أسست زيارة الرئيس فلاديمير بوتين لمصر علاقات جديدة بين البلدين في المرحلة القادمة من خلال شراكة قوية علي مختلف الأصعدة السياسية و الإقتصادية، مما يتطلب أن يلعب الإعلام دوراً جديداً لزيادة وعي المواطنين بالمشاريع الثنائية التاريخية العملاقة المرتقبة بين البلدين، فيزرع الأمل و يعزز روح المشاركة في كافة أنحاء الوطن.
لا تعد روسيا من الحلفاء الجدد لمصر، و لكنها كانت دوماً حليفة لها منذ الستينات حين ساعدت روسيا مصر في إنشاء كثير من المؤسسات الإستراتيجية، مثل السد العالي في أسوان ومصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألومنيوم بمنطقة نجح حمادي ومد خطوط الكهرباء بين محافظات مصر المختلفة، هذا بالإضافة إلي مساندتها للقوات المسلحة المصرية عندما قدمت في الخمسينات أسلحة متطورة حديثة طفرت بقدرات الجيش حين إذاً. كما كانت مصر من أوائل الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
أكدت زيارة الأسبوع الماضي علي تعزيز العلاقة و الشراكة الثنائية القوية التي ترعي مصالح البلدين من خلال التعاون الإقتصادي و السياسي، و مواجهة التحديات الحالية المتمثلة في المشهد الراهن للضغوط الخارجية أوالإرهاب الداخلي سواء في مصر أو روسيا . و تزامنت هذه الزيارة مع دعم غير مسبوق من الدول الشقيقة لمصر، مثل السعودية والإمارات و الكويت و البحرين و وعدهم بالإلتزام و الدعم الإقتصادي و السياسي لمصر و شعبها.
و للإعلام دور هام في طرح ما تم الإتفاق عليه الأسبوع الماضي بين الرئيسين السيسي و بوتين، و ما سيترتب عليه من تنمية و إزدهار، مما ستكون لهم نتائج ملموسة علي جميع نواحي الحياة. و أهم ما تم الإتفاق عليه هو أولاً إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية ، مما ينتج لمصر طاقة كهربائية تعالج نقص الكهرباء و تسد إحتياجات مصر المتزايدة للطاقة و القدرة علي إقامة المدن و المصانع و المشاريع الكبري. و قد يتطور هذا المشروع إلي قطاع نووي كامل يتكون من محططات و لا يتوقف عند إقامة محطة نووية واحدة.
ثانياً،إنشاء الصندوق الإستثماري الروسي في القاهرة الذي يهدف إلي زيادةالإستثمار الروسي وجذب إستثمارات أخري في مصر، فحجم الإستثمارات الروسية في مصر بلغ 68 مليون دولار حتي منتصف 2014 و هو حجماً ضعيف لا يتناسب أبداً مع قدرات البلدين.
ثالثاً، إقامة منطقة للتجارة الحرة بين مصر و الإتحاد الأوراسي لفتح مجالات تجارية وإقتصادية ضخمة بين مصر و دول الإتحاد. رابعاً، إقامة المنطقة الصناعية الروسية علي محور قناة السويس و فتح مجالات للصناعات الصغيرة و المتوسطة و الصناعات المكملة فيها.
علي وسائل الإعلام أيضاً تشجيع الإستثمار المصري في روسيا بالأخص في نطاق الزراعة و المنتجات الزراعية مما قد يولد نوع من التوازن في الاستثمار بين البلدين.
و أخيراً، لقد أشار الرئيس بوتين إلي زيادة نسبة السائحين الروس لمصر و هذه الزيادة ستكون لها أثار علي إنتعاش السياحة بعد أن تدهورت بشكل ملحوظ في السنوات الماضية.
دور الإعلام المصري لا يتوقف عند تغطية زيارة الرئيس بوتين لمصر، و لكن يقع علية المسئولية في توضيح أن الإتفاقيات التي عقدت بين البلدين تعكس بدء مرحلة هامة و علاقات ثنائية قوية بين البلدين و تغيرات إيجابية ستشهدها مصر في مجالات الإستثمار و الإنتاج تحتاج إلي أن يكون المواطن شريك في عملية التنمية و البناء.