x

مسلسل إيرانى يجسد شخصية سيدنا يوسف اعتماداً على مصادر سنية وشيعية

السبت 12-09-2009 23:00 |
تصوير : other

بعد 4 سنوات من الكتابة وبتقنية متقدمة فى التصوير والديكور والملابس والمكياج، حقق مسلسل «يوسف الصديق» الذى يعرض حاليا على قناتى «المنار» التابعة لحزب الله اللبنانى، و»الحرية» العراقية، نجاحًا كبيرًا ولفت أنظار عدد كبير من المشاهدين العرب، وهو مسلسل إيرانى يتناول قصة حياة سيدنا يوسف عليه السلام بداية من ولادته وقصته مع إخوته الذين أجمعوا على أن يلقوه فى غياهب الجب، مرورًا بوصوله إلى قصر العزيز فى مصر، نهاية برد بصر أبيه وسجوده أمامه.

ورغم اعتراض علماء الدين الإسلامى على تجسيد الأنبياء فى الدراما، فإن المسلسل يجسد شخصيتى النبيين يوسف ويعقوب وسيدنا جبريل لأول مرة فى الدراما التليفزيونية.

يكشف المسلسل، فى 45 حلقة، العديد من الحقائق التاريخية ويغوص فى تفاصيل دقيقة ربما لا يعرفها الكثيرون مثل أن عهد سيدنا يوسف كان موازياً لعهد امنحوتب الثالث والكاهن الأكبر خوفو، فضلاً عن أن السيناريو يكشف ويوضح كثيرًا من الحقائق حول حياة سيدنا يوسف، وقد تم تنفيذ كل المشاهد بحرفية عالية خاصة مشهد إغواء زليخة (امرأة العزيز) لسيدنا يوسف والذى جاء دون إسفاف أو ابتذال يجرح مشاعر المشاهدين، كذلك مشهد تقطيع النساء لأيديهن بمجرد رؤية سيدنا يوسف عليه السلام لأنهن انبهرن بجماله.

تم إنتاج المسلسل فى ديسمبر 2008 وعرض قبل رمضان على قناة «الكوثر» الإيرانية لكنه لم يحقق النجاح والمشاهدة التى يحققها حاليًا، وكتب له السيناريو والحوار فريق مكون من 20 مؤلفًا استندوا إلى عدد كبير من المؤلفات منها كتب التفسير السنى والشيعى وكتب التاريخ وشرح الأحاديث، وسورة سيدنا يوسف فى القرآن الكريم.

جسد شخصية سيدنا يوسف الممثل الإيرانى مصطفى زمانى، وقدم محمود باك نيت دور سيدنا يعقوب، وجعفر دهقان جسد دور عزيز مصر، وعباس أميرى جسد دور رئيس الكهنة، أما مخرجه فهو فرج الله سلحشور والذى سبق وأخرج مسلسلات «أهل الكهف» و»توبة نصوح» و»النبى أيوب».

6 ملايين دولار أمريكى هى تكلفة المسلسل حيث بنى المخرج ديكورًا كاملًا لمدينة طيبة الفرعونية وضم المسلسل نخبة كبيرة من الممثلين والممثلات الإيرانيين وكادر من العاملين فى الإنتاج السينمائى، وقد تم دبلجته إلى اللغة العربية وهو ما ساعد فى انتشار قاعدة مشاهدته فى العالم العربى، وقد شهدت حلقة أمس الأول أحداثًا ساخنة فى حياة سيدنا يوسف حيث طلبت زليخة زوجة عزيز مصر حضور سيدنا يوسف إلى غرفتها وفى نيتها إغوائه، وعندما حضر أمرته بالمثول لرغباتها، لكنه رفض، وفى هذا المشهد اكتفى المخرج بإبراز محاولة زليخة جذب يوسف بالأمر والطلب، دون أن يتضمن المشهد أى نوع من «الدلال» الذى ارتبط فى كل الحكايات بامرأة عزيز مصر.

المخرج فرج الله سلحشور أكد أنه كان يستعد لإخراج مسلسل عن النبى يونس لكن أصحابه أصروا على إخراج قصة النبى يوسف وقال: كل قصص القرآن معبرة وجميلة وواقع لما نعيشه فى عصرنا، والقرآن أصبح مهجورًا حتى عند المسلمين، وأشعر بإخراجى لهذا المسلسل أننى «مبلغ رسالة» أكثر من كونى مخرجًا.

وأكد «سلحشور» أن هوليوود سعت خلال القرن الماضى وبإنتاجها لمختلف الأفلام السينمائية إلى إزالة قداسة الأنبياء بهدف تقليص دور الدين فى حياة عامة الناس، لكن هذا المسلسل المصور عن حياة أحد أنبياء الله تم إنتاجه لرسم صورة جيدة عن نموذج الدولة الإسلامية، مؤكدًا أن الفن ليس أداة ترفيه فقط بل يجب استخدامها للترويج للأخلاق الإنسانية والإسلامية.

ورغم نجاح المسلسل منذ عرضه إلا أنه أثار جدلًا فى المجتمع الشيعى الذى يرفض عدد كبير منه ظهور الأنبياء حفاظا على قداستهم، وطالبوا القائمين على الأعمال الفنية بعدم تجسيد الأولياء الصالحين خصوصًا «المعصومون» من الخطأ، مؤكدين أنه مهما بلغ إيمان وجمال الممثل الذى جسد شخصية سيدنا يوسف، إلا أنه لن يصل إلى إيمان وجمال سيدنا يوسف.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية