإرهابية في مناطق مختلفة داخل الأراضى الليبية، مجددا ضرورة التزام المصريين في ليبيا بأقصى درجات الحرص والحذر والابتعاد التام عن مناطق الاشتباكات ومناطق سيطرة الجماعات المتطرفة واللجوء إلى أماكن أكثر أمانا داخل ليبيا أو العودة إلى أرض الوطن.
وأكد «عبدالعاطي» أن الحكومة تقدم التسهيلات الممكنة لمن يرغب في العودة، أخذا في الاعتبار الأوضاع الأمنية المعقدة داخل ليبيا، مشددا على أن قرار مجلس الوزراء بعدم السفر إلى ليبيا في ظل الظروف الراهنة هدفه الحفاظ على أرواح المصريين.