كشف اللواء السيد عبدالفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، عن حجم خسائر وتلفيات التفجيرات الأخيرة التى استهدفت مقاراً أمنية وعسكرية، إضافة إلى ديوان عام المحافظة وعدد من المبانى الحكومية القريبة، وقال إن المحافظة شكلت لجان حصر لتقدير قيمة الخسائر والتلفيات.
وأكد حرحور فى حوار لـ«المصرى اليوم» استمرار العمل فى تخطيط مشروع مدينة «رفح الجديدة»، مشيراً إلى أنه تم الاستقرار على إنشائها على بعد 7.5 كيلومتر من المنطقة العازلة الجارى العمل عليها بطول الشريط الحدودى، 5 كيلومترات. ونفى وجود نية لإلغاء الانتخابات فى الدائرة الثالثة بشمال سيناء «رفح والشيخ زويد»، بسبب الأوضاع الأمنية، مؤكدًا استعداد أجهزة المحافظة لإجراء الانتخابات فى جميع الدوائر.
■ ما الأضرار التى أصابت ديوان عام المحافظة ومنازل المدنيين فى محيطها جراء التفجيرات الأخيرة؟
- التفجيرات الثلاثة التى استهدفت بعض المقار الأمنية فى محيط ديوان عام المحافظة أصابت بعض المبانى، ما بين الحكومى والأهلى، والأضرار كانت بالغة بشكل أساسى فى كل ما هو من الزجاج أو الخشب فى النوافذ والواجهات، يمكن بنسبة 98%.
■ ما الإجراءات التى اتخذتها المحافظة حيال الأضرار التى أصابت منازل الأهالى فى محيط موقع التفجير؟
- المحافظة شكلت لجانا لمعاينة الخسائر، وكان يهمنا فى البداية الاطمئنان على أهالينا فى المنازل المتضررة بالقرب من موقع التفجير. وتم تصنيف الخسائر إلى فئات «جسيمة- متوسطة- بسيطة». وانتهت لجنتان من عملهما، الأولى خاصة بمديرية الإسكان، والثانية بمجلس المدينة، أما الثالثة فهى لجنة مشكلة من التضامن الاجتماعى.
■ هل حدثت إصابات بين الموظفين فى مبنى المحافظة؟
- لم يحدث لأن التفجيرات حصلت فى غير أوقات العمل.
■ وماذا عن المبانى الحكومية التى تضررت جراء الحادث بجانب مبنى ديوان عام المحافظة؟
- أكثر المبانى المتضررة هى مديرية الأمن، ومكتب الأهرام فى شمال سيناء، ومبنى المجلس القومى للمرأة، ومتحف العريش. ومازال عمل لجان المعاينة والحصر جارياً للوقوف على حجم التلفيات بدقة، تمهيداً لرفع التقارير للوزارات المعنية لرصد المبالغ المخصصة للإصلاحات.
■ كيف يجرى العمل الآن فى المنطقة العازلة على خط الحدود مع قطاع غزة؟
- يوجد قرار من رئيس مجلس الوزراء بإنشاء منطقة عازلة بامتداد خط الحدود الدولية مع قطاع غزة، والبالغة نحو 13.8 كيلو وبعمق 5 كيلومترات، هذه المنطقة يتم تنفيذها على مراحل، انتهينا من 500 متر ونعمل فى الـ500 متر الثانية.
■ وما هى تطورات مخطط إنشاء مدينة رفح الجديدة؟
- مشروع مدينة رفح الجديدة قائم، وهو فى مرحلة التخطيط فى المكاتب الاستشارية، وتم الاستقرار على موقع إنشائها خلف المنطقة العازلة على بعد 2.5 كيلومتر، أى على بعد 7.5 كيلومتر من الشريط الحدودى.
■ وماذا عن تعويضات أصحاب منازل رفح التى تمت إزالتها، هل تم صرفها؟
- تم إزالة 463 منزلا فى المرحلة الثانية، وتم تعويض 74 حالة بإجمالى مبلغ 24 مليونا و661 ألف جنيه. وباقى الحالات جار صرف تعويضاتها، «الإزالة شغالة واللى ورقه جاهز بيصرف على طول»، وحتى الآن صرفنا تعويضات للمبانى بإجمالى 266 مليون جنيه.
■ وماذا عن تعويضات الزراعات ومزارع الزيتون؟
- «إحنا حاصرين كل حاجة فى الزراعة»، لكن لم نصرف حتى الآن، لأن هناك أنفاقا كثيرة تم حصرها داخل الأراضى الزراعية. هناك أيضًاالتعويضات الاقتصادية الخاصة بالأنشطة التجارية، «اللى كان فاتح ورشة أو محل بيتم بحث طريقة تعويضه»، أما تعويضات الأراضى الزراعية فلم نبدأ فيها حتى الآن.
■ هل واجهتم اعتراضات على القيمة المالية للتعويضات فى المرحلتين الأولى والثانية؟
- «لحد دلوقتى مفيش أى اعتراضات، أنا بقول للمواطن اختار عايز إيه بالظبط، هل تاخد كل تعويضاتك وتتصرف أنت، ولا عايز جزء من التعويضات «عن المبانى» وتعويض الأرض نوفرلك قصاده بديل، حتة أرض أو شقة؛ قالوا عايزين كل التعويضات مادية».
■ هل هناك انعكاسات سلبية نتيجة لقرار حظر التجوال على حياة المواطن فى منطقة شرق العريش؟
- الحظر يبدأ من الساعة 7 مساء، وبالتالى لا يعطل الأنشطة، ومعروف أن قرار الحظر كان انتهى قبل العملية الأخيرة، وقبل قرار التجديد حدث تقييم من قبل الجهات الأمنية حول تجديده أو وقفه، وكان القرار الذى تم الاستقرار عليه تجديد الحظر، وذلك قبل حدوث التفجيرات الأخيرة.
■ هل ستتأثر الانتخابات البرلمانية المقبلة بالوضع الأمنى فى سيناء؟
- ليس هناك ما يمنع إجراء الانتخابات البرلمانية فى سيناء، الحمد لله نجحنا فى السيطرة على الوضع الأمنى، وما يحدث الآن طبيعى فى سيناء، وتم إجراء انتخابات سابقة فى ظله، آخرها الانتخابات الرئاسية، العام الماضى، وقبلها الاستفتاء على الدستور، وهى الانتخابات التى تمت فى وقت نستطيع أن نقول فيه إنه كانت توجد أزمة فى الموقف الأمنى.
■ تردد وجود نية لإلغاء الانتخابات فى الدائرة الثالثة «رفح والشيخ زويد»؟
- ليس صحيحاً، الدائرة قائمة واستعدادات إجراء الانتخابات فيها جارية، ممكن يحدث أن تنقل اللجنة العامة فى الدائرة لمكان آخر، لأسباب أمنية، بدلا من رفح أو الشيخ زويد.
■ هل تأثرت الدراسة فى منطقة الشريط الحدودى بالوضع الأمنى والأحداث الأخيرة؟
- لم تتأثر الدراسة، وعاد تلاميذ وطلاب سيناء لمدارسهم مع بقية المحافظات، «حتى المدرسين اللى بيروحوا من هنا للعريش طلعوا إمبارح فى 11 (مينى باص) وصلوا لأماكنهم».
■ هل رفض بعض المدرسين العودة للعمل فى مدارس المنطقة الحدودية كما تردد مؤخرًا؟
- «لأ مش حقيقى، قبل أجازة نص السنة كان فى بعض السيدات ليهم مطالب متعلقة بنقلهم أو ندبهم لمدارس العريش لأنهم معرضون للخطر، وناس تانيين بيشتغلوا من أكتر من 25 سنة وطالبين نقلهم»، ومراعاة لظروفهم كلفت بتشكيل لجنة موسعة لبحث جميع الحالات فى مراحل التعليم الثلاث.
■ ماذا عن الخدمات الصحية فى المحافظة، هل هناك استعداد للحالات الطارئة فى ظل الأوضاع الحالية؟
- نعمل الآن فى المرحلة الأولى لتجديد مستشفى العريش، شبه منتهية. والأجهزة الطبية الخاصة به، والتى كنا نعانى من عجزها، مثل (أجهزة الأرمسترونج)، «بقى عندنا دلوقتى جهازين اتنين شغالين»، وبقية الأجهزة الخاصة بالعمليات الجراحية أصبحت موجودة، و3 معامل اشتغلت، وبنك الدم الإقليمى داخل المحافظة أنشئ بالفعل داخل مستشفى العريش.
المشكلة التى تواجهنا هى نقص عدد الأطباء، الذى يصل إلى 50% على مستوى المحافظة.
■ هل ينعكس الوضع الأمنى على توفر المواد التموينية وإمدادات الغاز والمواد البترولية فى سيناء، خاصة المنطقة الحدودية؟
- «كل المواد التموينية والسلع الاستهلاكية وإمدادات الغاز والمواد البترولية (المحروقات) متوفرة ومفيهاش مشكلة، من بئر العبد إلى رفح، يمكن اللى متأثر شوية من بعض العجز رفح والشيخ زويد، ودا بيرجع لأن فيه تخوف من إصابة سيارات نقل الوقود خلال أى اشتباكات، بما تحمله من مواد قابلة للاشتعال، ولو عن طريق الخطأ.
■ هل ينطبق الأمر نفسه على الاستثمار ومخططات تنمية سيناء؟
- «أكيد الظروف الأمنية لها تأثير، وبالتالى الاستثمار أو القطاع الخاص رؤيته دلوقتى إن هو ممكن يكون مأجل أى مشاريع حالياً داخل المحافظة لحين تحسن الظروف الأمنية».