في واقع مسمم يحصد أرواح الشباب في ملاعب الكرة، 72 في بورسعيد قبل ثلاث أعوام، و22 آخرين خارج استاد الدفاع الجوي، الجميع يختار الرهان الرابح دائمًا، مع المسؤولين، والدولة، وإدارات النوادي، ماعدا قليلين، يختارون أن يكون على صف الجماهير، وبتلك المواقف يصنعون إسمًا يبقى محفورًا في قلوب الجماهير.
9 سبتمبر 2012، تقرر أن يواجه الأهلي إنبي في كأس السوبر المصري، في تمهيد لعودة الحياة لملاعب الكرة بعد مذبحة بورسعيد في فبراير 2012، وسط اعتراضات جماهيرية واسعة لعودة الكرة قبل القصاص لمن غدر بهم في استاد بورسعيد.
وصلت ذروة الاحتجاجات لحرق مقر اتحاد الكرة في اعتراض على إقامة المباراة، لكن تلك الاحتجاجات لم تصل لما فعله الأيقونة رقم 22، فمحمد أبوتريكة لم يتحول لأيقونة من فراغ، بل من تلك المواقف التي يعرف بها الرجال.
بكل بساطة، استمع «تريكة» للجمهور، الذي ترجى اللاعبين لعدم خوض المباراة، وبين مطرقة الإدارة، وسندان الجمهور، اختار الجميع أن يكون متواجدًا على ملعب برج العرب، إلا أن «أبوتريكة» رفض لعب المباراة، ليتم إيقافه شهرين وتغريمه نصف مليون جنيه.
ويوم 8 فبراير، قرر عمر جابر الاستماع لنداء القلب بدلًا من نداء العقل، ويقرر عدم لعب مباراة الزمالك أمام إنبي، بعد توارد الأنباء عن سقوط ضحايا خارج ملعب الدفاع الجوي، ليشارك جميع لاعبي الزمالك في المباراة، إلا هو، ليضع نفسه في مثابة «أبوتريكة»، المخصصة لهؤلاء الذين اختاروا الجماهير، الذين يصنعون النجوم، ولأجلهم تلعب كرة القدم.
وبالمثل، تم إيقاف عمر جابر، لأجل غير مسمى، ليدفع ضريبة، تصغر قيمتها كثيرًا، أمام ما زاد من حب الجماهير له.