ليس كل ميْت بميّت، إنما الميْت ميّت الأحياء. يرحل الإنسان، ويبقى حسن الأثر من إتقان العمل.. اليوم الذكرى السابعة على رحيل الكاتب (مجدى مهنا)، حضوره مستمر رغم الغياب!.. صاحب عمود يومى «فى الممنوع» بـ«المصرى اليوم»، ومقدم برنامج «فى الممنوع» أسبوعيا على قناة دريم، ولأن الصحف لا يقدم على شرائها إلا عدد قليل من عموم الشعب، لذا فقد عُرف أكثر من خلال البرنامج التليفزيونى الأسبوعى، ومع أن معظم ضيوف برنامجه كانوا من رموز الحزب الوطنى المغضوب عليهم حينئذ، إلا أن الإعلامى مجدى مهنا كان يخلق بأدائه المتميز الفريد حواراً ممتعاً يجذب المشاهد من المثقف إلى العامل البسيط، ما أحوجنا هذه الأيام إلى مدرسة مجدى مهنا فى البرامج التليفزيونية، نحن فى زمن الابتذال والارتجال والنفاق وقلب الحقائق، حتى صار المواطن المصرى يترنح مشوش الفكر، فاقد الثقة فى كل ما يسمع أو يقرأ!!.. رحم الله الكاتب مجدى مهنا فقد كان ُيفضل الصمت أو الابتسام على النطق بلفظ يخدش سمع المشاهدين.. اسمح لى، عزيزى القارئ، أن أُثنى على كاتب، أعشق كتاباته، وكنت أسارع لأبحث كل صباح عن عموده لأقرأ كلماته.. هو كاتب ينبض بالوطنية، فهو المصرى بالتاريخ والجغرافيا، كما كان يقول عن نفسه.. كاتب من زمن العمالقة، مقاله واحة غنّاء زاخرة بالحكم والحُجج والتحليلات، أضحكنى عندما كتب «أنا المصرى صاحب الحضارة أخجل أن أكتب مقالى على ضوء كشاف صينى».. أحببت فيه صدقه مع نفسه، وأحببت فيه حبه لأسرته وإخلاصه لزوجته الراحلة، وأحببت فيه إدارته لحواراته التليفزيونية، وأحببت فيه حبه لمصر.. رحمه الله، ومهما تمر السنون، فلن ننساه.
حنان عمار.. أسيوط