لا تثريب على أحد إذا قام بإبلاغ المسؤولين عن المخالفات التى يراها تضر بالصالح العام، ما دام مجمل ما يكتبه ويبلغ عنه لا ينبئ عن شهوة الإضرار بأحد بقدر ما يدل على غيرة حميدة للصالح العام.. طبقا للقانون فعندما يستنفد الطالب المدة المسموح بها قانوناً للغياب يصدر قراراً بفصله.. يسجل المعلم الغياب يومياً فى «دفتر المكتب»، وذلك بالتوازى مع سجل (الضابطة الإدارية) المسؤولة عن تسجيل غياب الطلاب فى دفتر (5 سلوك).. لكننا نفاجأ بتواجد الطلاب الذين استنفدوا مدة غيابهم داخل الفصل!!
وبسؤالهم أفادوا بأن أولياء أمورهم قد حضروا إلى المدرسة، حيث تم ابتزازهم لتقديم تبرعات لإدارة المدرسة مقابل التغاضى عن احتساب عدد من أيام الغياب (بناءً على قيمة التبرع الذى يدفعه ولى الأمر)!!.. وبسؤالى المختصين فى المدرسة أقروا بذلك، بل
رفضوا أى تسمية لهذا الموضوع إلا أنهم سموه «مشاركة مجتمعية» !!.. إذا قام المعلم (وبناء على طلب التلاميذ) بكتابة اختبار الشهر على الكمبيوتر وطبعه وتصويره وجاء تفاعل الطلاب المادى خرجت التعليمات والنشرات بمنع تحصيل أى مبالغ نقدية من الطلاب مهما صغر قيمتها!!
والسؤال: لماذا الكيل بمكيالين؟ ولماذا لا يسمى ذلك: «مشاركة مجتمعية»؟.. أما عن المردود التربوى على نفسية الطلاب ولا سيما الفقراء.. فلا تسأل!!.. إن القرارات الوزارية وتصريحات المسؤولين تمنع تلقى تبرعات من أولياء الأمور ولا سيما إذا كان ذلك بمقابل، ولكن إدارة المدرسة تقول: إن ذلك لا يسمى (رشوة) أو (مدفوعات غير مبررة) وإنما «مشاركة مجتمعية» !!
لـــذلـــك.. أصرخ قائلا: يا وزير التعليم، يا محافظ الإسكندرية.. يا خلق هووو ه.. أفيدونا أفادكم الله.. ما الفرق بين استغلال النفوذ وتلقى التبرعات والالتفاف حول القانون، وبين مسمى (المشاركة المجتمعية)؟!
سـعـد مهلل محمد
معلم خبير لغة عربية بمدرسة جناكليس الثانوية الصباحية للبنين
إدارة شرق الإسكندرية التعليمية
