x

الجاليات الإسلامية الأمريكية: نشعر بالاضطهاد وفوبيا الإسلام تتزايد

الإثنين 13-09-2010 08:30 | كتب: هبة القدسي |
تصوير : رويترز

أكد نهاد عوض، المدير التنفيذى لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، ما أعلنته منظمة العفو الدولية من وجود تمييز واضطهاد ضد المسلمين فى الولايات المتحدة الأمريكية وتزايد ما وصفه بـ «فوبيا الإسلام» ومشاعر العداء للمسلمين.

وأرجع «عوض» ذلك إلى الجهل بالإسلام والخلط ما بين المنظمات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة وبين الدين الإسلامى، مشيرا إلى خطاب الرئيس باراك اوباما الذى أكد فيه أن الولايات المتحدة لن تكون فى حرب مع الإسلام وإنما مع تنظيم القاعدة .

وقال عوض، الفلسطينى الأصل، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» إن ما حدث من القس الأمريكى تيرى جونز، الذى دعا إلى حرق المصحف ثم تراجع، يعد أبرز دليل على أن من يهاجم الإسلام ويتطاول على المصحف فإنه يحقق من الشهرة والانتباه الإعلامى ما لا يحققه أى حدث آخر، مؤكداً أن الكنيسة التى يمثلها جونز هى كنيسة «مفلسة مادية وأخلاقيا» وتسعى لجذب الانتباه ولو على حساب أمن الولايات المتحدة.

وأكدت أنجريد ماتسون، الرئيس التنفيذى للجالية الإسلامية بشمال أمريكا، وجود عدم فهم للإسلام والمفاهيم الإسلامية لدى الأمريكيين وهو ما يتم استغلاله من قبل بعض المنظمات والجماعات التى لها أهداف أيديولوجية سواء دينية أو سياسية لتغذية هذا العداء ضد الإسلام بين الأمريكيين والسبب أنهم يكرهون المسلمين. وقالت «ماتسون» إنها تحدثت مع عدد كبير من العائلات المسلمة فى عدد من الولايات،

وأكدوا لها أنهم لم يشعروا بفقدان الأمان مثلما حدث خلال الأسابيع الماضية، بسبب الضجة حول بناء المسجد والمركز الإسلامى فى نيويورك وبسبب خطط القس الأمريكى لحرق المصحف. وأضافت أن بعض أبناء العائلات المسلمة يشعرون بالخوف من الذهاب إلى المدرسة لأن زملاءهم ينظرون إليهم كمخلوقات قادمة من الفضاء.

ودعت «ماتسون» إلى ضرورة الوقوف بقوة أمام هذا التيار بمساعدة زعماء جميع الجاليات الدينية المسيحية واليهودية، مشيرة إلى أن المسلمين الأمريكيين يمكن أن يمثلوا الجسر للتواصل وإيصال المفاهيم الحقيقية للإسلام إلى أفراد المجتمع الأمريكى. وأكدت ماتسون أن المسلمين الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية جاءوا من أجل التمتع بالحرية سواء الدينية أو السياسية وسنعمل من أجل تقوية هذه الحرية الدينية، لأنها أحد مبادئ الإسلام أيضا.

وقال إبراهيم هوبر، المتحدث الرسمى لمنظمة (كير)، إن الأجواء الأمريكية ملبدة بالغيوم المعادية للإسلام، وهناك دلائل على ذلك سبقت حادثة مخطط القس الأمريكى حرق المصحف، وتعود إلى فترة انتخاب الرئيس باراك أوباما وتصعيد فكرة أن اسمه الأوسط هو حسين، وأن والده كان مسلما والتخويف من فكرة أن يتقلد رئيس أمريكى من جذور مسلمة حكم الولايات المتحدة الأمريكية، وظهر ذلك جليا فى اعتقاد خمس الشعب الأمريكى أنه بالفعل مسلم الديانة.

وقال هوبر إن موجه العداء للإسلام تأتى مواكبة للانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكى والتى تبدأ الدعاية الانتخابية لها مع منتصف الشهر الحالى وبالتالى فإن من أهداف اليمين المسيحى المتطرف إثارة العداء ضد المسلمين والحزب الديمقراطى الذى يمثله أوباما لتحقيق مكاسب انتخابية. وأضاف أن منظمة كير أطلقت مبادرة لتوزيع 200 ألف نسخة من المصحف الشريف باللغة الإنجليزية على الأمريكيين للتعريف بالإسلام والمصحف وهى تجد صدى ورد فعل جيداً.

واعتبر أحمد رحاب، مدير العلاقات الإعلامية والاستراتيجية بمنظمة «كير» أن سوء الفهم والعداء للإسلام يأتى من اتجاهين هما الإعلام الذى يسيطر عليه اليمين المتطرف والمنظمات اليهودية، ومن السياسيين الذين يسعون لتحقيق مكاسب بالهجوم على المسلمين وتصعيد الخوف من الدين الإسلامى، مؤكدا أنه ليس كل أمريكى لديه فوبيا الإسلام بل إن معظم الأمريكيين لديهم تسامح واحترام لجميع الأديان.

وأشار «رحاب»، المصرى الأصل، إلى أن القوانين الأمريكية لا تجرم حرق الكتب المقدسة حيث تتيح المادة الأولى من الدستور الأمريكى حرية التعبير عن الآراء ولا تمنع ما يمثل ازدراء للدين مادام لا ينطوى على سلوك عنيف أو إيذاء. ورأى «رحاب» أن تراجع القس عن دعوة «حرق المصحف» بشكل نهائى هو قرار إيجابى لكن الجدل الذى أفرزه هذا الحدث يجعل الفكرة قابلة للاشتعال والحدوث مرة أخرى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية